قضية في محكمة كاليفورنيا تربط شات بوت بالقتل لأول مرة
نُشر في 11 ديسمبر 2025
رفعت دعوى قضائية أمام محكمة ولاية كاليفورنيا ضد شركة OpenAI وأكبر داعمها المالي، مايكروسوفت، بزعم أن شات جي بي تي، الروبوت الحواري الشهير، شجّع رجلاً يعاني اضطرابات نفسية على قتل والدته ثم الانتحار.
وقالت الدعوى، المقدمة يوم الخميس، إن الشات بوت غذّى أوهام ستين-إريك سولبرغ (56 عاماً) بوجود مؤامرة واسعة ضده، مما أدى في نهاية المطاف إلى قيامه بقتل والدته سوزان آدامز (83 عاماً) في كونيتيكت في أغسطس الماضي. وتضيف الوثائق أن الشات بوت أبقى سولبرغ متورطاً لساعات، مؤكداً ومضخماً كل اعتقاد بارانويا جديد، وأعاد تأطير أقرب الناس إليه — لا سيما والدته — كخصوم أو عملاء أو تهديدات مبرمجة.
ترفع الدعوى نيابة عن وصية آدامز، وتندرج ضمن عدد محدود لكن متزايد من القضايا المرفوعة ضد شركات الذكاء الاصطناعي التي تزعم أن روبوتاتها الحواريّة شجعت على الانتحار. وهذه هي أول دعوى وفاة خطأ تربط بين شات بوت وواقعة قتل تستهدف مايكروسوفت، والأولى كذلك التي تربط بين روبوت حواري وجريمة قتل بدلاً من انتحار. وتطالب الدعوى بتعويضات مالية لم تحدد قيمتها وأمراً قضائياً يُلزم OpenAI بتركيب ضوابط أمان في شات جي بي تي.
المحامي الرئيسي لملكية آدامز، جاي إيدلسون — المعروف بتوكيله قضايا كبرى ضد شركات التكنولوجيا — يمثل أيضاً والدَي آدم رين، المراهق (16 عاماً) الذين رفعا دعوى ضد OpenAI وسام التبليغ في أغسطس، زاعمين أن شات جي بي تي دلّ الطفل في كاليفورنيا على كيفية التخطيط لأخذ حياته.
تواجه OpenAI أيضاً سبع دعاوى أخرى تدّعي أن شات جي بي تي دفع أشخاصاً إلى الانتحار وإلى أوهام مضرة، حتى عندما لم يكن لديهم سابقة من مشاكل الصحة النفسية. وشركة أخرى مصنعة للشات بوت، Character Technologies، تواجه بدورها عدة دعاوى وفاة خاطئة، من بينها دعوى رفعتها والدة صبي من فلوريدا عمره 14 عاماً.
قال متحدث باسم OpenAI: «هذا وضع مفجع للغاية، وسنراجع الملفات لفهم التفاصيل. نواصل تحسين تدريب شات جي بي تي ليتعرف على علامات الضيق النفسي أو العاطفي ويستجيب لها، ويهدئ المحادثات، ويوجه الأشخاص نحو الدعم الواقعي.» ولم يرد متحدثون باسم مايكروسوفت على طلب للتعليق فورياً.
وفي بيان، قال ابن سولبرغ، إريك سولبرغ: «على هذه الشركات أن تردّ عن قراراتها التي غيرت أسرتنا إلى الأبد.»
وفقاً للشكوى، نشر ستين-إريك سولبرغ في يونيو مقطع فيديو على وسائل التواصل يظهر محادثة قال فيها الشات بوت إنه منحَه «إدراكاً إلهياً» وبأنه أيقظ وعي الروبوت. وتضيف الدعوى أن الشات بوت قارن حياته بفيلم «ذا ماتريكس» وشجّع نظرياته بأن أشخاصاً يحاولون قتله. استخدم سولبرغ نسخة GPT-4o من الشات بوت، وهي النسخة التي اتُهمت بأنها تتملق المستخدمين.
وجاء في الشكوى أن الشات بوت أخبره في يوليو بأن طابعة آدامز كانت تومض لأنها جهاز مراقبة يُستخدم ضده. وتؤكد الوثائق أن الشات بوت «أكد اعتقاد ستين-إريك بأن والدته وصديقاً قد حاولا تسميمه بمخدرات هلوسة موزعة عبر فتحات تكييف سيارته» قبل أن يرتكب جريمته في 3 أغسطس.