أفكارٍ وأنشطة مبتكرة لشهر التوعية والوقاية من التنمّر ٢٠٢٥

التنمر قضية معقّدة وحسّاسة قد يواجه المعلمون والأهل صعوبة في مواجهتها، لكنّ التعريف بها وتسليط الضوء عليها يرفع فرصة الوقاية من السلوكيات العدوانية ويقدّم دعمًا فعّالًا للمتضرِّرين. يمثل شهر التوعية الوطني للوقاية من التنمّر 2025 مناسبة مثالية لتنظيم أنشطة مضادة للتنمّر وإطلاق مبادرات توعوية مكثّفة.

ماذا يميّز التنمر؟
التنمر ليس مجرد خلافات عابرة بين الأطفال؛ إنه نمط متكرِّر من السلوك يُبرز فروقات في القوة ويهدف إلى إيذاء الضحية جسديًا أو نفسيًا أو اجتماعيًا. يظهر أحيانًا وجهاً رقميًا (التنمّر الإلكتروني) وقد يتعرّض له الطلاب بسبب مظاهرهم الجسدية، أو أصلهم العرقي، أو نوعهم الاجتماعي، أو قدراتهم الجسدية، أو معتقداتهم، أو ميولهم الجنسية، وغيرها من الأسباب. تشير الإحصاءات إلى أن نحو واحد من كل خمسة طلاب يبلّغون عن تجارب تنمُّر، مما يجعل العمل الوقائي ضرورة تعليمية وصحية.

متى يُقام شهر الوقاية من التنمر؟
يُخصَّص شهر أكتوبر سنويًا لرفع الوعي العالمي بمشكلة التنمر. في 6 أكتوبر 2025 تُحتفل الذكرى التاسعة عشر ليوم العالم للوقاية من التنمّر، بينما يُعقد يوم «الوحدة» (Unity Day) في 22 أكتوبر، وهو يوم يجتمع فيه المجتمع المدرسي ليرسخ قيم اللطف والقبول والشمول.

لماذا نحتاج لشهر كامل؟
رغم أن البيئات المدرسية يجب أن تروّج لثقافة مناهضة للتنمّر على مدار العام، فإن تخصيص شهر كامل يمنح الفرصة لتكثيف الأنشطة، توحيد الجهود بين الجهات المختلفة، وتزويد المدارس بالموارد والبرامج الموَحَّدة التي تبني مناخًا أكثر أمانًا للطلاب. أبحاث عديدة تؤكد أن برامج الوقاية الفاعلة تقلّل من حالات التنمر وتساعد الضحايا، كما تهيئ المعتدين المحتملين للتعرف على سلوكهم وتغييره.

نبذة تاريخية قصيرة
في 2006 أعلن مركز PACER الوطني لمكافحة التنمر الأسبوع الأول من أكتوبر وقتًا للتثقيف والتوعية، سعياً لإنهاء النظرة السائدة التي تعتبر التنمر مجرد مرحلة طفولية عابرة. وبعد نجاح المبادرات، تمّ توسيع الفعالية لتشمل شهرَ أكتوبر بأكمله اعتبارًا من 2010، لتضمّ أنشطة جمع تبرعات، حملات توعوية عامة، شراكات مع مشاهير، وأحداث وطنية مثل يوم «الوحدة».

يقرأ  جيش الدفاع الإسرائيلي يعلن مقتل قائد من «نخبة» حماسالذي تسلّل إلى إسرائيل في ٧ أكتوبر

أفكار وأنشطة نموذجية لشهر 2025
فيما يلي أدوات وأساليب مجرّبة يمكن تطبيقها على مستوى الصف، المدرسة، أو المجتمع:

– قراءة كتب مناهضة للتنمّر
شارك طلاب الصفوف الأولى بصور وقصص مبسطة، واطلب من الطلاب الأكبر سنًّا قراءة روايات تحمل رسائل ضد التنمر ثم مناقشة انطباعاتهم.

– إطلاق برنامج للوقاية من التنمّر
إن لم تكن المدرسة تمتلك برنامجًا منظّمًا، فشهر أكتوبر فرصة مثلى لإطلاق واحد يشمل تدريب المعلمين، ورش عمل للطلاب، وإشراك الأسر.

– عرض فيديوهات توعوية
استخدم عروضًا مرئية في الندوات المدرسية متبوعة بحوارات صفية لتفكيك الرسائل وتعزيز التفكير الناقد.

– تشجيع «المناصرين» بين الطلاب
ابحث عن قادة طلابيين يمكنهم أن يكونوا نماذج إيجابية ويعلّموا أقرانهم كيف يكونون مدافعين آمنين عن الضحايا بدلًا من أن يكونوا متفرجين.

– تزيين الفصول والفضاءات بملصقات وفنون مناهضة للتنمّر
حفّز الطلاب على تصميم ملصقات وبانرات تعكس ثقافة الاحترام واللطف، ونظّم مسابقة للملصق الأفضل.

– سلسلة «سلسلة اللطف»
وزّع على كل طالب شريطًا من الورق ليكتب رسالة دعم أو تشجيع، ثم اربط الشرائط معًا لتعليق غطاء بصري يرمز إلى التضامن.

– لوحة إعلانات توعوية
اخصص لوحة في الردهة لالتزامات الطلاب، قصص تجاوزت التنمّر، ومصادر مساعدة للطلاب والأهل.

– الاستفادة من حزمة أنشطة PACER
حمّل المواد التربوية القابلة للطباعة التي يقدّمها مركز PACER، والتي تضم خطط درسية وأنشطة متدرِّجة تناسب جميع المستويات.

– المشاركة في يوم «الوحدة» (Unity Day)
حثّ الجميع على ارتداء اللون البرتقالي في يوم الاحتفال، ونظّم فعاليات مشتركة تبعث برسالة واضحة: لا مكان للتنمّر في مدرستنا.

– تحدي «أعمال اللطف العشوائية»
اطلب من الطلاب تنفيذ أكبر عدد ممكن من أعمال اللطف خلال أسبوعٍ واحد، وتوثيقها ثم الاحتفال بها في تجمّع ختامي.

يقرأ  فلسطينيون يفرّون من هجمات الجيش الإسرائيلي — احتجاجات إسرائيلية ضدّ خطة الاحتلال

– اقتباسات ورسائل تشجيعية
انشر اقتباسات عن اللطف على ملاحظات صغيرة في أرجاء المدرسة، وشجّع الطلاب على مشاركة أقوالهم المفضلة.

– صخور اللطف
اطلُب من الطلاب تلوين أحجار صغيرة بعبارات مشجعة ثم إخفاؤها حول المدرسة لتُسعد من يجدها.

– حلف مناهضة التنمّر
اقترح على الطلاب توقيع تعهّد يوضح معنى أن تكون «مدافعًا» وليس «متنمِّرًا»، وناقشوا كيفية تطبيقه يوميًا.

– إعلام الأهالي
وزّع نشرة جاهزة إلى البيوت أو أدرجها في النشرة الإخبارية للمدرسة لتعزيز مشاركة العائلة في الجهود الوقائية.

– حملة على وسائل التواصل
شارك رسائل محددة وأفكارًا قابلة للتطبيق للعامة لرفع الوعي وتشجيع المجتمع على اتخاذ إجراءات ملموسة.

كيف تراقب تأثير جهودكم؟
راقب مؤشرًا مثل انخفاض الحوادث المُبلغ عنها، تحسّن شعور الطلاب بالأمان، وازدياد المشاركات في أنشطة اللطف والدفاع عن الضحايا. العمل المستمر والتقييم المنتظم هما مفتاحان لتحقيق تغيير حقيقي ومستدام في ثقافة المدرسة.

هل كيف تحتفل مدرستكم بشهر الوقاية من التنمر؟ شاركوا تجاربكم وأفكاركم مع زملائكم لنتعلم من بعضنا بعض.