قال الرئيس الإيراني مسعود بيزشكيان في يرفان إن «الحكم في منطقة القوقاز يجب أن يبقى قوقازياً».
قال رئيس وزراء أرمينيا نيكول باشينيان للرئيس الإيراني إن الممر المخطط لربط أذربيجان بمقاطعتها المنعزلة سيكون تحت السيطرة الأرمنية، وذلك بعد أيام من إعلان طهران أنها ستعرقل المشروع المدرج في اتفاق سلام توسطت فيه الولايات المتحدة ويضع وجوداً واشنطنياً محتملاً على مقربة من حدودها.
«الطرق العابرة لأرمينا ستكون تحت الولاية الحصرية لأرمينيا، وستتولى أرمينيا مسؤولية الأمن، ليس أي طرف ثالث»، قال باشينيان خلال لقاء مع بيزشكيان في عاصمة أرمينيا يوم الثلاثاء. وأضاف أن الممر سيفتح آفاقاً اقتصادية جديدة بين البلدين، وقد يوفر مساراً سكة حديد من إيران إلى الساحل المطِل على البحر الأسود عبر أراضي أرمينيا.
الممر البري، المُسمَّى «طريق ترامب للسلام والازدهار الدولي» (TRIPP)، جزء من صفقة وُقعت هذا الشهر في واشنطن بين أرمينيا وأذربيجان، اللتين كانتا خصمين سابقين.
بموجب الاتفاق، ستمتلك الولايات المتحدة حقوق التنمية للمسار المقترح، الذي يربط أذربيجان بمقاطعتها ناخجيوان المتاخمة لإيران وتركيا.
«الحكم في منطقة القوقاز يجب أن يظل قوقازياً — إسناد حل قضايا القوقاز إلى قوى خارج الإقليم سيعقّدها»، قال بيزشكيان خلال زيارته يوم الثلاثاء. وأضاف أن موقف إيران دائماً كان رفض أي تغييرات على الحدود الدولية في منطقة القوقاز.
طهران معارضة منذ فترة طويلة للممر المقترح، المعروف أيضاً بممر زانغزور، إذ تخشاه لكونه قد يقطعها عن أرمينيا وباقي منطقة القوقاز، ويقرب إليها قوات أجنبية قد تكون معادية.
منذ توقيع الاتفاق في الثامن من أغسطس، كثّفت المسؤولون الإيرانيون التحذيرات من أرمينيا، معتبرين أن المشروع قد يكون جزءاً من مكيدة أميركية «لتتبع أهداف هيمنة في منطقة القوقاز».
وقد أشادت به دول أخرى في الإقليم، من بينها روسيا، التي تجمعها بإيران تحالف استراتيجي إلى جانب علاقاتها مع أرمينيا.
خاضت أرمينيا وأذربيجان سلسلة من الحروب منذ أواخر ثمانينيات القرن الماضي، عندما انفصل إقليم ناغورنو-كاراباخ، الذي كان يقطنه غالبية أرمنية، بدعم من أرمينيا. واستعادت أذربيجان السيطرة على الإقليم عبر عملية عسكرية عام 2023، ما أدى إلى نزوح واسع للسكان الأرمن.
وفي العام الماضي وافقت أرمينيا على إعادة عدة قرى إلى أذربيجان، في ما وصفتها باكو بأنه «حدث تاريخي طال انتظاره».