ألمانيا تؤيد تمديد مهام حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في لبنان

أعلنت المانيا أنها ستسعى لتمديد أو إطلاق مهمة متابعة في المياه اللبنانية بعد انتهاء جهود حفظ السلام تحت مظلة الأمم المتحدة في عام 2026، بحسب ما صرح وزير الخارجية يوهان واديفول خلال زيارته الجمعة.

«الاستقرار في هذه المنطقه شرط أساسي لأمن واستقرار أوروبا والجمهورية الاتحادية الألمانية»، قال واديفول عند تفقده الفرقاطة الألمانية المكلفة برقابة المياه قبالة لبنان في إطار قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل).

تعد يونيفيل واحدة من أقدم بعثات المراقبة التابعة للأمم المتحدة، إذ أُنشئت عام 1978 لمراقبة انسحاب القوات الإسرائيلية من لبنان. وتنتهي ولاية البعثة العام المقبل، وقال الوزير إن برلين تدرس بالفعل احتمالات الالتزام بمهمات لاحقة.

وأضاف واديفول أن «أزمات اللجوء الجديدة تنشأ دائماً في هذه المنطقة، ولهذا يعتبر تدخل جنودنا التزاماً ذا قيمة»، مشيراً إلى ضرورة تشاور الدول الأوروبية وألمانيا بشأن السبل التي يمكن أن تسهم بها.

عقد الوزير محادثات مع وزير الخارجية يوسف رجّي، والرئيس جوزيف عون، ورئيس الحكومة نواف سلام، وذكَر أن الحكومة اللبنانية ترحب بمواصلة المشاركة الدولية. ويتواجد حالياً نحو 200 جندي ألماني في لبنان ضمن إطار يونيفيل.

ودعا واديفول إسرائيل وجماعة حزب الله المدعومة من إيران إلى الالتزام بهدنة سارية منذ نحو عام، وحث الجماعة الشيعية على نزع سلاحها، معتبرًا ذلك خطوة حيوية لتحقيق سلام دائم في المنطقة. وقال إنه شجّع الحكومة اللبنانية على «المضي قدماً الآن وضمان وجود عملية نزع سلاح ذات مصداقية وشفافة وسريعة».

انطلقت هجمات الجماعة على إسرائيل بعد اندلاع الحرب في غزة، ما أدى إلى موجة ضربات جوية إسرائيلية وتوغّل بري. ورغم أن الهدنة قائمة منذ ما يقرب من عام، تتبادل الطرفان اتهامات بانتهاكها.

وبحسب واديفول، فقد أُنهِكت قدرة حزب الله بشدة جراء الحرب الأخيرة مع إسرائيل، ويواجه ضغوطاً داخلية ودولية لتسليم أسلحتِه بحلول نهاية العام — خطة لم توافق عليها الجماعة. ويُعد نزع سلاح حزب الله مسألة حساسة للحكومة اللبنانية، إذ لا تزال الجماعة تحظى بدعم شعبي واسع، لا سيما بين الشيعـة.

يقرأ  بولندا: مقاتلاتنا اعترضت طائرة تجسّس روسية تحلّق بلا أضواء فوق بحر البلطيق

كما شدد الوزير على أهمية انسحاب إسرائيل من جنوب لبنان واحترام سيادة لبنان لكي تستمر الهدنة. وبين أنه، رغم حق إسرائيل في حماية حدودها الشمالية من تهديدات حزب الله، يجب أن تُتاح للدولة اللبنانية وجيشها فرصة استعادة السيطرة على الجنوب، «فهذا هو السبيل الوحيد لتحقيق سلام دائم».

يتجول وزير الخارجية الألماني حالياً في دول الشرق الأوسط لتعزيز الدعم لخطة السلام التي تقودها الولايات المتحدة بشأن غزة. وبعد زيارته إلى لبنان، يتوجه إلى البحرين الجمعة حيث سيشارك عشاء عمل مع ولي العهد ورئيس وزراء البلاد سلمان بن حمد آل خليفة، ويخاطب السبت مؤتمراً إقليمياً حول الأمن تستضيفه البحرين.

زار وزير الخارجية يوهان واديفول الفرقاطة الألمانية «ساكسِن-أنهالت» وأجاب على أسئلة الصحفيين؛ طاقم الفرقاطة يراقب المنطقة البحرية قبالة الساحل اللبناني ويدرب البحرية اللبنانية في إطار بعثة يونيفيل. Marcus Brandt/dpa

أضف تعليق