أسطول الصمود العالمي عازم على مواصلة التوجه إلى غزة بعد هجمات تونس أخبار الصراع الإسرائيلي الفلسطيني

سيدى بوسعيد، تونس — مشاركون مؤيدون للقضية الفلسطينية في «أسطول الصمود العالمي» الذي يسعى لإنهاء الحصار على قطاع غزة، يصرون على مواصلة مهمتهم رغم تعرض سفنهم لهجومين هذا الأسبوع.

تعرضت سفن راسية بميناء سيدي بوسعيد في تونس لقذائف ليلية يومي الإثنين والثلاثاء، ولم يُسجَّل وقوع إصابات، لكن الهجوم هزّ معنويات المشاركين في الأسطول.

حمّل المنظّمون اسرائيل مسؤولية الهجمات، مؤكدين أن القوارب استُهدفت بطائرات من دون طيار، في حين اعترفت السلطات التونسية بحدوث اعتداءات لكنها قالت إنها لم تكشِف أي آثار لطائرات دون طيار، ووعدت بفتح تحقيق.

«سنبحر إلى غزة بلا أدنى تردد، لا شيء سيمنعنا من الإبحار إلى غزة»، قالت تارا راينور أوغرادي، ناشطة حقوقية إيرلندية تبلغ من العمر 55 عاماً. «لا تنشغلوا بالضربات؛ هي تهدف إلى تشتيت الانتباه وخلق حالة من الذعر وانتشار معلومات مضلِّلة، لكننا مصمّمون وواضحون ومركّزون على الهدف: الوصول إلى غزة، وكسر الحصار وفتح ممر بحري إنساني.»

تجمّع مئات المتطوعين يوم الأربعاء في سيدي بوسعيد استعداداً للإبحار. وصلت قوارب من إسبانيا يوم الأحد، وانضمت إليها سفن أخرى من تونس.

ورغم أن الأسطول، الذي سُمِّي باسم كلمة عربية تعني الصمود، لم يُقلع بعد من تونس، فإن الاستعدادات مستمرة.

يخطط المنظّمون لمرحلة أولى تضمّ السفن الأكثر جاهزية للإبحار معاً إلى نقطة في البحر المتوسط حيث ستلتقي بخطام سفن أخرى تنطلق من موانئ إيطاليا واليونان.

وفي الوقت نفسه، من المتوقع وصول عدة سفن أخرى إلى تونس قادمة من المرحلة الأولى التي انطلقت من برشلونة الأسبوع الماضي. بعد إصلاحها وتجهيزها بالمؤن، ستشكّل هذه السفن موجة ثانية تنطلق بعد الأولى لتلتقي بباقي الأسطول وتشدّ الرحال نحو السواحل الفلسطينية لقطاع غزة.

عازمون على الاستمرار

يقرأ  نتنياهو يرفض صفقة تبادل جزئية للرهائن وإسرائيل تستعد لشن ضربات على مستوى البلاد

طالت الهجمات في وقت سابق من هذا الأسبوع سفينتين من الأسطول: «فاميلي» التي كانت على متنها عدة أعضاء من لجنة توجيه الأسطول، بينهم الناشطة السويدية غريتا ثونبرغ، وسفينة «ألما».

قال تادغ هيكي، كوميدي وكاتب وصانع أفلام إيرلندي تواجد على متن «ألما»، لقناة الجزيرة إن الهجمات «مجرد وسائل تشتيت».

«كفريق، نظلّ هادئين ومركّزين على تطبيق التدريب الشامل الذي تلقيناه، وعلى هدفنا الأسمى أولاً وقبل كل شيء: كسر الحصار غير الأخلاقي وغير القانوني عن غزة»، أضاف هيكي.

وأصرت لجنة التوجيه على أن السفن ستواصل طريقها إلى غزة رغم الهجمات.

قال أحد أعضاء اللجنة، سيف أبوكشيك: «اسرائيل مستمرة في خرق القانون الدولي وترهيبنا. سنبحر لكسر الحصار عن غزة مهما فعلوا.»

رَفَع ناشط علم فلسطين تأييداً لأسطول الصمود العالمي لدى وصوله إلى ميناء سيدي بوسعيد بتونس.

تلقّى بعض المشاركين في الأسطول مكالمات يملؤها القلق من أهاليهم الذين يخشون على سلامتهم.

قالت متطوعة إن «أمي علمت بالهجوم بينما كنت نائمة، وهي تمرّ بظروف صعبة جداً» مبدية إصرارها على الاستمرار في طريقها إلى غزة.

في المقابل، يقلق ناشطون آخرون من إمكانية عدم تمكنهم من الحصول على مقعد على متن إحدى السفن، إذ فاق عدد الراغبين بالانضمام للأماكن المتاحة على السفن المشاركة — وعدد هذه الأماكن جرى الاحتفاظ به سرياً لأسباب أمنية.

«آمل أن أحصل على مقعد في إحدى السفن، لكن أظن أنه سيكون أمراً صعباً»، قالت أندريا، ناشطة مكسيكية تقيم في النمسا.

أضف تعليق