مُوجة أمطار استثنائية تغرق مومباي وتشل حياة الملايين
هطول أمطار غزيرة اجتاح العاصمة الاقتصادية الهندية مومباي، ما أدى إلى غمر الطرق ووقف خدمات النقل الجوي والقطارات، وتعطيل حياة الملايين من السكان.
شوارع غارقة ومجاري خانقة
شهدت أجزاء واسعة من المدينة مياهًا تصل إلى ارتفاع الركبة والخصر، فيما انتشرت مقاطع تُظهر سكانًا يسبحون أو يقطعون الطرق المغمورة سيرًا على الأقدام، بينما تفيض النفايات من المجاري المسدودة وتزيد من كارثية المشهد.
حادثة المونوريل وإنقاذ الركاب
أوقفت منظومة مونوريل مكتظة رحلاتها فجأة، فاضطر فرق الإنقاذ إلى إخراج نحو 600 شخص كانوا عالقين على المسار المرتفع. وأكدت السلطات أن 23 منهم عولجوا لأعراض اختناق بعد انقطاع التهوية وتوقف التكييف، وأن فرق الإطفاء والشرطة استخدمت رافعات لإجلاء الركاب واحدًا واحدًا.
إجلاءات وملاجئ مؤقتة
أغلقت معظم المدارس والكليات، وتم إجلاء نحو 350 شخصًا من المناطق المنخفضة ونقلهم إلى ملاجئ مؤقتة. أصدرت دائرة الأرصاد الهندية إنذارًا أحمرًا لمدينة مومباي والمناطق المجاورة، محذرة من أمطار غزيرة جدًا متوقعة يوم الأربعاء، مع توقعات بتحسن تدريجي لاحقًا.
كمية أمطار قياسية وضحايا
أبلغت دائرة الأرصاد عن تسجيل نحو 800 ملم من الأمطار خلال أربعة أيام فقط — مستوى يفوق المعدلات المعتادة لشهر أغسطس. وأسفرت الأمطار عن سقوط ما لا يقل عن 21 قتيلاً جراء حوادث مرتبطة بالسيول والظروف المناخية في الولاية خلال الأيام الماضية، وقد ادّى ذلك إلى توتر كبير بين السكان.
اضطراب النقل العام والجوي
تسببت الأمطار في اختناقات مرورية حادة وتعطيل قطارات الضواحي التي تُعد شريان حياة لملايين الركاب، حيث ظل آلاف المسافرين ينتظرون على الأرصفة لساعات بسبب تأخيرات وجداول متغيرة. كما تأثرت حركة الطيران في المطار الدوليى للمدينة، مع إلغاء نحو 50 رحلة خلال الأيام الأخيرة.
انتقادات للحكومة والبنى التحتية
اتهم سياسيون معارضون، بينهم قادة من حزب شيف سينا، السلطات بعدم الاستعداد الكافي رغم التحذيرات المسبقة، واتهموا إدارة المدينة بـ«انهيار الحكم» وغياب التخطيط، مستشهدين بفيضانات داخل أروقة المطار وبظهور بؤر ركود مائي حول منشآت تم تشييدها حديثًا. وانتشر استياء عارم على منصات التواصل الاجتماعي من تردي البنية التحتية وصعوبـة مواجهة ظواهر مناخية متطرفة.
مشكلة قديمة: نمو سكاني مقابل تصدع الشبكات
يقطن مومباي أكثر من 12 مليون نسمة، تتدفق إليها أعداد كبيرة من المهاجرين سنويًا بحثًا عن فرص. وعلى الرغم من مشاريع تطوير كبرى في السنوات الأخيرة — طرق ساحلية وجسور بحرية ومترو جديد — يرى الخبراء أن استثمارات تحديث شبكات الصرف والتصاميم المقاومة للمناخ لم تواكب وتيرة النمو السكاني والتوسع العمراني.
خلاصة
تُعيد الفيضانات الحالية طرح السؤال المتكرر حول الحاجة إلى تخطيط حضري بعيد المدى واستثمارات مستدامة في البنى التحتية لمواجهة تكرار الظواهر المناخية المتطرفة، حفاظًا على أرواح السكان واستمرارية الخدمات الحيوية.