أصدرت بريطانيا أحكاماً بالسجن الشديد على زعماء خلية إحراق مدعومة من روسيا

أصدر قاضٍ بريطاني أحكاماً سجن طويلة على زعيمي خلية نفذت هجمات إحراق عمدية في المملكة المتحدة نيابةً عن شركة عسكرية خاصة تمولها الدولة الروسية، مجموعة فاغنر.

وقالت النيابة إن ديلان إيرل (21 عاماً) وجيك ريفز (24 عاماً) خططا «لحملة مستمرة من الإرهاب والتخريب على أرض المملكة المتحدة» بدعم من مجموعة المرتزقة الروسية المعروفة بارتكابها جرائم حرب في ساحات نزاع متعددة، شملت القتل والتعذيب والاغتصاب.

قاضٍ بوبّي تشيما-غرب قضت على إيرل بالسجن 17 سنة، بالإضافة إلى ست سنوات إضافية خاضعة للرخصة الممتدة، لقيادته التخطيط لعدة اعتداءات، من بينها إحراق مستودع في شرق لندن في مارس من العام الماضي كان يخزّن مساعدات إنسانية ومعدات أقمار صناعية من طراز ستارلينك مخصّصة لأوكرانيا. وكشف المحققون أن إيرل ناقش مع «مشغّل» تابع لفاغنر خططاً لاختطاف مؤسس مشارك لتطبيق مالي واحتراق مستودع في جمهورية التشيك.

أدلة من كاميرات المراقبة وبيانات الهواتف والأدلة الجنائية ساهمت في إدانة ديلان إيرل، الذي عُثر في هاتفه على تسجيلات تبدأ فيها النيران بالمستودع، كما تبين تواصله مع عناصر فاغنر عبر تطبيق «تيليغرام».

17 سنة خلف القضبان.

وحُكم على ريفز بالسجن 12 سنة، مع سنة إضافية على رخصة ممتدة، لدوره في تجنيد رجال آخرين للمشاركة في الاعتداءات بدعم من فاغنر. هذان الرجلان هما أول من يحاكمان بموجب قانون الأمن القومي الجديد لعام 2023، الذي جُدِّد ليواكب التهديدات المعاصرة الصادرة عن قوى أجنبية.

دومينيك مورفي، رئيس جهاز مكافحة الإرهاب في لندن، وصف إيرل وريفز بأنهما «تصرفا طوعاً كوكلاء معادين نيابة عن الدولة الروسية»، مؤكداً أن القضية مثال واضح على استخدام دولة ذات صلة بروسيا «لوكلاء» — في هذه الحالة رجال بريطانيون — لتنفيذ نشاط جنائي خطير في هذا البلد بالنيابة عنها. وأضاف مورفي أن السنوات الأخيرة شهدت زيادة كبيرة في تحقيقات التهديدات المضادة للدولة، وأن استخدام الوكلاء بات تكتيكاً جديداً تفضله دول معادية مثل روسيا.

يقرأ  خرق حماس يكشف ذهنية جيش الدفاع الإسرائيلي قبل ٧ أكتوبر بعد ٢٢ شهراً من الحرب

في يوليو تموز، أدين ثلاثة بريطانيين آخرين بتهمة الحرق العمد المشدَّد لدورهم في هجوم المستودع في شرق لندن الذي سبّب أضراراً تقدر بحوالي مليون جنيه إسترليني وعرض حياة عشرات رجال الإطفاء للخطر. حُكم على ني مينسا (23 عاماً) تسع سنوات، وجاكيم روز (23 عاماً) ثماني سنوات وعشرة أشهر، بينما سلِّم أجنيوس أسمينا (21 عاماً) سبع سنوات. كذلك حُكم على أشتون إيفانز (20 عاماً) بالسجن تسع سنوات لامتناعه عن الإفصاح عن معلومات بشأن أعمال إرهابية مرتبطة بمؤامرة إحراق أخرى استهدفت مشروعين في وسط لندن يملكهما معارض روسي.

تقول السلطات البريطانية إن روسيا تنفّذ حملة تجسس وتخريب تتسم بمزيد من الجرأة داخل المملكة المتحدة، فيما حذّر رئيس جهاز الاستخبارات الداخلية «إم آي5»، كين مكالوم، من أن موسكو «ملتزمة بإحداث فوضى وتدمير».

وفي قضية منفصلة هذا الأسبوع، اعتقلت شرطة العاصمة ثلاثة رجال من غرب ووسط لندن للاشتباه بتجسّسهم لصالح روسيا. لم تُكشف تفاصيل جرائمهم المزعومة علناً، لكنهم وُجّهت إليهم أيضاً تهم بموجب قانون الأمن القومي 2023 «لاشتباههم في مساعدة جهاز استخبارات أجنبي». ادانة وسير التحقيقات مستمران.

أضف تعليق