إسرائيل تنشئ نقطة تفتيش في القنيطرة السورية — خرق جديد لسيادة البلاد

نُشِر في ٥ نوفمبر ٢٠٢٥

عادت القوات الإسرائيلية إلى تكثيف اقتحاماتها في سوريا، حيث أفادت تقارير محلية بإقامة نقطة تفتيش عسكرية في محافظة قنيترا الجنوبية، في سياق هجمات يومية مستمرة تزعزع استقرار الدول المجاورة وتواصِل احتلالها واعتداءها على الأراضي الفلسطينية.

أفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) بأن دبابتين وأربع مركبات عسكرية دخلت بلدة جباتا الخشب في ريف قنيترا يوم الأربعاء، وأن القوات أقامت موقعًا عسكريًا على الطريق المؤدي إلى قرية عين البيضا.

دمشق لم تُصدر تعليقًا فوريًا، لكنها نددت مرارًا بانتهاكات إسرائيل المتكررة لسيادتها، مؤكدة إخفاق تل أبيب في الالتزام باتفاق فك الاشتباك لعام 1974 الذي تلا حرب 1973. في تلك الحرب فشلت سوريا في استعادة مرتفعات الجولان المحتلة، وأفضى الاتفاق إلى إقامة منطقة عازلة تحت مراقبة الأمم المتحدة، وهو ما تقول دمشق إن إسرائيل انتهكته منذ سقوط الاسد في ديسمبر الماضي.

إسرائيل بدورها أعلنت سابقًا أن اتفاق 1974 بات لاغيًا بعد هروب الاسد، وواصلت خرق السيادة السورية عبر غارات جوية، وعمليات توغل بري، وطيران استطلاعي، وإقامة حواجز عسكرية، وعمليات اعتقال واختفاء لسوريين. دمشق حتى الآن لم ترد بمثل هذه الهجمات.

في تصريحات سابقة في سبتمبر، قال الرئيس السوري أحمد الشراة إن إسرائيل نفذت أكثر من ألف ضربة جوية وأكثر من 400 عملية توغل بري داخل سوريا منذ إسقاط الاسد، ووصَفَ هذه الإجراءات بأنها «خطيرة جدًا». وأفادت تقارير من منابر سورية، بينها عنب بلدي، بوقوع اقتحامات في قرى عدة بمحيط قنيترا.

محادثات خفض التصعيد

تجري حاليًا مباحثات بين سوريا وإسرائيل تهدف إلى التوصل إلى اتفاق تأمل دمشق أن يضمن وقف الغارات الجوية الإسرائيلية على أراضيها وسحب القوات التي تقدمت إلى جنوب سوريا. في الخلفية، تضغط الولايات المتحدة دبلوماسيًا على إعادة استثمار اتفاق 1974. السبت الماضي قال مبعوث ترامب الخاص توم باراك إن البلدين من المتوقع أن يعقدا جولة خامسة من محادثات خفض التصعيد.

يقرأ  رصد عالمي للجوع يؤكد: مجاعة تضرب شمال غزة

في ظل استمرار عدوانية إسرائيل وترويج رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو لرؤيته فيما يُسمى «إسرائيل الكبرى»، يسعى الشراة إلى تقوية العلاقات مع واشنطن. ومن المقرر أن يزور الشراة الاثنين العاصمة واشنطن لإجراء محادثات مع الرئيس دونالد ترامب، في أول زيارة لرئيس سوري إلى البيت الأبيض منذ أكثر من ثمانين عامًا.

باراك وصف انضمام سوريا المرتقب إلى التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة (داعش/ISIL) بأنه «خطوة كبيرة» و«ملحوظة». كما أفاد وزير الخارجية السوري أسعد حسن الشيبياني أن الشراة سيناقش خلال الزيارة كذلك ملفات إعادة إعمار سوريا.

أضف تعليق