بعد ما يقارب ثلاثة أسابيع على بدء وقف إطلاق النار في حرب غزة، استأنفت قوات الجوّ الإسرائيلية ضرباتها على القطاع بعدما اتهمت الحكومة حركة حماس بمهاجمة وحدات إسرائيلية وخرق الاتفاق الخاص بوقف إطلاق النار.
بعد دقائق من إصدار رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أمره للجيش بتنفيذ ضربات «قوية» فورية، أفاد شهود فلسطينيون يوم الثلاثاء بأن سلاح الجو استهدف مواقع في محيط مدينة غزة.
ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينيه (وفا) عن مصادر أن عدداً من الفلسطينيين قُتلوا وأُصيبوا في غارات مساء الثلاثاء داخل المدينة ومحيطها.
وفي الجنوب أفادت الدفاع المدني التابع لحماس بأن غارة أخرى أودت بحياة خمسة أشخاص على الأقل. وقال المتحدث إن من بينهم أطفالاً، وأشار إلى استهداف مركبة في بلدة خان يونس جنوب القطاع. من جهته، أعلن المتحدث العسكري الإسرائيلي أن التقارير قيد التحقيق.
حذر وزير الدفاع الإسرائيلي إسرائيل كاتس من أن حماس ستدفع «ثمناً باهظاً» لمهاجمتها جنوداً إسرائيليين في غزة وخرقها الاتفاق المتعلّق بإعادة رفات الرهائن، وفق بيان مكتبه. وأضاف أن هجوم المسلحين في جنوب غزة يوم الثلاثاء تجاوز «خطاً أحمر صارخاً» وأن الجيش سيرد «بقوة كبيرة».
ونقلت القناة 12 الإسرائيلية عن تقارير أن فلسطينيين هاجموا جنوداً في رفح في وقت سابق يوم الثلاثاء، مستخدمين قذيفة مُضادة للدروع، وأن القصف اشتمل على مشاركة قناصين.
حماس تؤجل تسليم الرفات بعد هجمات جديدة
أعلنت حركة حماس أنها ستؤجل تسليم رفات رهين آخر كان مقرَّراً مساء الثلاثاء، على خلفية استئناف الغارات الإسرائيلية. وذكرت كتائب القسام، الجناح العسكري لحماس، عبر قناة تليغرام أن التأجيل جاء رداً على «انتهاكات من جانب الاحتلال».
وأوضحت الكتائب أنها عثرت سابقاً على جثة خلال عمليات تفتيش في نفق جنوبي القطاع، لكن الهجمات الإسرائيلية الجديدة أعاقت عمليات البحث وإجراء التسليم.
سخط إزاء بطء إعادة رفات الرهائن
تستشيط الحكومة الإسرائيلية غضباً من ما تصفه بمماطلات متعمدة من جانب حماس في تسليم 28 جثة رهائن، لا تزال 13 منها لم تُعاد بعد. وتقول حماس إن العثور على القتلى صعب لأنهم مدفونون تحت أنقاض المباني والأنفاق التي دُمّرت بفعل القصف.
في مساء الاثنين سلمت حماس مجدداً رفات بشرية، لكن الفحوصات الجنائية في إسرائيل أظهرت أن بعضها يعود لشخص إسرائيلي كان الجيش قد أعاده إلى إسرائيل في خريف 2023.
أصدر الجيش الإسرائيلي يوم الثلاثاء شريط فيديو قال إنه يظهر عناصر من حماس يخرجون جثة من مبنى ويقومون بدفنها ثم يستدعون ممثلين عن اللجنة الدولية للصليب الأحمر لـ«استلام» الجثمان. وحتى الآن تعامل موظفو الصليب الأحمر مع عمليات تسليم رفات الرهائن.
اثار ذلك غضباً واسعاً في إسرائيل، وكان سبباً لاستدعاء نتنياهو لمشاورات أمنية حول الخطوات المقبلة.
انتهاكات متكررة لوقف إطلاق النار
منذ 10 أكتوبر تتبادل حماس وإسرائيل الاتهامات بخرق وقف إطلاق النار مراراً. وبحسب وزارة الصحة التي تديرها حماس، قُتل أكثر من 90 فلسطينياً منذ دخول الهدنة الأخيرة حيّز التنفيذ.
كانت شرارة حرب غزة مذبحة 7 أكتوبر 2023 التي نفذتها حماس ومسلحون آخرون في إسرائيل، وأسفرت عن مقتل نحو 1,200 شخص واختطاف أكثر من 250. وفي الهجمات الإسرائيلية اللاحقة على قطاع غزة، قُتل، بحسب وزارة الصحة التي تديرها حماس، أكثر من 68,500 شخص.