إسرائيل تستهدف مزيدًا من الأبراج الشاهقة في مدينة غزة بعد أوامر إخلاء قسرية أخبار الصراع الإسرائيلي الفلسطيني

نُشر في 6 سبتمبر 2025

قصف الجيش الإسرائيلي بناية شاهقة أخرى في مدينة غزة بعدما أعطى تحذيرات لسكانها الفلسطينيين بضرورة الإخلاء وإلا «تعرضوا للقتل»، في سياق حصار مستمر وسياسة مجاعة مفروضة على القطاع.

أصدر الجيش خريطة جديدة حددت أبراجاً عالية أخرى كأهداف يوم السبت. وبعد الإعلان مباشرة جرى قصف برج السوسي المكون من 15 طابقاً، الواقع مقابل مبنى تابعة لوكالة الأونروا في حي تل الهوا.

هذه الهجمات أوقعت هلعاً واسعاً بين المدنيين، لا سيما مع الزمن القصير الممنوح للإخلاء؛ نصف ساعة أو ساعة لا تكفي للخروج من مبانٍ متعددة الطوابق، هكذا نقلت المراسلة هاني محمود من مدينة غزة.

قال الجيش الإسرائيلي في بيان، من دون تقديم أدلة، إن المباني المستهدفة استُخدمت من قبل حماس لجمع معلومات ورصد تحركات قواته، وإن مجموعات مسلحة فلسطينية زرعت «أعداداً من الأجهزة المتفجرة» وحفرت نفقاً في المنطقة. من جهتها رفضت دائرة الإعلام الحكومية في غزة هذه الادعاءات ووصفتها بأنها «جزء من سياسة ممنهجة للتغرير تُستخدمها قوات الاحتلال لتبرير استهداف المدنيين والمرافق ولإجبار الفلسطينيين على ترك بيوتهم». وأضافت أن نحو 90% من البنية التحتية في غزة دُمرت بفعل القصف الإسرائيلي.

المبانِي المستهدفة كانت قريبة من برج مشتهاه المكون من 12 طابقاً، الذي قُصف ورُمّي بالأرض يوم الجمعة، في وقت تواصل فيه إسرائيل محاولات السيطرة على مدينة غزة رغم الانتقادات الدولية.

قالت وزارة الصحة في القطاع إنه خلال اليوم الماضي قُتل ما لا يقل عن 68 فلسطينياً وأُصيب 362 في أنحاء القطاع. ويشمل ذلك 23 من طالبي المساعدة قُتلوا و143 جُرحوا على يد القوات الإسرائيلية. كما توفي ستة فلسطينيين إضافيين جراء المجاعة الناجمة عن الحصار، ما رفع حصيلة الوفيات بسبب الجوع خلال ما يقارب العامين من الحرب إلى 382، من بينهم 135 طفلاً.

يقرأ  استقالة وزير الخارجية الهولندي على خلفية الجمود حول عقوبات إسرائيل | أخبار الاتحاد الأوروبي

ومنذ هجمات 7 أكتوبر 2023 التي قادتها حماس على مناطق جنوب إسرائيل، بلغ عدد القتلى الفلسطينيين وفق الإحصاءات الرسمية 64,368 قتيلاً وما يقرب من 162,367 جريحاً.

إعلان «منطقة إنسانية» جديدة وقصفها

قالت مصادر في مستشفى ناصر بخان يونس إن غارة جوية إسرائيلية استهدفت خيمة للمشردين في منطقة المواسي، ما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن شخصين وإصابة العديد. هذه المنطقة كانت قد أُعلنت في بداية الحرب «منطقة إنسانية» أو «آمنة»، لكنها تعرَّضت مراراً للقصف، ما أدى إلى سقوط مئات الضحايا من النازحين.

ساعات قبل الغارات الأخيرة أعلنت إسرائيل إنشاء منطقة مماثلة جديدة في المواسي على طول ساحل البحر المتوسط، زاعمة أنها ستضم بنية تحتية من مستشفيات ميدانية وخطوط مياه ومحطات تحلية وإمدادات غذائية.

من دير البلح، قالت المراسلة هند خضّاري إن الفلسطينيين لا يثقون بتلك المسميات؛ فقد تعرّضت خيام في مناطق اعتُبرت «آمنة» لهجمات إسرائيلية عدة من قبل، ولا مكان آمن فعلياً.

خيارات السكان في مدينة غزة باتت محدودة: البقاء يعرضهم للقتل، والمغادرة تحمل مخاطر على الطرق وتكاليف كبيرة لنقل الأمتعة جنوباً. أولئك الذين عادوا إلى منازلهم في حي الزيتون بعد انسحاب القوات الإسرائيلية مؤخراً وجدوا كل شيء دُمّر.

«ما بنيناه في خمسين عاماً تهدَّم خلال خمسة أيام»، قال عقيل كيشكو، وأضاف: «لا شيء بقي قائماً — المباني والطرق والبنية التحتية. نحن لا نسير فوق أنقاض فقط بل فوق جثث أحبتنا». وقالت نهى تفيش إن إحياء أكبر مركز حضري في غزة بات مستحيلاً: «على ماذا سيعود الناس؟ لا شيء يعودون إليه». وقال أحمد رهم إن ما حلّ بحي الزيتون يشبه القصف بنَفْسٍ نووية.

أضف تعليق