أوكرانيا ومجموعة E3 تبدأ محادثات في جنيف — روبيو يرفض مزاعم وجود «قائمة رغبات» روسية | أخبار الحرب الروسية‑الأوكرانية

أطراف فاعلة تجتمع لبدء مفاوضات انطلاقاً من نص تراه بروكسل يميل في الغالب لصالح مطالب موسكو.

سيتلاقى كبار ممثلي أوكرانيا والاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة والولايات المتحدة قريباً لبدء محادثات في جينيف، وسط ضبابية ومخاوف عميقة تحيط بمصير خطة مؤلفة من 28 بنداً طرحتها واشنطن كإطار لإنهاء الحرب مع روسيا. الخطة، بحسب تصريحات أميركية، كتبت بمبادئ تستند إلى ملاحظات الجانب الروسي لكنها تضم أيضاً مدخلات أوكرانية سابقة ومستمرة.

سيترأس ماركو روبيو وفد الإدارة الأميركية ممثلاً عن الرئيس دونالد ترامب، وقد حدّد الأخير مهلة حتى يوم الخميس للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي للبت في المبادرة. روبيو أكد على أنه عرض قوي يُفترض أن يكون أساس مفاوضات لاحقة، وأنه ناتج عن جمع آراء متعددة، بما في ذلك من طرفي النزاع.

غير أن مجموعة من الشيوخ الجمهوريين والديمقراطيين المخضرمين انتقدت الخطة ووصفتها ـ في نقاش علني بمؤتمر هاليفاكس للأمن الدولي ـ بأنها تشبه “قائمة رغبات” روسية أكثر منها عرض واشنطن، وأنها قد تكافئ العدوان. قال السيناتور الجمهوري مايك روندز إن النص “يبدو كما لو كُتب بالروسية في الأصل”، فيما وصف المتحدث باسم الخارجية تومي بيغوت هذا الاتهام بأنه “كاذب صراحة”.

ينطوي النص على تنازلات جوهرية بحسب المنتقدين: مع تركيزه على سيادة أوكرانية وتقديم ضمانات أمنية بعدم التعرض مستقبلاً لهجوم، فإنه يقترح أيضاً تنازل كييف عن أراضٍ وتقليص حجم جيشها. هذا الانحياز الظاهر نحو مطالب الكرملين استدعى تحفّظات واسعة من حلفاء أوكرانيا الأوروبيين الذين يخشون أن تترك القيود العسكرية كييف عرضة لهجمات مستقبلية، ما يستدعي مزيداً من النقاش.

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين رحّب بالخطة في وقت متأخر يوم الجمعة، معتبرها “بمثابة قاعدة محتملة لتسوية نهائية” شريطة أن تتمكن واشنطن من إقناع أوكرانيا وحلفائها الأوروبيين بالانخراط. من جهته، تبنّى زيلينسكي خطاباً حذراً، قائلاً إنه سيعمل بهدوء مع واشنطن وحلفائه الغربيين لتجاوز ما وصفه بـ”أحد أصعب لحظات تاريخنا”.

يقرأ  العدّاء الكيني إيفانز كيبيتيقول إنه خُدِع للانضمام إلى الجيش الروسي والسفر إلى أوكرانيا

فرنسا والمملكة المتحدة وألمانيا — المعروفة بالمجموعة E3 — سترسل مستشاري الأمن القومي للمشاركة في محادثات جينيف، في مؤشر على رغبة أوروبية في التأثير على شكل أي اتفاق مستقبلي.

تتقدم جهود الدبلوماسية الأميركية المتعثرة بحذر بينما تستمر المواجهات العنيفة في شرق أوكرانيا. القوات الروسية تحاول السيطرة على مساحات إضافية في زابوروجيا ودونيتسك، في إطار سعيها للاستحواذ على كامل منطقة دونباس، مع محاولات متصاعدة من الجانب الأوكراني لاستهداف بنى النفط والوقود الروسية كجزء من الضربات الجوية واللوجستية.

المسار نحو تسوية مستدامة يبقى محفوفاً بالشكوك: الخطة قد تؤسس لنقاشات جوهرية حول حدود السيادة والضمانات الأمنية وإعادة الانتشار العسكري، بينما يخشى كثيرون أن يؤدي قبول تنازلات جوهرية دون ضمانات قابلة للتحقق إلى مكافأة العدوان وتآكل الاستقرار الإقليمي.

أضف تعليق