تقول امرأة إن سلسلة من المصادفات قادتها إلى قرار جريء: محاولة إنجاز مئة سباق ماراثون في مئة يوم متتالية عبر جنوب اسيا تخليداً لذكرى والدها.
هانا كوكس، التي تعود جذور عائلتها إلى المجتمع الأنغلو-هندي حيث عمل أفُرادٌ منها لدى شركة الهند الشرقية البريطانية، تصف نفسها بأنها كانت “مهووسة” بفكرة تتبع مسار طوله نحو 4,200 كيلومتر استُخدم في فرض ضريبة على الملح خلال الحكم البريطاني على الهند، منذ قراءتها عن هذا المسار في عام 2014.
كانت الخطة الأولى أن تسير المسار بوسائل نقل، لكن بعد أن بدأت الركض عندما بلغت الأربعين من عمرها العام الماضي، قررت أن تجتازه بالجري يومًا بعد يوم اعتبارًا من أكتوبر، كطريقة لإعادة صياغة السرد التاريخي وجعل الشركات “قوة للخير”.
تعيش كوكس على قارب ضيق في قناة بمقاطعة تيمسايد في ضواحي مانشستر الكبرى، وتقول إن حبها للمغامرات الطويلة ليس جديدًا—فقد سلكت طريقًا بريًا من المملكة المتحدة إلى بوتان عام 2017.
موت والدها ديريك، المولود في كولكاتا، عام 2011 عمّق اهتمامها بالهند. الأسرة، التي يُعتقد أنها قد انتقلت إلى هناك قادمةً من أوروبا، كان كثيرون منها يعملون لدى شركة الهند الشرقية—التي تُعَدّ من أقوى الشركات في تاريخ الإمبراطورية، بحسب التاريخ.
“والدي جاء من بلد مختلف، وكنّـا دائمًا مفتونين بهذه الحقيقة”، تقول كوكس، مضيفة أنها لم تتلقَّ تعليمًا كافيًا عن هذا التاريخ أثناء نشأتها، وأن رحيله أظهر لديها انفصالاً في الهوية الثقافية تجاه الجانب الهندي من العائلة.
زارت هانا منازل العائلة التاريخية في الهند عام 2017، وتؤكد أنها تعارض الكثير من القيم التي قامت عليها شركة الهند الشرقية، التي ارتكزت ثروتها على عمل مستعبدين واستغلال مالي منهجي.
تأمل أن تثير مبادرتها—الجري عبر ما يرصده البعض كحدود مجهولة نسبياً استُخدمت لفرض ضرائب على الملح ومنع نقله من السواحل إلى الولايات الخاضعة للسيطرة البريطانية—حوارًا أعمق حول هذا الإرث. كانت ضريبة الملح سببًا في أن كثيرًا من الهنود لم يستطيعوا تحمّل أبسط الضروريات، وهي ذات الضريبة التي دفعت المحامي والناشط المهاتما غاندي لقيادة مسيرة الملح عام 1930 احتجاجًا على الحكم البريطاني.
هدفها جمع مليون جنيه إسترليني لصالح شبكة الأعمال “1% for the Planet” لدعم الشركات في تبنّي ممارسات أكثر استدامة. وتوضح: “ليس الهدف أن يشعر الناس بالذنب لخياراتهم، بل أن يشعروا بالقوة لاتخاذ خيارات أفضل.”
تؤمن أن على الأفراد البحث عن المجالات التي يستطيعون فيها أن يُحدثوا فرقًا، وأن مشروعها هذا طريقها الخاص للمساهمة.
إلى جانب طموحها في إظهار كيف يمكن للأعمال أن تكون قوة للخير، ترى كوكس في الماراثونات فرصةً للمغامرة لاختبار حدودها الشخصية وإلهام الآخرين. تعاني من حالة جنف العمود الفقري، لكن ذلك لم يوقفها: في يونيو الماضي ركضت عرض إنجلترا خلال أسبوع واحد كجزء من بناء قوتها وقدرتها.
تتدرّب قبل وبعد عملها وستخضع لتدريب متخصص قبل سفرها إلى الهند في أكتوبر، حيث تخطط للعبور عبر دلهي والركض قرب تاج محل في طريقها عبر البلاد الضخمة نحو مسقط رأس والدها في ولاية البنغال الغربية. المناخ لا زال حارًا، لكنها تقول إن أقرب معارفها في الهند أخبروها أن ذلك سيكون أبرد وقتٍ ممكن للجري.
“الجري مفيد جدًا لصحتي النفسية، وهو وسيلة ممتازة للتواصل مع الطبيعة”، تضيف.
لمتابعة قصص مثل هذه يمكنك الاستماع إلى برامج BBC Radio Manchester على منصة Sounds، ومتابعة BBC Manchester عبر فيسبوك وX وإنستغرام. كما تُستقبل اقتراحات القصص عبر واتساب على الرقم 0808 100 2230. النص المرسلل كان فارغًا.
الرجاء إعادة إرسال النصّ الذي تودّ ترجمته وإعادة صياغته.