أنقرة تلمّح إلى احتمال تسليم حماس للسلطة في غزة بينما تسعى تركيا لتعزيز نفوذها في القطاع

أشارت صحيفة «العين» الإماراتية إلى أن إجراءات أنقرة الأخيرة قد تعكس إشارات تفيد بأن حركة حماس أبدت التزاماً بوقف النار، فيما تسعى تركيا لتعزيز نفوذها في قطاع غزة.

قالت الصحيفة إن الدلالات التركية تشير إلى احتمال أن تتخلى حماس عن إدارة القطاع لصالح هيئات فلسطينية أخرى، موضحة أن أنقرة تحتضن اجتماعات في إسطنبول لبحث مستقبل الحكم وإعادة الإعمار في غزة، ضمن مبادرة تشمل أيضاً مناقشة قوة دولية للتثبيت.

وأكد وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، حسبما نقلت وكالات الأنباء، أن الدول ما زالت تعمل على تفويض لمجلس الأمن للأمم المتحدة بشأن قوة دولية للتثبيت في غزة، وأن أي نشر لقوات سيُبتّ فيه بعد اكتمال إطار العمل.

وصل وزراء وممثلون عن دول مسلمة وعربية إلى إسطنبول لحضور لقاءات ثنائية ومتعددة الأطراف؛ وتشير التقارير إلى أن السعودية وقطر والإمارات والأردن وباكستان وإندونيسيا كانت من بين الدول المقرر أن ترسل ممثلين إلى الاجتماع.

نقلت «العين» عن فيدان قوله أيضاً إن «حماس مستعدة لتسليم الإدارة»؛ وذكر التقرير أن الوزير بيّن في مؤتمر صحفي ختامياً أن حماس جاهزة لنقل إدارة غزة إلى لجنة فلسطينية تُشكل لهذا الغرض. وفي مقابلة منفصلة مع مؤتمر لدول منظمة التعاون الإسلامي، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن «حماس تبدو مصممة إلى حد كبير على الالتزام بالاتفاق».

على الرغم من أهمية هذه الإشارات، إلا أنها تُبرز بوضوح بطء التقدم في تنفيذ بنود الهدنة. فقد تم الاتفاق على صفقة وقف إطلاق النار في الثامن من أكتوبر، وبدأت الهدنة في الثالث عشر من أكتوبر؛ ومنذ ذلك الحين سلمت حماس عدداً من الرهائن الأحياء بالإضافة إلى جثث عشرين رهينة قُتلوا.

تثير مشاركة تركيا في شأن غزة حساسية كبيرة لدى إسرائيل، نظراً لانتقادات أنقرة المتكررة لإسرائيل وتصريحات أحيانا اعتُبرت تحريضية ضد السياسات الإسرائيلية في القدس. ومن جهة أخرى، تركيا عضو في حلف الناتو وشريك للولايات المتحدة؛ وقد أنشأت القيادة المركزية الأميركية مركز تنسيق في إسرائيل يركز على قطاع غزة، ما يجعل دور أنقرة في التثبيت الدولي أمراً لا يزال غامضاً.

يقرأ  لن تستقبل إسرائيل أي رهينة جديدة بعد اقتحام الجيش الإسرائيلي لمدينة غزة

لدى أنقرة سابقة في استضافة عناصر من حماس ودعمها سياسياً في مراحل ماضية، ومن ثم تُعتبر فرضية تأثيرها على الحركة أمراً معقولاً، كما أن وجودها قد يُستقبل بإيجابية محلياً، لكنه في المقابل قد يثير خشية من استمرار بقاء نفوذ حماس خلف الكواليس.

ذكرت «العين» أن وزراء الخارجية وممثلي عدة دول عربية وإسلامية حضروا الاجتماع في أنقرة، وأن تركيا شددت على ضرورة الإسراع في إعادة إعمار غزة حتى يتعافى القطاع، مع التأكيد على مطالبتها بوقف فوري للهجمات الإسرائيلية.

ودعا فيدان إلى تحقيق الوحدة الفلسطينية وعدم السماح بأي خطوات تقوض مسار السلام، مشيراً إلى أن الاجتماع تناول فكرة «قوة التثبيت الدولية» ودعا مجلس الأمن لتحديد مهام تلك القوة وإطار عملها بوضوح.

ترغب أنقرة في دور أوسع في غزة وتؤكد، بحسب التقرير، أن حماس التزمت بوقف النار. إلّا أن القلق يتزايد من تحالف أنقرة مع دول مثل قطر، اللتين استضافتا وتعاونا مع حماس سابقاً، مما يثير تساؤلات حول ما إذا كان دور كل من أنقرة والدوها سيصبح محورياً في إدارة الشأن الغزي.

أضف تعليق