إسرائيل تُرحّل 32 ناشطًا ساعدوا مزارعي الزيتون الفلسطينيين وسط تزايد الاعتداءات

الجيش الإسرائيلي والمستوطنون شنّوا 158 هجومًا على قاطفي الزيتون منذ بداية الموسم الحالي

أمرت إسرائيل بترحيل 32 ناشطًا أجنبيًا يدعمون مزارعي الزيتون الفلسطينيين، في وقت تتزايد فيه اعتداءات الجيش والمستوطنين في الضفة الغربية المحتلة بعد مرور أسبوعين على بداية موسم الحصاد.

وأفاد موقع إسرائيل هايوم بأن المعتقلين تم توقيفهم الأسبوع الماضي قرب بلدة بورين في محافظة نابلس، أثناء احتجاجهم على قرارٍ عامٍ عسكري يقضي بأن من يحق لهم التواجد في الأراضي خلال موسم الحصاد هم فقط من يعملون في الحصاد.

وذكرت لجنة مقاومة الجدار والاستيطان أن الجيش والمستوطنين شنّوا 158 هجومًا على قاطفي الزيتون منذ انطلاق الموسم الحالي. وتنوّعت الانتهاكات بين اعتداءات بالضرب واعتقالات جماعية وإطلاق نار. واستهدفت 74 حالة أراضٍ مزروعة بالزيتون، بينها 29 حالة جرى فيها قطع أو تجريف أو اقتلاع الأشجار والأراضي الزراعية، ما أسفر عن تدمير 765 شجرة زيتون إجمالًا.

حذرت الأمم المتحدة ومنظمات حقوقية من تزايد المخاطر التي تواجه المزارغين الفلسطينيين أثناء جني المحصول. وقال آجيث سنغهاي، رئيس مكتب مفوضة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية، في بيان الثلاثاء: «تصاعدت أعمال عنف المستوطنين من حيث الحجم والتواتر. بعد أسبوعين فقط من بدء موسم 2025، شهدنا بالفعل هجمات عنيفة من مسلحين مستوطنين ضد رجال ونساء وأطفال فلسطينيين ونشطاء تضامن أجانب».

وتقدّر الأمم المتحدة أن بين 80 ألفًا و100 ألف أسرة فلسطينية تعتمد على موسم الزيتون كمصدر رئيسي للرزق.

أصدر وزير الداخلية ياريف ليفين ووزير الأمن القومي إيتامار بن غفير بيانًا يوم الأربعاء أعلن فيه عن ترحيل النشاطاء بزعم انتمائهم إلى اتحاد لجان العمل الزراعي (UAWC)، وفرض حظر دخول لمدة 99 سنة عليهم، دون أن يذكر البيان هوياتهم أو جنسياتهم أو وجهات ترحيلهم.

يقرأ  إسرائيل وتركيا على مسار تصادمي بعد أن قطعت أنقرة علاقاتها

وتفاقمت أعمال عنف المستوطنين ضد الفلسطينيين منذ اندلاع الحرب في غزة. تقول الأمم المتحدة إن أكثر من ألف فلسطيني قُتلوا على يد قوات الاحتلال أو المستوطنين في الضفة الغربية منذ 7 أكتوبر 2023، ونزح آلاف آخرون قسرًا نتيجة اعتداءات المستوطنين وقيود الحركة وهدم المنازل. كما سجّلت النصف الأول من عام 2025 نحو 757 اعتداءً للمستوطنين تسبب بإصابات أو أضرار مادية، بزيادة تُقدّر بـ13% مقارنة بذات الفترة من العام الماضي.

في حادثة صوّرت كاميراتها يوم الأحد، نزل مستوطنون على قاطفي الزيتون ونشطاء في بلدة ترمسعيا واعتدوا عليهم بالهراوات، وأُدخلت امرأة إلى المستشفى جراء إصابات بالغة. وفي وقت سابق من الشهر ذاته أصيب ما لا يقل عن 36 شخصًا، بينهم صحفيون، عندما هاجم مستوطنون مزارعين فلسطينيين يجمعون الزيتون في منطقة جبل قماص في بيتا، واعتدوهم وأحرقوا ثلاث مركبات.

يقطن أكثر من 700 ألف مستوطن في نحو 150 مستوطنة و128 بؤرة استيطانية في الضفة والقدس الشرقية، كلها غير قانونية بموجب القانون الدولي. وغالبًا ما يكون المستوطنون مسلحين، ويصاحبهم أو يحمونهم جنود إسرائيليون. إلى جانب تدمير الممتلكات، نفّذ المستوطنون حوادث حرق وقتل طالت سكانًا فلسطينيين.

أضف تعليق