أنغولا وموزمبيق ومصر تدعو إلى توسيع آفاق التعاون للنهوض بالسياحة في إفريقيا

قادة السياحة يؤكدون ضرورة تعزيز التعاون والاستثمار الاستراتيجي في افريقيا

عُقدت حلقة نقاش ضمن منتدى السياحة العالمي بعنوان «صعود أفريقيا: السياحة من أجل البُنى التحتية، وتوظيف الشباب، وجذب الاستثمارات»، جمعت قيادات سياحية من أنغولا والموزمبيق ومصر. شارك في الجلسة مارسيو دي جيسوس لوبيس، وزير السياحة الأنغولي؛ شريف فتحي، وزير السياحة والآثار المصري؛ وفريدسون باكار، سكرتير الدولة للسياحة في موزمبيق، وأدار الحوار أبولفاس غرايف، وزير الثقافة والسياحة الأذربيجاني السابق (2006–2018).

استهل المشاركون مناقشتهم بتناول الأثر الاقتصادي للسياحة ودورها الحيوي في خلق فرص العمل، وبحثوا أهمية تطوير البُنى التحتية السياحية في القارة كوسيلة لجذب استثمارات مستدامة.

اتفق المتحدثون على الحاجة إلى تنظيم أعمق لتحقيق اتفاقات «السماء المفتوحة» على المستوى القاري، وتسهيل حرية تنقّل الأشخاص بين الدول الإفريقية من دون الحاجة إلى تصاريح دخول أو تأشيرات — على غرار منطقة شنغن في أوروبا.

إحصاءات وانتعاش ما بعد الجائحة
في مستهل الجلسة، ذكر المُيسّر أن أفريقيا استقبلت 74 مليون سائح في 2024، ما يمثل زيادة بنسبة 7% مقارنة بمستويات ما قبل الجائحة، وزيادة بنسبة 12% مقارنة بعام 2023. وتشير التوقّعات إلى بلوغ عدد السياح 82 مليوناً في 2025، ما يعكس أقوى تعافٍ بعد الجائحة على مستوى العالم.

أنغولا: الاستثمار في الربط والبنى التحتية أساس التقدّم
حث مارسيو دي جيسوس لوبيس الدول الإفريقية على تعزيز التعاون والاستثمار الاستراتيجي لتحويل قطاع السياحة في القارة، مؤكداً أن المنطق الذي يجب أن يحكم المشهد هو التعاون لا التنافس. شدد الوزير على أن الاستثمار في البنى التحتية والربط (المطارات والموانئ والطرق والكهرباء) يُعد ركيزة أساسية لتقدم القطاع وتحسين التنقّل.

وأشار إلى أن معيار النجاح الحقيقي في جذب الاستتمار الأجنبي يكمن في ضمان إعادة استثمار الأرباح محلياً لتوليد فرص عمل والحفاظ على النمو. كما استعرض استراتيجية التنمية السياحية الوطنية في أنغولا والمشروعات الهيكلية الداعمة لها، من بينها تشغيل مطار الدكتور أنطونيو أغوستينيو نيتو الدولي، ومركز المؤتمرات الجاري إنشاؤه في لواندا، وممر لوبيتو الذي يربط ميناء لوبيتو بمناطق التعدين في جمهورية الكونغو الديمقراطية وزامبيا. وقال إن هذه المبادرات ستعزز التكامل الإقليمي وتدعم السياحة وتجذب الاستثمار الأجنبي المباشر.

يقرأ  قواعد صارمة قد تُسهم في فصولٍ هادئة — لكن بعض الطلاب يدفعون الثمن

الموزمبيق: السياحة المستدامة محرك للتنمية والوظائف
أكّد فريدسون باكار على أهمية إدماج الاستدامة البيئية في قطاع السياحة كآلية لتحقيق تنمية سريعة ومستدامة. واستشهد بتتويج بلاده مؤخراً كأفضل وجهة سياحية مستدامة في العالم خلال حفل جوائز السياحة العالمية 2025 في بروكسل، مشيراً إلى أن الاستخدام الرشيد للموارد الطبيعية لا يضمن السياحة فحسب، بل يولّد وظائف ويجذب استثمارات ويعزّز سبل عيش المجتمعات المحلية.

ولفت إلى ضرورة شراكات فعّالة مع القطاع الخاص لتوظيف الشباب المحليين الذين يشكلون الغالبية في الجمهورية، مع الإقرار بالتحديات الناجمة عن اتساع المساحة الوطنية: 2,700 كيلومتر من السواحل، وحوالي 25% من الأراضي محمية في مناطق حفظ الطبيعة. هذه المعطيات تفرض قيوداً تنظيميّة وبيئية على إقامة المشاريع السياحية وتستوجب توازناً بين حماية الموارد وجذب المستثمرين.

مصر: نموذج ناجح وتنوّع المنتجات السياحية
برز شريف فتحي بنظرة تقييمية للتحديات الكبرى التي تواجه تطوير السياحة في أفريقيا، لا سيما فيما يتعلق بالربط الجوي، وتطوير رأس المال البشري، والاستثمار في البنية التحتية. اعتبر مصر نموذجاً ناجحاً نتيجة للاستثمارات الحكومية الكبيرة في الطرق والسكك والطرق الجوية وشبكات النقل التي تربط الوجهات السياحية الرئيسية.

أشار الوزير إلى منطقة الساحل الشمالي كمثال عملي، حيث سجّلت حركة جوية مرتفعة هذا الصيف بنمو تقريبي بلغ 500%، وتدعم ذلك توسعات في ثلاثة مطارات لتلبية الطلب المتزايد. كما شدد على أهمية الجمع بين التعليم الأكاديمي والتدريب العملي عبر فترات تدريبية (internships) بالشراكة مع مؤسسات دولية، مستتَخدماً مثال افتتاح مدرسة فنون الضيافة في الغردقة بالتعاون مع شريك أوروبي لتأهيل الشباب لسوق العمل السياحي.

تضمّنت استراتيجية مصر التركيز على تنويع المنتجات من السياحة الثقافية والتراثية إلى سياحة الشواطئ والصحراء والبيئة، مع هدف واضح لأن تصبح مصر «الوجهة السياحية الأولى عالمياً» مستقبلاً بفضل تنوّع التجارب المتاحة لديها. كما نوّه إلى دور الأدوات التسويقية المبتكرة، مشيراً إلى أن الذكاء الاصطناعي أصبح أداة محورية لفهم اهتمامات المسافرين وتكييف المنتجات السياحية لتلبية احتياجات شرائح الجمهور المختلفة.

يقرأ  طفلة تبلغ ١٢ عاماً تتعرض لعضة قرد خلال عطلة عائلية وتتلقى لقاحاً عاجلاً ضد داء الكلب

أضف تعليق