مناشدة لتأمين خيام ومستلزمات أفضل مع استمرار القيود على دخول المساعدات إلى غزة
تفاقمت معاناة الفلسطينيين النازحين بعد أن غمرت الأمطار الغزيرة خيامهم في مخيمات التهجير المؤقتة بمدينة غزة، فيما تحذّر الأمم المتحدة من أن قيود إسرائيل على دخول المساعدات تركت مئات الآلاف من العائلات دون مأوى ملائم.
قال عبد الرحمن عساليّة، نازح من غزة، للجزيرة إن الفرش والملابس ومقتنيات السكان تبللت تمامًا بفعل الفيضانات. وأضاف: “ندعو إلى المساعدة، إلى خيام جديدة على الأقل تحمينا من برد الشتا”، موضحًا أن نحو عشرين شخصًا عملوا لساعات لمحاولة تصريف المياه من المنطقة.
وأضاف عساليّة: “هطول المطر نعمة من الله، لكن هناك عائلات باتت لا تتمنى نزوله خوفًا على أطفالها وعلى بقائها”.
قالت الدفاع المدنيّة في غزة إن الفيضانات التي شهدها يوم الجمعة طالت أساسًا شمال القطاع، حيث عاد مئات الآلاف من السكان بعد اتّفاق وقف إطلاق النار الشهر الماضي. وسجلت أيضًا سيول وفيضانات في وسط غزة بمنطقة دير البلح، ودعت الأجهزة الدولية إلى مضاعفة الجهود “لمعالجة معاناة” الفلسطينيين الذين دُمّرت منازلهم خلال عامين من الحرب على القطاع.
وطالبت الدفاع المدنيّة بتسليم المساكن المؤقتة، والقوافل، والخيام بسرعة إلى هذه العائلات النازحة لتخفيف معاناتهم مع بداية فصل البرد.
ورغم أن اتفاق وقف إطلاق النار في 10 أكتوبر سمح بزيادة دخول المساعدات إلى القطاع، إلا أن الأمم المتحدة ومنظمات إنسانية أخرى تؤكد أن الفلسطينيين لا يزالون يفتقرون إلى الغذاء والدواء واللوازم الأساسية الأخرى، بما في ذلك المأوى.
أشارت مجموعات إغاثة تعمل في الأراضي الفلسطينية المحتلة في مطلع نوفمبر إلى أن حوالى 260 ألف عائلة فلسطينية — أي ما يقرب من 1.5 مليون شخص — معرضة للخطر مع اقتراب أشهر البرد. وقالت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) هذا الأسبوع إنها تمتلك مستلزمات مأوى كافية لمساعدة نحو 1.3 مليون فلسطيني، لكنها أكدت أن إسرائيل ما تزال تعرقل جهود إدخال المساعدات إلى غزة رغم بنود الاتفاق التي تشترط إيصال المعونات الإنسانية للمحتاجين.
وقالت أنجيليتا كاريدا، مديرة مكتب الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مجلس اللاجئين النرويجي، في بيان بتاريخ 5 نوفمبر: “لدينا فرصة ضئيلة جدًا لحماية العائلات من أمطار وبرد الشتاء”.
من دير البلح، نقلت مراسلة الجزيرة هند خضري عن الفلسطينيين مخاوفهم من شتاء أصعب هذا العام بسبب غياب المأوى الآمن، مشيرةً إلى أن الأمطار استغرقت دقائق قليلة — نحو ثلاثين دقيقة — لكنها كانت كافية لفيضان الخيام تمامًا. ووصفت الخيام بأنها هشة ومتهرئة بعد سنوات من الاستخدام، وقالت إن معظم الفلسطينيين لا يملكون خيارًا آخر سوى البقاء في المخيمات أو الملاجئ المكتظة رغم الصعوبات.
وأوضحت أن الأطفال الفلسطينيين يُرى كثيرًا حفاة الأقدام؛ فلا يملكون ملابس شتوية ولا بطانيات، وفي الوقت نفسه تتعرّض المساعدات الواردة للقيود.
في غزة المدينة، روى نازح آخر يُدعى أبو غسان كيف باتت حياته وعائلته بلا نمط حياة طبيعي. قال: “أرفع المراتب حتى لا تتبلل الأطفـال”، وأضاف أن الصغار قد غُمروا بالفعل بالماء وأنهم لا يملكون خيامًا مناسبة.