إدارة ترامب تنفذ ضربة قاتلة في الكاريبي تُسفر عن مقتل ستة أشخاص

ترامب يعلن تنفيذ ضربة جوية جديدة على زورق قبالة سواحل فنزوييلا

أعلن الرئيس دونالد ترامب، عبر منشور على وسائل التواصل الاجتماعي، أن الولايات المتحدة نفّذت ضربة جوية جديدة استهدفت زورقاً قبالة السواحل الفنزويلية؛ متّهماً القارب مجدداً بنقل مخدرات، ومشيراً إلى مقتل ستة أشخاص في الغارة.

وفقاً لتصريحاته، فإن الضربة جرت “بموجب صلاحياتي الدائمة كقائد أعلى للقوات المسلحة”، وأن “وزير الحرب” أصدر أمراً بشن ضربة حركية قاتلة على زورق مرتبط بـ«منظمة إرهابية مصنّفة». وأكد ترامب أن الضربة نفّذت في المياه الدولية وأن ستة “ناركوـإرهابيين” ذكور لقوا حتفهم، مع عدم إصابة أي قوات أميركية.

لم يُقدّم ترامب أدلة تثبت أن القارب كان يشارك في “اتجار بالمخدرات”. ومع ذلك، نشر مقطع فيديو غير مصنّف يُظهر زورقاً صغيراً يبدو أنه عالق أو ساكن في الماء قبل أن يصيبه صاروخ أميركي.

تُعد هذه الضربة، بحسب التقديرات، الخامسة من نوعها التي تنفذها الولايات المتحدة في البحر الكاريبي خلال فترة قصيرة؛ وقد وصف خبراء ومنظمات حقوقية هذه العمليات بأنها انتهاك واضح للقانون الدولي، لأن مهربي المخدرات لا يندرجون عادة ضمن فئة المقاتلين المسلحين الذين تخوّل قواعد الاشتباك استهدافهم بصفتيهم خصوماً مسلحين.

خلفية وتتابع الضربات
– أول هجوم مماثل وقع في الثاني من سبتمبر وأسفر، بحسب التقارير، عن مقتل 11 شخصاً. ثم تبعت ضربتان في 15 و19 سبتمبر، كل واحدة منهما أودت بحياة ثلاثة أشخاص.
– الضربة الرابعة نُسبت إلى الثالث من أكتوبر، حيث أعلن وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسث مقتل أربعة أشخاص على متن ذلك الزورق. بضربة الثلاثاء ترتفع حصيلة القتلى المعلنة إلى 27 شخصاً.

في كل حالة، راجت تبريرات من ترامب ومقربيه تفيد بأن الضربات ضرورية لدرء “الناركوـإرهابيين” ومنع وصول شحناتهم الفتاكة إلى الأراضي الأميركية، بينما تظل هوية الركاب وحمولاتهم ووجهاتهم غير واضحة.

يقرأ  تمكين الطلابمن رؤية الجودة

الإجراءات الأميركية والردود
تُشير المعطيات إلى أن قوات أميركية تعترض زوارق مشتبه بها في تهريب المخدرات كجزء من جهود موسعة لوقف تدفّق المخدرات إلى البلاد، لكن الانتقادات تعتبر أن الضربات المميتة تعكس توسّعاً في استعمال السلطة التنفيذية بلا حدود واضحة، داخلياً وخارجياً.

سلسلة من الإجراءات التنفيذية والقرارات الإدارية مهدت لهذه السياسة: ففي أوائل أكتوبر قدّم البيت الأبيض مذكرة إلى الكونغرس تفيد بأن الإدارة تعتبر نفسها منخرطة في “نزاع مسلح غير دولي” مع عصابات المخدرات، ووصفت بعض هذه المجموعات بـ«المقاتلين غير القانونيين». كما أفادت تقارير في أغسطس بأن ترامب وقع أمراً منفصلاً يجيز شنّ ضربات عسكرية ضد شبكات تهريب المخدرات، في إطار حملته لإعادة تصنيف أنشطة الاتجار بالمخدرات كأعمال عدائية ذات أبعاد خارجية.

منذ فبراير، سعت الإدارة الأميركية لتصنيف مجموعات جنائية ونقابات مخدرات على نطاق واسع كـ«منظمات إرهابية أجنبية»، وهو ما تحذّر منه منظمات حقوقية لذرائعه المحتملة لتمهيد الطريق لعمليات عسكرية أميركية في الخارج.

المشهد التشريعي والعسكري الإقليمي
أُحبط الأسبوع الماضي مشروع قانون في مجلس الشيوخ كان يقترحه عدد من أعضاء الحزب الديمقراطي ويطالب بموافقة السلطة التشريعية على أي ضربات مستقبلية ضد زوارق تهريب المخدرات. وتأتي الضربات في وقت يشهد تجمعاً للقوات الأميركية في منطقة الكاريبي، بما في ذلك قواعد في بورتو ريكو، وزيادة في مقاتلات وتجهيزات عسكرية أثارت تساؤلات عن احتمال شنّ هجمات ضد فنزويلا.

العلاقة مع فنزويلا وادعاءات التورط
لطالما اتّسمت علاقة ترامب بزعيم فنزويلا نيكولاس مادورو بالعداء؛ وفي مؤتمره الصحفي في البيت الأبيض أعاد ترامب اتهامات سابقة بأن فنزويلا مسؤولة عن “غزو” عصابات أجنبية تدخل إلى الولايات المتحدة. قال إن الولايات المتحدة لا تتلقى فقط المخدرات بل “أشياء أسوأ” عندما تُرسَل عناصر إجرامية إلى الداخل الأميركي، وذكر بالاسم ما يُعرف بعصابة “ترين دي أراجوا” (Tren de Aragua).

يقرأ  أم تترقب نتائج تحليل الحمض النووي لرفات يُشتبه في ارتباطها بطائفة التجويع في كينيا

إلا أن تقريراً استخبارياً أميركياً نُشر في مايو خلص إلى عدم وجود دليل يثبت أن مادورو وجه أو تحكم بحركة عصابة ترين دي أراجوا داخل الولايات المتحدة.

أضف تعليق