إسرائيل تقصف مدينة غزة، فيما بريطانيا وحلفاؤها يدعون إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لاحتواء «المجاعة المتفاقمة»

تعرضت مدينة غزة لهجوم جوي عنيف، وفق ما أفادت هيئة الدفاع المدني التي تديرها حركة حماس، بينما تستعد القوات الإسرائيلية لاحتلال المدينة.

قال محمود بصل، المتحدث باسم الهيئة، إن الأحياء السكنية في الزيتون وصبرا تتعرض منذ ثلاثة أيام لقصف بالصواريخ وطائرات مسيّرة يسبب دمارًا هائلًا لمنازل المدنيين، مع عجز السكان والمتضرريين عن انتشال القتلى والمصابين.

وأصدرت كل من بريطانيا والاتحاد الأوروبي وأستراليا وكندا واليابان بيانًا مشتركًا يحذر من أن «المجاعة تتكشف أمام أعيننا» ويدعو إلى تحرّك عاجل لوقف هذه المعاناة وعكس مسار المجاعة.

وطالبت الدول الخمس بـ«إجراءات فورية ودائمة وملموسة» لتسهيل دخول المساعدات إلى غزة. وتنفي إسرائيل وجود مجاعة في القطاع، وتهرّب اتهامات بأن وكالات أممية لا تلتقط المساعدات على الحدود أو توصلها إلى الداخل.

كما طالب البيان المشترك بوقف استخدام القوة القاتلة قرب مواقع توزيع المساعدات وقوافل الشاحنات، حيث تقول الأمم المتحدة إن أكثر من 1,300 فلسطيني قتلوا في هذه المواقع، معظمهم على يد الجيش الإسرائيلي.

وفي إطار ذي صلة، ناشدت منظمة الصحة العالمية إسرائيل، يوم الثلاثاء، بالسماح لها بتخزين إمدادات طبية لمواجهة وضع صحي «كارثي» قبل سيطرة إسرائيل على مدينة غزة. وقال ريك بيبركورن، ممثل المنظمة في الأراضي الفلسطينية: «نسمع دائمًا عن أن مزيداً من الإمدادات الإنسانية سُمح بدخولها — لكنه لم يحدث بعد، أو يجري بوتيرة بطيئة جداً». وأضاف: «نريد أن نزوّد ونخزّن بسرعة المستشفىات؛ لا نستطيع القيام بذلك حاليًا. نحتاج أن ندخل كل الأدوية والمواد الطبية الأساسية».

صوّت مجلس الحرب الإسرائيلي، يوم الاثنين، على قرار احتلال مدينة غزة، وهو ما أدانته جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي في اليوم نفسه. وصرحت قوات الدفاع الإسرائيلية، يوم الثلاثاء، أنها «في بداية حالة قتال جديدة».

يقرأ  أنيش كابور و«غرينبيس»تعاونٌ يُقدّم رسالة بيئية نمطية تفتقر إلى العمق

لم تقدم الحكومة الإسرائيلية جدولًا زمنيًا محددًا لدخول قواتها إلى المدينة. وقال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، يوم الأحد، إن القوات أُوْعِزَت بتفكيك «المعقلين المتبقين لحماس» في مدينة غزة ومنطقة مركزية حول المواصي، وطرَح خطة من ثلاث خطوات لزيادة المساعدات في القطاع، شملت تحديد ممرات آمنة لتوزيع الإغاثة، وزيادة عمليات الإسقاط الجوي من قبل القوات الإسرائيلية وشركاء آخرين.

على الأرض، أفاد سكان مدينة غزة أنهم يتعرضون لقصف جوي متواصل. قال ماجد الحسري، من حي الزيتون، لوكالة فرانس برس إن الهجمات «كانت عنيفة للغاية خلال يومين». وأضاف: «مع كل ضربة يهتزّ الأرض. هناك شهداء تحت الركام لا يستطيع أحد الوصول إليهم لأن القصف لا يتوقف».

وقال عمرو صلاح (25 عامًا) لوكالة رويترز: «بدت وكأن الحرب تعود من جديد. الدبابات أطلقت قذائف على منازل، وتعرضت عدة منازل للقصف، والطائرات نفذت ما نسميه حلقات نارية، حيث سقطت عدة صواريخ على طرق في شرق غزة».

قالت وزارة الصحة التي تديرها حماس في غزة إن نحو 100 جثة نُقلت إلى مستشفيات القطاع خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية، من بينها 31 شخصًا قُتلوا في مواقع توزيع المساعدات، وأضافت أن خمسة أشخاص آخرين توفوا نتيجة لسوء التغذية.

وتزايدت الانتقادات الدولية للحرب التي دخلت شهرها الثاني والعشرين، مع تحذيرات خبراء مدعومين من الأمم المتحدة من انتشار مجاعة واسعة في الأرض المحاصرة.

وفي موقف استثنائي، وصفت مجموعة دولية من القادة السابقين تُعرف باسم «الشيوخ» الحرب في غزة، لأول مرة، بأنها «إبادة جماعية تتكشف»، وحملت إسرائيل مسؤولية تسببها في الجوع بين السكان. وبعد زيارة إلى الحدود مع غزة، قالت هيلين كلارك وماري روبنسون، رئيسة وزراء نيوزيلندا وسابقة رئيسة إيرلندا، في بيان مشترك: «ما شاهدناه وسمعناه يعززان убежنا الشخصي بأنه ليس ثمة فقط مجاعة من صنع الإنسان تتكشف في غزة، بل هناك إبادة جماعية تتكشف».

يقرأ  فيزا و«إمارات للطبيعة» تطلقان مشروع «شعاع» لدعم الابتكار الغذائي ومعالجة أزمة التنوع البيولوجي

يعكس هذا البيان مواقف منظمات حقوقية إسرائيلية بارزة، منها بتسيلم، التي أفادت بأنها توصلت إلى «خلاصة لا لبس فيها» بأن إسرائيل تسعى إلى «تدمير المجتمع الفلسطيني في قطاع غزة».

وترفض إسرائيل بشدة هذه الاتهامات، مؤكدة أن قواتها تستهدف إرهابيين وليس مدنيين، وأن حماس هي المسؤولة عن معاناة السكان في غزة.

وقال الجيش الإسرائيلي إنه قتل خمسة صحفيين من قناة الجزيرة في استهداف خيمة إعلامية في مدينة غزة، وهو ما أثار إدانات دولية واسعة. وادعى أنه قتل المراسل المعروف أنس الشريف واصفًا إياه بأنه «رئيس خلية إرهابية في حماس»، من دون الإشارة إلى بقية القتلى. وأشارت منظمات حرية الإعلام إلى أن إسرائيل لم تقدم أدلة كافية على مزاعمها، بينما وصف رئيس تحرير الجزيرة أن إسرائيل تسعى إلى «إسكات التغطية الإعلامية من داخل غزة».

قَتَل هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023 أكثر من 1,200 شخص، وخطف 251 رهينة. ورد إسرائيل في غزة أسفر، بحسب وزارة الصحة، التي تعتبر الأمم المتحدة أن إحصاءها موثوق، عن مقتل ما لا يقل عن 61,599 فلسطينيًا.