أمير قطر يتهم إسرائيل بالسعي لإفشال محادثات هدنة غزة أخبار الأمم المتحدة

تصريحات أمير قطر وتنديده بالهجوم

أدان صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني بشدة الهجوم الذي استهدَف قادة حماس في الدوحة، ووصفه بـ«العمل الخائن» خلال كلمته أمام الجمعية العمومية للأمم المتحده. وحذّر من أن هذا الهجوم يضعف كل الجهود الدبلوماسية الرامية إلى وقف ما أسماه «الإبادة» في غزة، ويُظهر أن إسرائيل تحوّلت إلى دولة مارقة لا تلتزم بالقواعد الدولية.

تسلسل الحادثة وتداعياتها

أوضح الشيخ تميم أن استهداف قادة حركة حماس، الذين كانوا مجتمعين لمناقشة مقترح لوقف إطلاق النار طرحه الرئيس الأمريكي، وقع في التاسع من سبتمبر في حي سكني يضم مدارس ومقرات دبلوماسية. وقد وصفت قطر الحادث بأنه «إرهاب دولة». نجت قيادات عليا من محاولة الاغتيال، لكن ستة أشخاص سقطوا قتلى في تفجير غير مسبوق أثار إدانات دولية واسعة.

الرسالة السياسية والدبلوماسية

انتقد الأمير أسلوب التعاطي الذي تمارسه إسرائيل، مشيراً إلى أنها تتفاوض مع وفود ثم تخطط في الوقت نفسه لاستهداف أعضاء تلك الفرق، وهو ما يجعل التعاون مستحيلاً مع عقلية لا تحترم أبسط قواعد التعامل. واعتبر أن التفاوض بات بالنسبة إليها «استمراراً للحرب بوسائل أخرى» ووسيلة لتضليل الرأي العام الإسرائيلي.

الوضع في غزة وتهم الإبادة

حذر الأمير من أن هدف إسرائيل هو تحويل غزة إلى منطقة لا تصلح للعيش، بحيث لا يستطيع أحد الدراسة أو تلقي العلاج، واصفاً الدولة بأنها «منخرطة في إبادة جماعية» بدلاً من أن تكون ديمقراطية تحيط بها أعداء. كما أشار إلى محاولة وصم من يعارضون سياساتها بوصفهم «معادين للسامية أو إرهابيين»، وهو أسلوب حتى حلفاء إسرائيل بدأوا يرفضونه.

التضامن الدولي والمقارنات التاريخية

رأى الشيخ تميم أن حركة التضامن الدولي الراهنة مع القضية الفلسطينية تشبه الحملة العالمية ضد نظام الفصل العنصري في القرن الماضي، وأنّ هذه اللحظة تتطلب موقفاً واضحاً وفعلاً لا مجرد إدانة كلامية.

يقرأ  تمرد ابنتي في غزة المحاصرةقصة من قلب الصراع بين إسرائيل وفلسطين

مواقف قادة العالم وتصاعد الضغوط

تزامنت كلمته مع سيادة نقاشات حادة في الجمعية العامة بسبب استمرار الحرب على غزة، التي أودت بحياة أكثر من 65 ألف فلسطيني حتى تاريخه. وطالب الرئيس الأمريكي بوقف فوري للقتال، بينما اعتبر الرئيس التركي أن السكوت يعد مشاركة في الهمجية. ووصف ملك الأردن الحرب بأنها «واحدة من أحلك اللحظات في تاريخ هذه المؤسسة»، متسائلاً عن جدوى الإدانة المتكررة دون خطوات عملية.

مساعي الحل وإجراءات بعض الدول

استضافت فرنسا والسعودية اجتماعاً ضم عشرات القادة لدعم حل الدولتين، وأعلنت عدة دول أوروبية اعترافها بالدولة الفلسطينية، في خطوات تُظهر تغير موازين الضغوط الدولية.

الدفاع عن حقوق الإنسان ومساءلة الحقوق الدولية

ألقى الأمين العام للأمم المتحدة كلمة قوية للدفاع عن حقوق الإنسان، عقب تقرير لجنة تابعة لمجلس حقوق الإنسان خلص إلى أن هناك مؤشرات على ارتكاب إبادة في غزة. وقد رفضت كل من الولايات المتحدة وإسرائيل توصيفات التقرير. وأكد غوتيريش أن حقوق الإنسان ليست مجرد عنصر زخرفي للسلام بل أساسه، وأن اختيار الحقوق يعني السعي للعدالة بدلاً من الصمت.

نداء للحفاظ على النظام الدولي

ربط الأمير تميم بين هجوم الدوحة والانتهاكات الواسعة للقانون الدولي، مشدداً على ضرورة احترام النظام الدولي القائم على القواعد من قبل الجميع، الذي يقوم على حفظ السلم والأمن الدوليين واحترام كرامة الإنسان وسيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية. محذراً من أن السماح باستمرار الانتهاكات يعني فتح المجال لـ«قانون الغاب»، حيث يظفر المنتهكون بما يستطيعون فعله فقط.

أضف تعليق