الشرطة تنصّب حواجز في جاكرتا تحسّباً لمظاهرات جديدة
تاريخ النشر: 1 سبتمبر 2025
صعّدت السلطات الإندونيسية من إجراءاتها الأمنية عقب اضطرابات أسفرت عن مقتل ستة أشخاص، إذ تحولت احتجاجات اقتصادية على صعوبات المعيشة إلى غضب عنيف موجه ضد قوة الشرطة الوطنية.
انطلقت الاحتجاجات الأسبوع الماضي احتجاجاً على امتيازات مالية مخصّصة لأعضاء البرلمان، ما اضطر الرئيس برابوو سوبيانتو إلى التراجع عن تلك الإجراءات. بدأت التظاهرات سلميّة لكنه سرعان ما اندلعت أعمال عنف ضد وحدة الشرطة شبه العسكرية بعد ظهور مقطع فيديو يُظهر سيارة تابعة لتلك الوحدة دهست سائق توصيل يبلغ من العمر 21 عاماً، عفان كورنياوان، في وقت متأخر من مساء الخميس.
سرعان ما أنتشرت الاحتجاجات من العاصمة جاكرتا إلى مدن رئيسية أخرى على جزيرة جاوة، بينها يوغياكارتا، باندونغ، سمارانغ وسورابايا، إضافة إلى ميدان في شمال سومطرة، وهي أسوأ موجة اضطرابات منذ تولى برابوو السلطة. كانت هناك دعوات لعقد تجمعات جديدة لطلبة ومتظاهرين في عدة مناطق من أنحاء الأرخبيل يوم الاثنين.
نصبت الشرطة نقاط تفتيش في شتى أنحاء جاكرتا يوم الاثنين، وأكد متحدث باسمها لقناة كومباس تي في أن العناصر تقوم بدوريات لحماية المدنيين ومنح شعور بالأمن. كما نشرت قوات مدرعات ودوريات دراجات نارية قرب مبنى البرلمان مساء الأحد في استعراض للقوة محاولةً ردع المتظاهرين.
أدت الأزمة إلى إلغاء زيارة رسمية كان الرئيس ينوّي القيام بها إلى الصين هذا الأسبوع لحضور عرض عسكري يحيي ذكرى نهاية الحرب العالمية الثانية. وحذّر حليف مقرب له ووزير الدفاع من أن الجيش والشرطة سيتخذان «إجراءات حازمة» تجاه «المشاغبين والناهبين» بعد تعرض منزل وزير المالية للنهب.
في مدينة ماكاسار شرقي البلاد، أسفرت حريق أشعلته عناصر من المحتجين يوم الجمعة عن مقتل ثلاثة أشخاص على الأقل. وفي حادث منفصل، ذكر مسؤول وكالة الكوارث المحلية محمد فضلي طهار لوكالة فرانس برس أن شخصاً آخر مات بعد أن تعرض للضرب من قبل حشد للاشتباه في أنه عنصر من المخابرات.
أكدت جامعة أمِيكوم يوغياكارتا وفاة طالبها ريزا سندي براتاما أثناء الاحتجاجات، لكن ظروف وفاته لا تزال غير واضحة.
وفي ضوء توقع تواصل الاضطرابات، علّقت منصة تيك توك مؤقتاً ميزة البث المباشر في إندونيسيا «لبضعة أيام»، علماً أن لديها أكثر من مائة مليون مستخدم في البلاد.