إخلاء مدينة غزة يهدد القبضة المحكمة لحماس رغم غياب الاحتجاجات المحلية

لماذا لا تشهد غزة احتجاجات ضد حماس التي تهدد الأمن على الأرض، وماذا سيحدث بغياب «الدرع البشري»؟

قدّرت المؤسسة الأمنية الإسرائيلية أن الجمهور في غزة نادراً ما يخرج ضد حماس بسبب الخوف العميق وتشديد القبضة، لكنها أشارت إلى أن التنظيم ليس محصناً أمام تهديدات داخلية.

محلّل أمني رفيع المستوى أوضح أن «الشعب الفلسطيني لا يثور ولا يخرج إلى الشوارع»، مع التأكيد أن العشائر المحلية بدأت تتحدى حكم حماس. وحذّر المصدر من أنه عندما ينتقل مئات الآلاف من السكان من جنوب القطاع، ستبقى حماس مكشوفة بلا «درع بشري» حمى وجودها في قلب غزة.

مصدر أمني رسمي ومخول قال إن «قيادة حماس ليست مهتمة فعلاً بالجمهور الفلسطيني» وإنهم عبّروا عن ذلك مراراً. ومن منظوهم، «مئة ألف، مئتا ألف، ثلاثمئة ألف يموتون — لا يهمهم».

وأضاف المصدر أن هذا اقتباس مباشر من مسؤول حماس البارز خليل الحية، موضحاً أن «السكان لا يهمون حماس طالما تسيطر على القطاع وطالما لا يتحداها السكان بما فيه الكفاية».

وبخصوص سبب عدم تحدي سكان غزة لحماس، قال المصدر: «شهدنا مظاهرات محدودة جداً في فبراير 2024. توقفت هذه المظاهرات لفترة طويلة. كادت أن تختفي، ثم في 25 مايو عادت المظاهرات في شمال القطاع، في بيت لاهيا، وانتشرت إلى مناطق أخرى في القطاع، سواء في مدينة غزة أو خان يونس أو عموماً.»

ذكّر المصدر أن المظاهرات جابت آلاف الناس، لكنه أشار إلى أنها «تلاشت وحتى اختفت» في مرحلة ما.

«هنا وهناك ترى احتجاجات ضد الحرب، وهنا وهناك بعض الاحتجاجات حول حدث أو آخر.»

وأضاف المسؤول الأمني: «الجمهور الفلسطيني في غزة، في معظم الأحوال، لا يثور ولا يخرج إلى الشوارع ولا يعبر عن ذلك علناً. في أحاديث خلف الكواليس هم يقولون إنهم سيكونون سعداء جداً لو رحلت حماس، لكنهم لا يعبرون عن احتجاج عام. أعتقد أن السبب الأساسي هو الخوف والتحدي وحقيقة سيطرة حماس على الأرض.»

يقرأ  الأمم المتحدة: حرائق الغابات الناتجة عن تغير المناخ تعمّق تلوث الهواء عالمياً — تقرير يحذّر من تزايد المخاطر الصحية والبيئية

حماس تواجه تحديين

مع ذلك، قال المصدر الرفيع إن حماس تواجه تحديين سيزيدان مع استمرار الاقتتال في غزة. «هناك عشائر تتحدى حماس. بعضها تصدر عنهم عناوين مثل أبو الشاب، وبعضها لم يبرز على العناوين لكنه موجود ويشكّل تحدياً. هؤلاء يتحدون حماس في مناطق سكنهم دون أن يكون لهم أثر واسع على القطاع، وبالتالي لا يتحول ذلك إلى تحدٍ حوكمتي كبير.»

«التحدي الكبير لحماس سيكون عندما ترى أن مئات الآلاف سيتحركون من الشمال الى الجنوب، وأقدّر أن هذا سيحدث. أقدر أن هذا سيضعها في موقف صعب في قدرتها على المواجهة مع جيش الدفاع عندما لا تكون تحت سيطرة بشرية.»

ونفى المسؤول الانتقادات التي تزعم أن إسرائيل تدخل منتجات الى غزة لا ترقى لمستوى «المساعدات الإنسانية» بينما الرهائن يجوعون في الأنفاق.

«سياسة إدخال المساعدات واضحة. ندخل أشياء تقع ضمن الحد الأدنى الإنساني وفق تعريف واضح جداً.»

أضف تعليق