إسرائيل تستدعي ٦٠ ألفاً من قوات الاحتياط في إطار خطة لتوسيع الحرب واحتلال مدينة غزة — بنيامين نتنياهو

أعلن الجيش الإسرائيلي عن استدعاء 60 ألفاً من قوات الاحتياط، إضافة إلى تمديد خدمة 20 ألفاً آخرين، في إطار استعدادات لبدء عمليات تهدف إلى السيطرة على مدينة غزة خلال الأسابيع المقبلة، بحسب ما أفاد المتحدثون العسكريون، بينما يواصل الوسطاء محاولاتهم للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في حرب امتدت 22 شهراً.

قال الجيش يوم الأربعاء إن وزير الدفاع إسرائيل كاتس أقرّ خططاً لبدء عمليات في بعض أكثر مناطق قطاع غزة كثافة سكانية، مع الإبقاء على تجنيد الاحتياط وتوسيع مدد الخدمة، في خطوة يرى محللون أنها تمهيد لمرحلة عملياتية جديدة داخل وخارج مدينة غزة.

حذّرت جماعات حقوق الإنسان من تفاقم الأزمة الإنسانية، مع استمرار تشريد غالبية السكان لمرات متتالية، ووجود أحياء مدمرة، وارتفاع حالات الوفاة جوعاً وسط تهديد مجاعة واسعة النطاق إذا لم يتاح وصول مساعدات عاجلة وآمنة.

قال مسؤول عسكري إسرائيلي للصحفيين إن المرحلة الجديدة من القتال ستنطوي على «عملية تدريجية دقيقة وموجهة داخل وحول مدينة غزة»، تشمل مناطق لم تعمل فيها القوات الإسرائيلية سابقاً، وأن القوات بدأت بالفعل عمليات في أحياء الزيتون وجباليا كجزء من المراحل الأولية.

مراصل الجزيرة طارق أبو عزوم، من وسط غزة، نقل عن السكان أنهم يستعدون للأسوأ مع تقدم خطة إسرائيل للسيطرة على أكبر مدن القطاع، في عملية قد تؤدي إلى نزوح مئات الآلاف إلى مناطق تجمع جنوب الإقليم، تُفرض فيها قيود وتحويلات على حركة المدنيين والإغاثة.

أشار أبو عزوم إلى أن المدفعية الإسرائيلية هدّمت صفوفاً من المنازل في شرق مدينة غزة مع تكثّف الضربات على مناطق مكتظة بالسكان. «كانت الليلة الماضية بلا نوم؛ طائرات مسيّرة وطائرات حربية ملأت السماء، وشنّت هجمات دمرت المنازل والمخيمات العشوائية»، قال مراسلنا.

يقرأ  احذر من «السموم الخمسة»!مجلة هاي فروكتوز

روى مراسل أيضاً قصة أب في منطقة المواصي، المصنّفة من قبل إسرائيل كمنطقة «آمنة»، فقد أطفالَه في غارة ليلية: «قال إن أطفاله كانوا نياماً بهدوء عندما اخترق صاروخ إسرائيلي الخيمة ومزّق أجسادهم».

أفادت مصادر طبية أن ما لا يقل عن 35 فلسطينياً، بينهم عشرة كانوا يطلبون المساعدة، قتلوا في هجمات إسرائيلية يوم الأربعاء، في حصيلة تعكس استمرار الخسائر المدنية وسط الحملة العسكرية.

تتزامن خطة التصعيد الإسرائيلية مع جهود وساطة متجددة تقودها قطر ومصر، بدعم من الولايات المتحدة، وتشمل الإطار الأخير وقفاً لإطلاق النار لمدة 60 يوماً، وتبادلاً تدريجياً للمحتجزين والأسرى الفلسطينيين، مع توسيع ممرات وصول المساعدات الإنسانية.

قالت الدوحة إن المقترح «شبيه تقريباً» بنسخة كانت إسرائيل قد قبلتها سابقاً، بينما شددت القاهرة على أن «الكرة الآن في ملعب إسرائيل». لم يعلق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو علناً على المقترح؛ إلا أنه أصرّ في وقت سابق على أن أي اتفاق يجب أن يضمن «إطلاق سراح جميع الرهائن دفعة واحدة ووفق شروطنا لإنهاء الحرب».

قال القيادي البارز في حماس محمود المرداوي إن حركته «فتحت الباب على مصراعيه لإمكانية التوصل إلى اتفاق، لكن السؤال يبقى ما إذا كان نتنياهو سيغلقه مجدداً كما فعل في السابق».

تأتي الدعوات للهدنة وسط تزايد الانتقادات الدولية لسلوك إسرائيل في الحرب وتصاعد الضغوط الداخلية على قيادة تل أبيب.

وقالت وزارة الصحة الفلسطينية إن عدد القتلى بلغ على الأقل 62,064 فلسطينياً منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر 2023، غالبيتهم من المدنيين، وتعتبر الأمم المتحدة أرقام الوزارة مصدراً موثوقاً لهذه الحصيلة.

أضف تعليق