إيران: لا أفق للمفاوضات مع تصاعد ضغوط الغرب على برنامجها النووي أخبار الصراع بين إسرائيل وإيران

وزير الخارجية: إيران لم تُخصّب اليورانيوم في أي من مواقعها منذ قصفها من قبل إسرائيل والولايات المتحدة

طهران — تؤكد السلطات الإيرانية أن الولايات المتحدة وحلفاءها ماضون في اعتماد نهج تصعيدي حازم إزاء البرنامج النووي الإيراني، ما يجعل عملية استئناف المفاوضات بعيدة المنال في الوقت الراهن.

قال عباس عراقجي، نائب وزير الخارجية، في مؤتمر صحفي بطهران يوم الأحد إن إدارة الرئيس الأمريكي سمت دونالد ترامب لم تهيئ أرضية للحوار بعد، إذ قدمت مطالب “قصوى” متكررة حرمت أي إمكانية للتفاوض المتكافئ والعادل، وذلك على هامش منتدى حوار طهران الذي حضره دبلوماسيون ومبعوثون إقليميون.

أفاد مسؤولون إيرانيون بأنهم يتلقون رسائل من دول جوار تسعى للتوسط والحفاظ على سكينة المنطقة. كما أُرسلت رسالة من عراقجي إلى رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني تتناول قضايا إقليمية من بينها وقف إطلاق النار في غزة، وفقاً لوسائل الإعلام الإيرانية.

وحسب عراقجي، تظل قنوات الاتصال مفتوحة مع الوكاله الدولية للطاقة الذرية؛ فقد التقى مندوب طهران لدى فيينا ممثلي الوكالة يوم الجمعة برفقة نظرائه من الصين وروسيا. وأضاف: «لا يوجد تخصيب الآن لأن منشآتنا النووية تعرّضت لهجمات». وتابع أن رسالة إيران واضحة: حق الجمهورية الإسلامية في الاستخدام السلمي للطاقة النووية، بما في ذلك التخصيب، أمر لا يقبل الجدال وسنواصل ممارسته.

تسريب تقرير سري للوكالة إلى وسائل إعلام غربية أشار الأسبوع الماضي إلى أن الوكالة لم تتمكن من التحقق من مخزون إيران من اليورانيوم المخصب بنسبة 60 بالمئة منذ أن تضررت منشآتها بشدة عقب الضربات الأمريكية والإسرائيلية في يونيو. وطالبت الوكالة بإجراء تفتيشات “متأخرة منذ زمن” لسبعة مواقع استُهدفت خلال الحرب، بينها فوردو ونطنز وأصفهان.

يقرأ  قوات فرنسية تصعد على متن ناقلة نفط مرتبطة بـ«الأسطول الظلي» الروسي

سمحت إيران للوكالة بالدخول إلى محطة بوشهر للطاقة النووية ومفاعل بحوث طهران، لكنها قالت إن شروط الأمن والسلامة لم تُستكمل لإجراء تفتيشات في مرافق أخرى بينما يبقى اليورانيوم عالي التخصيب مُخزوناً ومُخفيًا.

قرار آخر؟

لوّحت طهران في عطلة نهاية الأسبوع بأن ثلاث دول أوروبية — فرنسا والمملكة المتحدة وألمانيا —، اللواتي كنّ طرفًا في الاتفاق النووي المنقضي لعام 2015، قد تستعد لتقديم قرار آخر يركز على إيران أمام مجلس مديرين الوكالة. وردّت إيران على قرارات سابقة بالتصعيد في التخصيب، فيما شنت إسرائيل هجماتها في يونيو بعد أن أقرّت الوكالة قراراً أوروبيّاً اعتبر طهران غير ملتزمة بضماناتها النووية.

قال كاظم غریب‌آبادی، نائب الشؤون الدولية والقانونية في وزارة الخارجية، للصحافيين في طهران إن طهران “تحتفظ بحق إعادة النظر في سياساتها” إذا مرّ قرار جديد، واصفاً مسعى الدول الأوروبية الثلاث بأنه خطوة مدعومة من الولايات المتحدة لاسترجاع عقوبات الأمم المتحدة رغم معارضة قوية من الصين وروسيا الشهر الماضي، ما “أبعدهم عن ساحة الحوار والدبلوماسية” مع إيران.

وانتقد محمد إسلامي، رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، الغرب والوكالة، معتبراً أن الوكالة تُستخدم لأغراض سياسية وتطبّق معايير مزدوجة وقوانين الغاب التي يجب أن تتوقف. قال إسلامي إن الهجمات على منشآت إيران «كانت غير مسبوقة» لأنها المرة الأولى التي تُستهدف فيها منشآت نووية تحت إشراف الوكالة، وهو ما مثّل انتهاكاً للقانون الدولي، لكنه أشار إلى أن الوكالة لم تُدِن تلك الهجمات.

وعلى الجبهة العسكرية، واصل قادة إيران إظهار موقف التحدي؛ فقد قال وزير الدفاع أمير حاتمي خلال اجتماع مع نواب البرلمان يوم الأحد إن القوات المسلحة “لم تُغفل لحظة في تعزيز قدراتها الدفاعية” بعد الحرب التي دامت اثني عشر يوماً مع إسرائيل.

يقرأ  عشرة معارض لا تُفوّت في شيكاغو — خريف ٢٠٢٥

لا تزال التوترات مرتفعة في المنطقة بعد أن أعلنت قوات الحرس الثوري الإيراني يوم السبت أنها صادرت ناقلة مسجلة في قبرص كانت قد عبرت مضيق هرمز، مستشهدة بأمر قضائي.

أضف تعليق