الجيش الإسرائيلي يجدد تهديده: أخِروا مغادرة شمال غزة إلى الجنوب وامتنعوا عن العودة إلى مدينة غزة
أصدر الجيش الإسرائيلي تحذيراً متجدداً لسكان شمال قطاع غزة وصف فيه المنطقة الواقعة شمال وادي غزة — التي تضم مدينه غزة المدمرة — بأنها “منطقة قتال خطيرة” ودعا السكان إلى الانتقال جنوباً عبر شارع الرشيد على الشريط الساحلي، محذراً من أن محاولات العودة إلى المدينة ترجع بمخاطر جسيمة. وجاء هذا التحذير في وقت طالَبَ فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إسرائيل بـ”وقف القصف” بعد أن أعلنت حركة حماس قبولها جزئياً لخطة وقفٍ لإطلاق النار اقترحتها واشنطن.
يشهد جنوب غزة اكتظاظاً هائلاً بمئات الآلاف من النازحين الذين يعيشون في مخيمات مكتظة وآمنة قليلة، وكلهم يأملون بالعودة إلى الشمال عندما تسمح الظروف. وقال نازح من النصيرات لقناة الجزيرة: “كنا ننتظر هذا الخبر السار؛ كنا نأمل أن تقبل حماس وأن تعود حياتنا كما كانت، أو حتى أفضل. نأمل أن تتوالى الأنباء الطيبة ونتمكن من العودة إلى مدينة غزة”. (رفض الناطق تصريح اسمه.)
أدت سلسلة الغارات المستمرة على مدينة غزة إلى تدمير أكبر مركز حضري في القطاع، مع سقوط عشرات القتلى يومياً، وتهديم مبانٍ سكنية ومدارس عديدة، وإجبار عشرات الآلاف على التهجير نحو الجنوب وسط مخاطر الاعتداء أثناء الحركة. سجلت وتيرة التنقلات الداخلية ارتفاعاً كبيراً منذ منتصف آب/أغسطس، إذ وثقت مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية أكثر من 400,000 حركة نزوح من شمال إلى جنوب القطاع، لا سيما إلى دير البلح وخان يونس.
تصاعدت موجة الإخلاء بعدما باشرت القوات الإسرائيلية هدم عشرات المباني الشاهقة أوائل سبتمبر، ثم أصدرت أمراً بإخلاء مدينة غزة بكاملها في 9 سبتمبر. وأكد الجيش في بيان أن رئيس الأركان أصدر تعليمات بـ”رفع الجاهزية” لتنفيذ المرحلة الأولى من خطة ترامب التي تنص، من ضمن بنودها، على إطلاق سراح جميع الأسرى، مع بقاء بنود أخرى محل تفاوض، لا سيما سحب القوات الإسرائيلية من القطاع وتسليم السلاح في صفوف حماس.
وأشار الإعلام العبري إلى تحول عمل الوحدات البرية الإسرائيلية إلى عمليات دفاعية فقط، لكن الغارات الجوية استمرت صباح السبت بمعدل أقل حدة مقارنةً بفترات سابقة؛ وأبلغت مصادر طبية القناة بوفاة ما لا يقل عن سبعة أشخاص منذ الفجر. كما قال الجانب الفلسطيني إن عناصر حماس قبلت بعض بنود الخطة الأمريكية، بينما تبقى نقاط خلاف رئيسية تتطلب مزيداً من المفاوضات.