إدارة ترامب تُوقف تمويل المنح للمؤسسات المخصّصة لخدمة ذوي الأصول الإسبانية تأثير مباشر على العديد من كليات كاليفورنيا

نظرة عامة:

أعلن البيت الأبيض عن خطّة لحجب نحو 350 مليون دولار من موازنات المنح الفدرالية المخصّصة للمؤسسات التي تخدم الأقليات، بما في ذلك الكليات والجامعات التي تضم أعدادًا كبيرة من الطلاب ذوي الأصول اللاتينية.

في ولاية كاليفورنيا وحدها توجد 167 مؤسسة مصنّفة كمؤسسات تخدم المجتمع اللاتيني (Hispanic-Serving Institutions)، وقد تلقت هذه المؤسسات أكثر من 600 مليون دولار من منح برنامج HSI منذ إطلاقه في عام 1995. تشمل هذه المجموعة خمسة حُرم من جامعة كاليفورنيا، و21 حرمًا من شبكة كاليفورنيا ستيت يونيڤرسيتي، وغالبية كليات المجتمع في الولاية.

أوضح رئيس نظام كاليفورنيا الجامعي الذي يضم 22 حرمًا، أنّ إلغاء برنامج منح HSI سيسبّب “ضررًا لا يمكن تلافيه” للجامعات والحُرُم. اعتمدت حُرُم CSU على هذه المنح لتمويل مبادرات تُسرّع التخرّج، وزيادة أعداد الطلاب من ذوي الدخل المحدود في تخصصات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، وتدريب أعضاء هيئة التدريس على بيداغوجيا تراعي الفوارق الثقافية.

وقالت وزارة التعليم الأميركية يوم الأربعاء إنّها ستنهي برنامج المنح الخاص بالمؤسسات التي تخدم المجتمع اللاتيني وعدّة برامج مماثلة، في قرار يتوقَّع أن يخصم موارد مالية كانت مخصَّصة لكليات وجامعات كاليفورنيا الأهلية للحصول على دعم إضافي بسبب نسب التسجيل العالية للطلاب اللاتينيين.

تُمنح مؤسَّسة لقب HSI عندما تشكّل نسبة الطلاب الجامعيين ذوي الأصول اللاتينية 25% أو أكثر من الجسم الطلابي. لكن الحصول على هذا التصنيف يتيح ترشيح المؤسسة للمنح التنافسية فقط، ولا يضمن الحصول عليها لكل مؤسسات HSI. مجتمعة، تلقت مؤسسات كاليفورنيا أكثر من 600 مليون دولار من هذه المنح منذ بداية البرنامج.

قالت رئيسة CSU ميلدرد غارسيا في بيان إن إلغاء منح HSI “سيؤثّر مباشرة ويتسبّب بضرر لا رجعة فيه على مجتمعنا بأكمله”. وأضافت أن من دون هذه الأموال سيخسر الطلاب الدعم الحاسم اللازم للنجاح داخل الفصول، وإكمال درجاتهم في الأجل المقرّر، وتحقيق الحراك الاجتماعي لأنفسهم ولأسرهم.

يقرأ  كيلمار أبرِيجو غارسيا: يُزعم أنه أُفرِج عنه من السجن وعاد إلى ميريلاند

وزيرة التعليم الأميركية ليندا مكماهون اعتبرت منح HSI وغيرها من برامج خدمة الأقليات “تمييزية لأنّها تقيد الأهلية لمؤسسات تستوفي حصصًا عرقية مفروضة من الحكومة”، ووصفتها بأنها غير دستورية، مؤكدة أن الوزارة ستسعى للعمل مع الكونغرس لإعادة صياغة هذه البرامج لدعم المؤسسات التي تخدم طلابًا غير مهيَّئين أو ناقصي الموارد من دون الاعتماد على “حصص عرقية”، وأنّها ستواصل القتال لضمان أن يُقيّم الطلاب كأفراد لا على أساس عضويتهم في مجموعة عرقية.

أفادت الوزارة أنّها ستحجز نحو 350 مليون دولار من منح السنة المالية 2025، وسيُستهدف معظم هذا المبلغ برامج HSI، مع تخصيص جزء أيضًا لبرامج منحت مخصّصة لكليات تضمّ أعدادًا كبيرة من طلاب السكان الأصليين في ألاسكا والهاواي، والطلاب الأميركيين من أصول آسيوية، والطلاب السود.

في وادي وسط كاليفورنيا، تُعدُّ أربعة حُرُم من منطقة كلية المجتمع بولاية ستيت سنتر — كلوڤيس، فريسنو سيتي، ماديرا، وريدلي — من مؤسسات HSI وقد تلقت ملايين الدولارات لتمويل خدمات طلابية متنوّعة. على سبيل المثال، حصلت كلية ريدلي على ما يقارب مليوني دولار من منح HSI لتمويل مبادرات مثل الإرشاد المهني، ودعم التحويل إلى جامعات، وبرامج الالتحاق المزدوج.

عندما أعلنت وزارة التعليم عن نيّتها تقليص تمويل منح HSI، قالت المستشارة كارول جولدسميث إنّ الخبر “لم يكن مفاجأة”، وإنه كان أمرًا مُحزنًا لكنها ظنت أنّه قد يحصل. وبسبب توقعات بخفض التمويل الفيدرالي، خصّصت المنطقة 4 ملايين دولار في ميزانية 2025-2026 لدعم البرامج التي قد تتأثر، ومبلغًا إضافيًا قدره 12 مليون دولار لدعم التوظيف والهيكلية، لحماية المبادرات التي تعتمد على تمويل HSI على المدى القصير.

أشارت جولدسميث إلى أنّ قرار البيت الأبيض ربما لا يكون الكلمة الأخيرة بشأن البرنامج، متوقّعة أن يواجه قرار الإلغاء طعونًا قضائية. وجاء سحب الدعم بعد دعوى قضائية رُفعت في وقت سابق هذا العام، حيث قدّمت ولاية تينيسي ومنظّمة مناهضة للإجراءات التصحيحية Students for Fair Admissions دعوى في محكمة اتحادية، بحجة أن معايير الأهلية لكون المؤسسة HSI غير دستورية وأنه يجب السماح لجميع الكليات التي تخدم طلابًا من ذوي الدخل المحدود بالتقدّم للمنح المتاحة حاليًا لـHSIs.

يقرأ  غارة على مستشفى في غزةتُسفر عن مقتل ١٩ شخصًا بينهم ٥ صحفيين

قرر مكتب المدعي العام الأميركي لاحقًا عدم الدفاع عن البرنامج في هذه الدعوى، وكتب النائب العام المساعد د. جون ساور إلى رئيس مجلس النواب مايك جونسون في يوليو أن برامج HSI “تنتهك مكوّن الحماية المتساوية الوارد في بند الإجراءات القانونية الواجبة في التعديل الخامس”.

من جهة أخرى، يرى مؤيّدو برامج HSI أنّ المنح ليست تمييزية لأن الأموال تُستخدم لتمويل مبادرات تعود بالفائدة على أي طالب في المؤسسة وليس على الطلاب ذوي الأصول اللاتينية فقط. وفي هذا الإطار أكّدت ميلدرد غارسيا أن تمويل HSI “لا يساعد فقط في دفع رسالة CSU التعليمية، بل يدعم أيضًا جهودنا في تعزيز قيمنا الجوهرية من تميّز شامل، وحراك اجتماعي، وإتاحة التعليم العالي بشكل أصيل، والعدالة في كل أبعادها.” وأضافت أن CSU باقية على التزامها بضمان وصول جميع الطلاب إلى تعليم عالي الجودة وميسور التكلفة.

البرنامح هذا قد يواجه تحديات قانونية ومستقبل تخصيص الأموال يبقى معلقًا على مداولات قضائية وتشريعية قادمة.

أضف تعليق