إطلاق نار يستهدف عناصر الحرس الوطني في واشنطن العاصمة: ماذا حدث ومن المشتبه به؟ أخبار دونالد ترامب

إطلاق نار قرب البيت الأبيض يجرح عنصرين من الحرس الوطني بفيرجينيا الغربية بجروح بالغة

حادثة موجزة
أُصيب عنصران من الحرس الوطني في ولاية فيرجينيا الغربية بجروح خطيرة إثر تعرضهما لإطلاق نار قرب البيت الأبيض، ووَصَفَت السلطات الحادث بأنه «إطلاق نار مُستهدف». أدان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاعتداء واصفًا إياه بأنه «اعتداء شنيع» و«عمل شر ومصدر للكراهية والإرهاب».

ما الذي حدث في واشنطن؟
قالت الشرطة إن مطلق النار المشتبه به أطلق النار على أحد عناصر الحرس الوطني حوالى الساعة 14:15 بتوقيت المنطقة المحلية (19:15 بتوقيت غرينتش). وفق إفادات رسمية وتقارير إعلامية، اقترب المشتبه منهما ثم أطلق النار على الأول ثم على الثاني، ثم بدا أنه حاول إطلاق النار مرة أخرى على الضحية الأولى قبل أن يردّ ثالث حارس النار ويصيبه. أُلقي القبض على المشتبه به بعد أن أُصيب هو الآخر ونقل إلى المستشفى وهو الآن بح custody الشرطة. وصف مسؤول رفيع الحادث بأنه هجوم مباغت نفذه «رَجُل مُنفرد».

أين وقع الحادث؟
جرت الحادثة في ساحة فاراغات (Farragut Square)، منطقة مكتظة بالسياح قريبة من مركز مواصلات حافل والبيت الأبيض، وهي ساحة تاريخية صمّمها بيير لانفان عام 1791 وتُعد نقطة مركزية في وسط مدينة واشنطن. كانت الزينة الموسمية وشُعَل الأعياد تملأ المكان في أيام العطلات ما زاد من حساسية التوقيت — الحادث وقع قبل يوم واحد فقط من عيد الشكر.

من هو المشتبه به؟
حددت السلطات المشتبه به بأنه رحمن الله لاكانوال، 29 عاماً. قالت وزيرة الأمن الداخلي كريستي نويم إن لاكانوال وصل إلى الولايات المتحدة من افغانستان في سبتمبر 2021 عبر «عملية استقبال الحلفاء» (Operation Allies Welcome)، البرنامج الذي أُطلق لاستقبال أفغان فرّوا بعد سيطرة طالبان. نقلت تقارير أن نويم علّقت على الأمر مؤكدة أن المشتبه به دخل البلاد من خارجها، بينما كرر الرئيس تصريحات حادة بشأن البلد الذي جاء منه المشتبه به.

يقرأ  قوات باكستان تقتل 23 مقاتلاً في موجة غارات على الحدود مع أفغانستان— أخبار طالبان باكستان

ما هو الحرس الوطني؟
الحرس الوطني فرع احتياطي من القوات المسلحة الأمريكية يُستدعى وقت الطوارئ داخل البلاد (كالكوارث الطبيعية أو الاضطرابات المدنية) ويمكن أن يدعم أيضاً مهاماً خارجية. يضم الحرس الوطني فرعي الجيش والقوّة الجوية ويقارب عدد أفراده 431 ألف فرد، ما يجعله ثاني أكبر قوة عسكرية في البلاد. لكل ولاية وإقليم، وكذلك لواشنطن، وحداتها الخاصة التي تخضع لسلطات الولاية وفي الوقت نفسه يمكن أن تُستدعى للخدمة الفدرالية، وهو ما يميّزها عن القوات النظامية العاملة بدوام كامل تحت القيادة الفدرالية.

الانتشار والردود والإجراءات المقبلة
أُنشِرَ نحو 2200 عنصر من الحرس الوطني في العاصمة، من بينهم حوالي 925 عنصراً من الحرس الوطني لواشنطن وأكثر من 1200 من ولايات أخرى. جدير بالذكر أن قاضياً فدرالياً أصدر الأسبوع السابق قراراً مؤقتاً يوقف انتشار قوات الحرس الوطني بواشنطن لحين البت في شرعية الأمر، وقد سعت إدارة ترامب لاحقاً لاستئناف ذلك القرار بعد الحادث. رداً على الاعتداء أعلن الرئيس خططاً لتوسيع جهود الترحيل وإعادة فحص الوافدين من افغانستان، وأعلنت خدمات المواطنة والهجرة الأمريكية تعليق معالجة طلبات الهجرة المرتبطة بالمواطنين الأفغان «انتظاراً لمراجعة إجراءات الأمن والفرز». كما أعلن وزير الدفاع عن إرسال 500 عنصر إضافي من الحرس الوطني لتعزيز الأمن بالعاصمة وإطمانان الجمهور.

خلاصة
الحادثة فتحت نقاشاً متجدداً حول سياسات الاستقبال والتدقيق الأمني للمهاجرين القادمِين من أفغانستان، كما أعادت إلى الواجهة مسائل الانتشار العسكري داخل العاصمة والتوازن بين الأمن المدني وحقوق الأفراد. التحقيقات ما تزال مستمرة، والمشتبه به رهن الاحتجاز بينما تتابع السلطات إجراءاتها وتحقيقاتها. ان حماية وسلامة وطننا وشعب الولايات المتحدة تبقى محور اهتمامنا الأوحد، وقد أكدت الجهات الرسمية التزامها التام بذلك.

ردود الفعل

أعرب الرئيس السابق دونالد ترامب عن قناعته بضرورة أن يتحمل مرتكب هذه الجريمة أقسى العقوبات الممكنة، واصفًا الفاعل بأنه «حيوان» يجب أن يدفع ثمناً باهظاً. وأضاف أنه لن يُسمح بالتهاون إزاء هذه الاعتداءات على القانون والنظام، ولا بالتساهل مع من لا ينبغي أن يكونوا في بلادنا.

يقرأ  حرب روسيا وأوكرانيا — الأحداث الرئيسية في اليوم ١٣٥٧تغطية إخبارية

من جانبه، دعا شون فاندايفر، رئيس تحالف #AfghanEvac الذي يساعد الأفغان الراغبين في الهجرة، إلى محاسبة المُهاجم ومحاكمته على نطاق كامل، محذِّراً في الوقت نفسه من استغلال الحادثة لتشويه صورة المجتمع الأفغاني بأكمله. وعبَّر عن مواساته لجنود الحرس الذين تعرَّضوا للهجوم، مؤكدًا أنه لا ينبغي لحركة فعل شخص مختل أن تُسْتَخدم ذريعة لإيذاء جماعة بأكملها.

قال الرئيس السابق جو بايدن إن هو وزوجته جيل «مفجوعان» بسبب عملية إطلاق النار، مؤكدًا أن العنف من أي شكل غير مقبول وأن الجميع يجب أن يقفوا موحدين ضده، مع الدعاء للجنود المصابين وأسرهم.

كما أعرب باراك أوباما عن إدانته الحازمة للهجوم، مؤكِّدًا أن «لا مكان للعنف في أمريكا»، ومُعزٍّ عائلات المصابين في هذه اللحظات الصعبة قبيل موسم الأعياد.

بدوره، أعلن الجنرال ستيفن نوردهوس أنه في طريقه للعودة إلى واشنطن من قاعدة غوانتانامو، حيث كان يقضي عطلة عيد الشكر مع القوات الأمريكية، وأكّد تضامنه ودعاءه بالشفاء للاثنين من أفراد الحرس الوطني في ولاية فرجينيا الغربية اللذين أُصيبا أثناء تأديتهما واجبهما في حماية عاصمة البلاد.

التحقيقات جارية، والسلطات تؤكد أنها ستستمر في اتخاذ كل ما يلزم لضمان المحاسبة وحماية المواطنين والسكَّان على حد سواء.

أضف تعليق