أسقطت إسبانيا جواً نحو 12 طناً من المساعدات عبر 24 مظلة، استُهدِف بها حوالى 11 ألف شخص خلال الشهرين الماضيين.
ونفت مدريد أن تكون المساعدات المسلَّمة إلى قطاع غزة تحتوي على منتجات خنزير أو أغذية غير صالحة للاستهلاك، وذلك بعد انتشار مقاطع فيديو ادّعى فيها شبان من غزة وجود علب متعفّنة في أواخر أغسطس.
يُظهر أحد المقاطع طفلاً يفتح حقيبة مساعدات، يُزعم أنها سقطت جواً في مناطق خان يونس ودير البلح، وتظهر فيها مواد مغطاة بالعفن. وأفاد صاحب التسجيل بأن هذه الطرود تُباع بالأسواق بأكثر من 300 شيكل.
وقالت وزارة الخارجية الإسبانية إن «جميع الطرود المرسَلة تحمل تاريخ صلاحية سليم، ومختومة بشكل حرِمتيكي، وتتحلّى بجميع الشهادات اللازمة. وتشير مذكرة التسليم للحصص المشتراة والموزّعة من قبل AECID بوضوح إلى أنها ستنتهي صلاحيتها في 30 يونيو 2026». وقالت الوزارة انه جميع الحصص متوافقة مع المعايير المطلوبة.
وأوضحت الوزارة أيضاً أن جميع الخمس آلاف وخمسمئة حصة المرسلة عبارة عن قوائم طعام حلال ومعتمدة بالكامل.
حملت العبوات علامة JOMIPSA، وهي شركة مقرّها أليكانتي متخصصة في توفير حصص غذائية وحزم مساعدات إنسانية.
رجل فلسطيني يحمل صناديق طعام جُمعت من طرود المساعدات التي أُلقيت من طائرة في دير البلح، وسط قطاع غزة، الأسبوع الماضي. (الائتمان: رويترز/رمضان عبيد)
ولا يمكن التحقق بشكل مستقل من الحصة الغذائية الظاهرة في الفيديو لأن رقم الدفعة ومصدرها غير معروفين. وأضافت وزارة الخارجية أن JOMIPSA باعت حصصاً لبلدان ومنظمات أخرى.
تصنّع JOMIPSA مجموعة واسعة من منتجات المساعدات الإنسانية: من طرود طعام جاهزة للأكل وحزم النظافة الشخصية وحصص قتالية، إلى مجموعات مصممة خصيصاً لحالات الجوع والإصابات وعمليات الإنقاذ.
وتُوجّه منتجاتها إلى حكومات ومنظمات دولية، بما في ذلك حلف الناتو والصليب الأحمر، بالإضافة إلى منظمات إنسانية مثل الأونروا واليونيسف.
وتُشير صفحة الشركة الرسمية إلى أنها تعمل وفق معايير جودة صارمة (ISO 9001 وISO 14001 وISO 22000)، وتؤكّد قدرتها على توفير حصص غذائية مخصّصة، بما في ذلك وجبات حلال للمسلمين.
غير أن هذه الالتزامات تُعرض بصياغة عامة ولا تتناول بشكل مباشر الادعاءات المتعلقة بفساد المواد أو عدم ملاءمة محتويات بعض الطرود.
قال وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألفاريز في مقابلة في مايو إن الجوع في القطاع قد تجاوز «الخط الأحمر» ووصف تأخير دخول المساعدات بأنه «انتهاك خطير للقانون الدولي». وأضاف أن الإخفاق في معالجة الجوع يعد عملاً شبيها بالمجزرة، ودعا المجتمع الدولي إلى زيادة الضغط لفتح المعابر والسماح بمرور مستمر وآمن للغذاء والدواء.
في أواخر يوليو وبداية أغسطس 2025، نفّذت إسبانيا مع فرنسا وألمانيا والإمارات والأردن عمليات إسقاط جوي للمساعدات الإنسانية إلى غزة. وأسقطت إسبانيا وحدها نحو 12 طناً عبر 24 مظلة، في إطار جهود هدفت إلى إيصال المساعدات لقرابة 11 ألف شخص.
ساهمت صحيفة «معاريف» في إعداد هذا التقرير.