إسرائيل تعرقل عمل عشرات منظمات الإغاثة العاملة في غزة المتضررة من الحرب — أخبار حقوق الإنسان

أعلنت إسرائيل أنها ستعلق عمل أكثر من عشرين منظمة إنسانية — من بينها منظمة أطباء بلا حدود (MSF) — بزعم عدم امتثالها لقواعد جديدة تتعلق بتبادل معلومات عن الموظفين والتمويل والعمليات في قطاع غزة المدمر بالحرب.

المنظمات المشمولة بالحظر الذي يبدأ سريانه يوم الخميس، قالت السلطات الإسرائيلية إنّها لم تمتثل لمتطلبات تقديم بيانات عن فرقها، مصادر تمويلها وأنشطتها. ومن بين المنظمات الكبرى المتأثرة: المجلس النرويجي للاجئين، كير إنترناشيونال، اللجنة الدولية للإنقاذ، وأقسام من جمعيات خيرية كبرى مثل أوكسفام وكاريتاس.

اتهمت إسرائيل أطباء بلا حدود بعدم توضيح أدوار بعض العاملين لديها، وزعمت تعاون بعضهم مع حركة حماس. وقال وزير شؤون الشتات أمِّيحاي تشيكلي: «الرسالة واضحة: المساعدة الإنسانية مرحّب بها. أما استغلال الأطر الإنسانية لأغراض إرهابية فمرفوض». من جانبها حذّرت MSF من أن قرار التعليق سيؤثر بشكل كارثي على عملها في القطاع، حيث تُغطّي نحو 20% من أسرة المستشفيات ونحو ثلث الولادات، ونفت الاتهامات الموجهة لموظفيها قائلة إنها «لن توظف عن قصد أشخاصاً يمارسون نشاطاً عسكرياً».

المنظمات الدولية وصفت المتطلبات الإسرائيلية بأنها تعسفية، وأعلنت تل أبيب أنها لم تجدد تصاريح 37 مجموعة تعمل في غزة.

ظروف مروعة
تقدم منظمات الإغاثة خدمات اجتماعية متنوعة تشمل توزيع الغذاء، الرعاية الصحية، الصحة النفسية، خدمات ذوي الإعاقة، والتعليم. وأوضح أمجاد شوا من شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية أن قرار إسرائيل يدخل في إطار «تعميق الكارثة الإنسانية» في غزة، ويسعى ـ بحسب قوله ـ إلى دفع السكان الفلسطينيين إلى خارج القطاع وتهجيرهم.

ومع اقتراب فصل الشتاء، عبرت عشر دول على الأقل عن «قلق بالغ» إزاء «تدهور متجدد للوضع الإنساني» في غزة، ووصفت الحالة بأنها «كارثية». وذكر البيان المشترك أنّ «الأمطار الغزيرة وهبوط درجات الحرارة يزيدان من معاناة المدنيين»، وأن «1.3 مليون إنسان لا يزالون بحاجة ماسة إلى مأوى. أكثر من نصف المرافق الصحية تعمل جزئياً وتعاني نقصاً حاداً بالمعدات والإمدادات الطبية. انهيار البنى التحتية للصرف الصحي ترك 740,000 شخص عرضة للفيضانات السامة».

يقرأ  مقتل خمسة أشخاص على الأقل بعد اجتياح الإعصار «كالمايجي» لفيتنام — أخبار الطقس

البلدان دعت إسرائيل لضمان قدرة المنظمات الدولية على العمل في غزة بشكل مستدام ومؤ predictable، وطالبت بفتح المعابر البرية لتعزيز تدفق المساعدات الإنسانية. وزارة الخارجية الإسرائيلية ردّت على البيان بوصفه «مزيفاً لكنه ليس مفاجئاً»، واعتبرته جزءاً من نمط متكرر من الانتقادات المنفصلة عن الواقع والمطالب الأحادية التي تتجاهل «الضرورة الأساسية لتجريد حماس من أسلحتها».

احتياجات هائلة وحصار إداري
قبل أشهر اتهمت أكثر من مئة مجموعة إغاثية إسرائيل بعرقلة دخول مساعدات حيوية إلى غزة ونددت بما سمّته «تسليح المساعدات» عندما رفضت تل أبيب دخول شاحنات إغاثة إلى القطاع. ومنذ بداية الحرب في أكتوبر 2023 قتل أكثر من 71,000 فلسطيني، كما توفي مئات بسبب سوء التغذية الحاد وآلاف بأمراض يمكن الوقاية منها لندرة الإمدادات الطبية.

إسرائيل تقول إنها تلتزم بما ورد في اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 10 أكتوبر، لكن المنظمات الإنسانية ترفض أرقامها وتؤكد أن كمية المساعدات المطلوبة تفوق بكثير ما تُقدّم للسكان الذين يزيد عددهم عن مليوني نسمة في القطاع.

في مارس عدّلت إسرائيل إجراءات تسجيل المنظمات وطالبت بتقديم قوائم بالموظفين، بما في ذلك الفلسطينيون العاملون في غزة. بعض المنظمات لم تقدم قوائم الموظفين الفلسطينيين خشية استهدافهم، فقالت شينا لو مستشارة الاتصالات في المجلس النرويجي للاجئين: «الأمر من منظور قانوني وأمني. في غزة رأينا مئات العاملين الإنسانيين يُقتلون».

قرارات تحرم المساعدة وتثقل كاهل المحليين
عدم تجديد التراخيص يعني إغلاق مكاتب المنظمات في إسرائيل والقدس الشرقية المحتلة، ومنعها من إرسال موظفين دوليين أو مساعدات إلى غزة. وقالت إحدى المتحدثات إن استمرار حظر الوصول سيُلقِي بكامل العبء على الموظفين المحليين المستنزفين بالفعل.

وأوضحت وزارة خارجية إسرائيل أن التراخيص ستُلغى يوم الخميس، وأن المنظمات التي تقع مكاتبها داخل إسرائيل مطالبة بمغادرة البلاد بحلول الأول من مارس.

يقرأ  عرض اليوم — وفر ٥٠٪ على أبلتون لايف

ليست المرة الأولى التي تحاول فيها إسرائيل تقييد عمل المنظمات الدولية: طوال الحرب وجهت اتهامات إلى وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) بالاختراق من قِبل حماس وباستغلال مرافقها، وهي اتهامات نفتها الأمم المتحدة. في أكتوبر أصدر محكمة العدل الدولية رأياً استشارياً قال فيه إن على إسرائيل دعم جهود الإغاثة في غزة، بما في ذلك تلك التي تقوم بها الأونروا، واعتبرت أن مزاعم تورط الوكالة في هجمات أكتوبر 2023 لم تُثبت.

المحكمة أيضاً أكدت أن إسرائيل بصفتها القوة القائمة بالاحتلال ملزمة بضمان «الاحتياجات الأساسية» للسكان في غزة، من طعام وماء ومأوى ووقود ودواء. بعد اتهامات تل أبيب، أوقفت عدد من الدول تمويلها للأونروا، مما عرض واحدة من أهم شرايين الإغاثة في غزة للخطر.

أضف تعليق