إيران تعِد بردّاً صارماً رداً على تهديدات ترامب بشنّ ضربات جديدة — تصاعد التوتر بين إسرائيل وإيران

قال الرئيس الأمريكي إنه سيدعم ضربات إذا أعادت طهران بناء برامجها النووية أو الصاروخية.

تعهدت إيران بالرد بقسوة على أي عدوان بعد أن هدد الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بمزيد من العمل العسكري في حال حاولت طهران إعادة بناء برنامجها النووي أو قدراتها الصاروخية.

نشر الرئيس مسعود بيزشكيان التحذير على منصة X يوم الثلاثاء، بعد يوم من لقاء ترمب برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في عقار ترمب بفلوريدا، حيث تبنّى الرواية الإقليمية الإسرائيلية بوضوح مجدداً.

لم تعلن واشنطن سابقاً أنها ستستهدف قدرات إيران الصاروخية — وهو مطلب طالما سعت إليه إسرائيل — بل كانت تركز حتى الآن على البرنامج النووي لطهران. وتؤكد إيران مراراً أن أنشطتها النووية مدنية بحتة، ولم تجد المخابرات الأمريكية ولا الوكالة الدولية للطاقة الذرية دليلاً على إنتاج أسلحة ذرية قبل الهجمات التي شنتها الولايات المتحدة وإسرائيل في يونيو.

وأبلغت إيران أنها لا تفاوض بشأن برنامجها الصاروخي.

تثير تصريحات القادة شبح تجدد الصراع بعد أشهر قليلة فقط من حرب مدتها 12 يوماً في يونيو أسفرت عن مقتل أكثر من 1,100 إيراني ووفاة 28 إسرائيلياً.

قال بيزشكيان إن رد إيران على أي عدوان سيكون «قاسياً ويُستدعى الندم»، وجاءت رسالته المتحدية بعد ساعات فقط من قول ترمب للصحفيين في منتجع مار-أ-لاجو إن واشنطن قد تنفذ هجوماً كبيراً آخر على إيران.

قال ترمب وهو يقف إلى جانب نتنياهو: «أسمع الآن أن إيران تحاول أن تعيد البناء، وإذا فعلت فسيتعين علينا اسقاطهم. سنسحقهم تماماً».

أعلن الرئيس الأمريكي أنه سيدعم ضربات فورية على البرنامج النووي الإيراني، وكذلك على منشآت الصواريخ إذا واصلت طهران تطوير أسلحة بعيدة المدى.

أعرب مسؤولون إسرائيليون في الأسابيع الأخيرة عن قلقهم من أن إيران تعيد بهدوء بناء مخزونها من الصواريخ الباليستية الذي تقلّص كثيراً خلال صيف يونيو.

يقرأ  قمة عربية إسلامية متوقعة تُثمر عن تدابير عملية ضد إسرائيل

وقال مسؤول إسرائيلي لشبكة «ييت» هذا الأسبوع إن «إذا لم يتوصل الأمريكيون إلى اتفاق مع الإيرانيين يوقف برنامجهم الصاروخي الباليستي، فقد يصبح من الضروري مواجهة طهران».

ووصف بيزشكيان المواجهة مؤخراً بأنها «حرب شاملة» مع الولايات المتحدة وإسرائيل وأوروبا، وقال إنها «أعقد وأصعب» من الصراع الدموي لإيران مع العراق في ثمانينيات القرن الماضي الذي أودى بأكثر من مليون قتيل.

خلال حرب يونيو شنت إسرائيل نحو 360 ضربة في 27 محافظة إيرانية خلال 12 يوماً، وفق مجموعة رصد الصراعات ACLED، مستهدفة منشآت عسكرية ومرافق نووية ومباني حكومية.

دمر الهجوم ما يُقدّر بألف صاروخ باليستي إيراني، وقتل أكثر من 30 قائداً عسكرياً بارزاً وما لا يقل عن 11 عالماً نووياً.

أطلقت إيران أكثر من 500 صاروخ تجاه إسرائيل خلال الصراع، سقط نحو 36 منها في مناطق مأهولة. ومع أن ترمب ادعى أن القدرات النووية الإيرانية «دُمرت تماماً» جراء الضربات، فقد أعلن خبراء خلاف ذلك، معتبرين أن طهران ربما أخفت مخزونات من اليورانيوم المخصب وقد تستأنف الإنتاج خلال أشهر.

رغم الخسائر، يؤكد مسؤولون إيرانيون أن البلاد أصبحت الآن أكثر جاهزية للمواجهة. وفي مقابلة حديثة قال بيزشكيان إن القوات العسكرية الإيرانية «أقوى من حيث العتاد والعدد» مما كانت عليه قبل وقف إطلاق النار.

فشلت الحرب في إشعال الاضطرابات الداخلية التي شكّ نتنياهو أنه قد يأمل في تحفيزها. لم تظهر احتجاجات كبيرة، واستمر النسيج اليومي للحياة في طهران إلى حد بعيد رغم القصف.

أضف تعليق