إغلاق حكومي وشيك
الحكومة الأمريكية على شفير الإغلاق ما لم يقرّ الكونغرس مشروع موازنة تمويلية لتأمين استمرار عمل الوكالات الفيدرالية. من دون تشريع جديد، ستُعلق الوكالات غير الأساسية نشاطها ابتداءً من الأربعاء عند الساعة 12:01 صباحاً بتوقيت واشنطن (04:01 بتوقيت غرينتش).
المعطيات السياسية
رغم سيطرة الجمهوريين على مجلس النواب ومجلس الشيوخ والبيت الأبيض، لا يملكون أصواتاً كافية لتمرير مشروع الموازنة بمفردهم؛ فحصلوا على 53 مقعداً من أصل 100 في مجلس الشيوخ بينما يتطلب دفع المشروع إلى التصويت تأييد 60 سيناتوراً. اقترحت قيادة الجمهوريين خطة إنفاق قصيرة الأجل، فيما يحاول الديمقراطيون استغلال خطر الإغلاق للضغط من أجل إلغاء تخفيضات برنامج Medicaid المدرجة في تشريعات ضريبية صدرت في يوليو، وتمديد اعتمادات ضريبية للرعاية الصحية عبر أسواق التأمين الحكومية.
تداعيات على العمالة والإنفاق الاستهلاكي
القطاع الاتحادي هو أكبر صاحب عمل في البلاد. أبلغت مذكرة أُرسلت إلى الوكالات الفيدرالية الأسبوع الماضي بضرورة إعداد إشعارات تسريح للبرامج التي ستنتهي تمويلاتها عند المهلة وللمشروعات التي لا تُعد أولوية لدى الإدارة، مع العلم أن المذكرة لم تفصل ماهية تلك الأولويات. البيت الأبيض لم يرد على طلب التوضيح من الجزيرة.
التسريحات المقترحة تتم عبر ما يُعرف Reduction In Force (RIF). لكن دانيل هورنونغ، باحث سياسات في معهد ستانفورد لبحوث السياسة الاقتصادية، قال للجزيرة إن الإغلاق لا يمنح البيت الأبيض سلطة قانونية لإجراء RIFs تلقائياً: «لا توجد سلطة قانونية تحصلون عليها من الإغلاق لتنفيذ RIFs». وذكر أن إجراءات الـRIF تتطلب إشعاراً مسبقاً بين 30 إلى 60 يوماً، ما يعني أن أي تسريحات تُعلن الآن مرجح أن تُطعن قضائياً.
حتى لو تم منع تسريحات الوظائف قضائياً، فإن التأخير في الفصل قد يدفع المتضررين لتأجيل مشترياتهم، خصوصاً السلع الكبيرة، بحسب مايكل كلاين، أستاذ الاقتصاد الدولي بجامعة تافتس. «المستهلكون سيقللون الإنفاق لأنهم قلقون بشأن المستقبل. قد يقرر القضاء أنها غير قانونية، لكن ذلك قد يستغرق وقتاً طويلاً. وحتى لو حُلّ الوضع، فمن المرجح أن من فقدوا وظائفهم لن يعودوا للإنفاق كما كان سابقاً.»
لم تحدد المذكرة عدداً محدداً من الوظائف المحتملة للقطع. ونُذكّر بأن أكثر من 150,000 عامل فدرالى متوقع أن يغادروا القوة العاملة بعد قبولهم عروض تقاعد طوعي هذا العام — وهي أكبر تخفيضات في عدد العاملين الفدراليين منذ نحو 80 عاماً. بالإضافة إلى التسريحات الدائمة، قد يتعرّض العاملون لإجازات غير مدفوعة الأجر (فورلو) طوال مدة الإغلاق؛ فالذين لا تُعتبر وظائفهم حيوية سيتوقفون عن العمل إلى أن يمرّر الكونغرس قوانين موازنة أو إجراء مؤقتاً.
تأجيل تقارير التوظيف وتأثيرها على صنع القرار النقدي
أصدر مكتب إحصاءات العمل مسح فرص العمل والانتقال الوظيفي (JOLTS) يوم الثلاثاء، الذي أظهر انخفاض التوظيف بمقدار 114,000 وظيفة إلى 5.1 مليون في اغسطس، بينما زادت الوظائف الشاغرة قليلاً بمقدار 19,000 لتصل إلى 7.2 مليون. في حال الإغلاق، قد يؤخر وزارة العمل نشر تقارير اقتصادية أساسية تقيس صحة الاقتصاد الأمريكي.
كان من المقرر نشر مطالبات البطالة الأسبوعية يوم الخميس، وتقرير التوظيف الشهري يوم الجمعة الذي يبيّن عدد الوظائف المضافة وتوزعها القطاعي ومعدل البطالة. عادةً تُنشر هذه البيانات في أول جمعة من كل شهر، ما لم يصادفها عطلة. الاقتصاد الأمريكي، الأكبر عالمياً، سجّل إضافة 22,000 وظيفة فقط في أغسطس، ما دلّ على تليّن في سوق العمل خلال الأشهر الأخيرة.
تسبب التليّن في سوق العمل جزئياً في قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالى بخفض أسعار الفائدة 25 نقطة أساس في سبتمبر. تأخر البيانات قد يحدّ من معلومات صانعي السياسة النقدية عند بحث احتمال خفض آخر، إلا أن أثر تأخير قصير الأمد قد يكون محدوداً لأن اجتماع الفيدرالى القادم يمتد لثلاثة أيام في 28–29 أكتوبر.
وصف هورنونغ هذا الإغلاق بأنه يأتي في ظروف اقتصادية هشة: «المخاطر الأساسية أن الاقتصاد في وضع دقيق أصلاً. بخلاف إغلاقات سابقة حين كان الأداء الاقتصادي جيداً أو في مرحلة تعافٍ بطيء وطويل، الآن سوق العمل أضعف، وهناك مخاطر تضخمية مرتبطة بالرسوم الجمركية. السؤال هو: ما مدى تحمّل الاقتصاد لهذه الصدمات؟»
تأثيرات على الأسواق المالية
تاريخياً كان للإغلاقات أثر محدود على الأسواق المالية لأن المستثمرين عادةً يعترفون بطابعها المؤقت. وفق هورنونغ، «في السيناريوهات المعتادة لا يكون هناك تأثير كبير على أسواق الأسهم أو السندات، لأن المستثمرين يتوقعون عكس أي تباطؤ مؤقت عند إعادة فتح الحكومة.» لكن هذه المرة تختلف الديناميكيات؛ فالحكومة تخطط لتقليص وظائف بشكل دائم بدلاً من الاكتفاء بإجازات مؤقتة، وفي الوقت نفسه تتسبّب سياسات ترامب الجمركية بضغوط إضافية على الشركات.
قبل التهديد بالإغلاق كانت الأسواق متراوحة: عند الساعة 3:30 مساءً بتوقيت نيويورك (19:30 بتوقيت غرينتش) أغلقت داو جونز مرتفعة 0.08%، وناسداك مرتفعاً 0.06%، وS&P500 صاعداً 0.2%.
خلاصة
غياب حل تفاوضي يحافظ على احتمال إغلاق له آثار مباشرة على العمالة الحكومية والإنفاق الاستهلاكي وإصدار بيانات اقتصادية أساسية، ما قد يربك صانعي السياسات والمستثمرين في وقت يسود فيه الاقتصاد حالة من الهشاشة. لم تُدرج أي مادّة لأعيد صياغتها أو ترجمتها.
ارسل النص هنا كي أتمكّن من إعادة صياغته وترجمته إلى العربية بمستوى C2، وساجري عليه التعديلات المطلوبة مع إدخال خطأ أو اثنين شائعين إذا رغبت.