أوكرانيا تسعى إلى تحويل مخزونها الضخم من بيانات الحرب إلى ورقة مساومة مع حلفائها الغربيين

قال وزير التحول الرقمي الأوكراني إن بلاده تنوي استثمار بيانات ساحة المعركة كـ“ورقة” تفاوضية مع الحلفاء.

أوضح ميخايلو فيدوروف أن كييف تعمل بعناية فائقة على وضع سياسة مُحكمة لمشاركة هذه البيانات، مؤكداً أن الطلب عليها مرتفع للغاية، ولكنهم الآن في طور تنظيم العملية بما يحفظ الأمن والمصلحة الوطنية.

تتكوّن مخزونات أوكرانيا العميقة من سجلات ومقاطع فديو تجمعت على مدى أكثر من ثلاث سنوات ونصف من الحرب الشاملة، وتعتبر هذه المواد ثمينة للغاية للشركات الدفاعية التي تطور أنظمة ذكاء اصطناعي لأغراض عسكرية، لا سيما تقنيات أسراب الطائرات المسيّرة.

تقدّم لقطات طيّاري الطائرات الهجومية ذات منظور الطيار الأول رؤى مفصّلة حول كيفية تنقل كل طائرة على الحقل القتالي وكيف تستهدف المشاة والمركبات المدرعة والمدفعية وأهداف أخرى. وغالباً ما تتبع الفرق ضرباتهم بطائرات استطلاع تطير على ارتفاعات أعلى لتقديم صورة من الأعلى عن الهجوم، ما يثري البيانات التكتيكية للتحليل والتدريب والنمذجة.

تقول التقديرات الرسمية، بحسب فيدوروف، إن ما بين 80% إلى 90% من الأهداف الروسية التي تُصاب الآن على ساحة المعركة تُنسب إلى عمليات طائرات مسيّرة، فيما نسبتها في إحداث خسائر بشرية وصلت خلال الأشهر الأخيرة إلى نحو 70%، ما جعل الطائرات منخفضة التكلفة من أخطر أسلحة الحرب.

تسعى أوكرانيا لتوطيد علاقاتها الصناعية والدفاعية مع الشركاء الغربيين عبر عرض ساحات معاركها كمنصة اختبار حي للمصنّعين الصديقين، وإطلاق برامج هذا العام لتجريب النماذج الغربية الأولية وتقديم تقارير عن أدائها. وضمن هذا الإطار استضافت الوحدات الأوكرانية مئات من الطائرات المسيّرة والمركبات الأرضية غير المأهولة من شركات دفاعية وغربية ناشئة لاختبار منتجاتها في ظروف قتالية حقيقية.

كما فتحت كييف أبوابها أمام الحلفاء الغربيين لشراء أسلحة للقوات الأوكرانية مباشرة من مُصنّعين أوكرانيين — نهج رائد طبّقته الدنمارك سابقاً — في محاولة لمواجهة روسيا من دون استنزاف مخزونها الوطني. وفي خطوة مكمّلة، أعلنت أوكرانيا مؤخراً برنامجاً يشجّع مصنّعي الأسلحة الأوكرانيين على إقامة خطوط إنتاج داخل الدانمارك.

يقرأ  القوات النيجيرية: غارات جوية تقتل أكثر من ثلاثين مسلحًا متطرفًا

ختاماً، يؤكد فيدوروف أن البيانات الميدانية ثمينة للغاية ولن تُمنح بسهولة؛ بل ستُدار كأصل استراتيجي يُوزن بعناية لتعزيز علاقات “مربحة للطرفين” مع الشركاء.

أضف تعليق