تستعد بلجيكا لاضطرابات واسعة النطاق تشمل عدة قطاعات — من النقل العام إلى المدارس — على مدار ثلاثة أيام بعدما دعت النقابات إلى إضراب وطني متواصل.
وجاءت هذه التحركات عقب محاولات رئيس الوزراء بارت دي ويفر تقليص مديونية البلاد عبر تعديل قوانين العمل وإصلاحات متعلقة بتعويضات البطالة وأنظمة التقاعد، وهو ما أثار رفضاً نقابياً واسعاً.
سيشارك في التحرك معلمون وطاقم طبي وعمال جمع النفايات ضمن إضرابات متدرجة تختتم بإضراب عام شامل يوم الاربعاء، مما يفاقم تأثيرها على الحياة اليومية.
حذّرت شركات مثل يوروسنتر من اضطرابات محتملة في رحلاتها، بينما أعلنت مطارا بروكسل-زافينتيم وشارلروا إلغاء جميع رحلات المغادرة المقررة يوم الاربعاء.
ومنذ تولي دي ويفر، القومي الفلامي، رئاسة الحكومة مطلع فبراير على رأس ائتلاف يميني وسط، شهدت البلاد موجات إضراب متكررة في سياق سياسة تقشف تهدف إلى خفض العجز المالي.
وفي وقت مبكر من يوم الاثنين توصلت الحكومة إلى اتفاق ميزانية وصفه رئيس الوزراء بأنه السبيل الوحيد لضمان استدامة دولة الرفاه الاجتماعي في بلجيكا.
بلغ عجز الميزانية نحو 4.5% من الناتج المحلي الإجمالي في نهاية العام الماضي، في حين ارتفعت نسبة الدين إلى 104.7% من الناتج، في مقابل قواعد الاتحاد الأوروبي التي تتطلب إبقاء العجز تحت 3% والدين تحت 60% للحفاظ على توازن المالية العامة.
ومن المتوقع أن يمتد الإضراب على ثلاث مراحل وفق مراسلين ووكالات أنباء: يوم الاثنين شمل توقف القطارات وجزء من وسائل النقل العام مع توقع SNCB تشغيل قطار أو اثنين من كل ثلاثة، وإلغاء عدد من رحلات يوروستار بين بروكسل وباريس؛ يوم الثلاثاء انضمّت الخدمات العامة كالمدارس ودور الحضانة والمستشفيات؛ وفي اليوم الختامي شمل الإضراب فئات واسعة بما في ذلك المطاران الرئيسيان.
أبلغت يوروستار عن تأخيرات في بعض خدماتها الدولية بسبب تأثير الإضراب، فيما قال الاتحاد العام للعمال (FGTB) إن تظاهرة نظمت في بروكسل قبل أسبوعين قوبلت بـ«صمت تام» من الحكومة.
تطالب النقابات بتأمين معاشات تقاعد عادلة، وفرض ضريبة على الثروات بشكل منصف، وفرض رسم على الأنشطة الرقمية لشركات التكنولوجيا العملاقة، إلى جانب مراجعة شفافة للدعم والمنح المقدمة إلى الشركات.
وتزامن الإضراب العام مع يوم عمل منفصل ضد العنف ضد النساء نظم الأحد، وأكدت FGTB أن هذه المبادرة جزء من الحركة الاحتجاجية الأوسع.
أعلن مطار بروكسل-زافينتيم توقعه «اضطرابات كبيرة» يوم الاربعاء مع إلغاء جميع رحلات المغادرة واحتمال إلغاء بعض الرحلات الواردة، مشيراً إلى مشاركة موظفي الأمن وخدمات المناولة المتعاقد معهم في الإضراب.
وأفاد مطار شارلروا بأنه لن يتمكن من تشغيل رحلات مقررة للمغادرة أو الوصول في يوم الإضراب العام، محذراً أيضاً من احتمالات تعطّل واسعة على شبكات الخدمات العامة طوال فترة التحركات.
وحذرت مدينة بروكسل من «خدمات معطلة» على وصلات النقل العام طوال أيام الإضراب الثلاثة، بينما أعلنت شركة النقل في فلاندرز، De Lijn، أنها ستعمل بعدد أقل من حافلات الترام والخطوط المعتادة، مع احتمال تراجع كبير في تردد الرحلات بسبب الضغط النقابي والاعتصامات.