أدان وزير الدفاع الإيطالي الهجوم بطائرات مُسيَّرة الذي وقع خلال الليل واستهدف أسطولًا يحاول اختراق الحصار البحري المفروض على غزة لتوصيل مساعدات، وقال إن منفذي العملية لم تُحدَّد هويتهم.
وأضاف غويدو كروزيتو أنه أصدر أوامر إلى فرقاطة تابعة للبحرية الإيطالية بالتوجه صوب نحو 52 قارِبًا تشكّل أسطول الصمود العالمي (GSF)، معظمها قبالة سواحل كريت، لتقديم المساعدة للمواطنين الإيطاليين على متنها.
أفاد الأسطول بأن عدّة قوارب سجّلت انفجارات ورصدت أشياء غير محددة تُسقط فوقها، إضافة إلى طائرات مُسيَّرة وتعطيل الاتصالات، واعتبر التصعيد «خطيرًا».
لم تُصدر الحكومه الإسرائيلية تعليقًا فوريًا، لكنها سبق أن أعلنت أنها لن تسمح للأسطول بالوصول إلى وجهته.
وقع الحادث الليلي على بعد نحو 50 كيلومترًا جنوب كريت. وأظهر شريط كاميرا مراقبة لم يُتحقَّق من صحته رجلاً يقفز على ظهر يخت عقب ما بدا انفجارًا قريبًا، كما بدا انفجار آخر في فيديو ثانٍ قال الأسطول إنه التُقط من على متن سفينة Spectre.
طلب ركاب القوارب المساعدة من خفر السواحل اليوناني. وأفاد مصدر في خفر السواحل لوكالة الأنباء اليونانية AMNA أن سفينة برتغالية تابعة لوكالة الحدود الأوروبية فرونتكس أُرسلت إلى المنطقة، لكنها لم تعثر على أدلة تُشير إلى أضرار مادية في القوارب.
ووصفت الناشطة السويدية غريتا ثونبرغ، التي تشارك ضمن أبرز النشطاء المؤيدين للفلسطينيين في الأسطول، الحادث بأنه «تكتيك تخويف».
في وقت سابق يوم الاثنين زعمت وزارة الخارجية الإسرائيلية أن الأسطول «منظَّم من قبل حماس» ودعت القوارب إلى تفريغ المساعدات في ميناء أشكلون لنقلها إلى غزة، محذرة من أنها «لن تسمح بدخول سفن إلى منطقة قتال نشطة ولن تتهاون في خرق حصار بحري مشروع».
وأكّد أسطول الصمود أن هدفه كسر الحصار غير القانوني على غزة بحراً وفتح ممر إنساني وإنهاء «الإبادة المستمرة للشعب الفلسطيني».
من جهتها، أفادت المجموعة قبل أسبوعين بأن قاربين تعرّضا لهجومين بواسطة طائرات مُسيَّرة أثناء رسوّهما قبالة تونس، وقالت السلطات التونسية إنها تحقق في تلك الادعاءات.
وفي يونيو كانت ثونبرغ من بين اثني عشر شخصًا على متن سفينة المساعدات «مادلين» المتجهة إلى غزة والتي اعترضتها قوات إسرائيلية على بعد نحو 185 كيلومترًا غرب غزة. كما تم اعتراض سفينة أخرى اسمها «هندلة» كانت تقل 21 شخصًا على بعد نحو 75 كيلومترًا من غزة في يوليو.
أبحرت قوارب الأسطول بعد أن أكد تصنيف المرحلة المتكاملة للأمن الغذائي، المدعوم من الأمم المتحدة، وجود مجاعة في مدينة غزة وحذّر من احتمال امتدادها إلى وسط وجنوب القطاع خلال أسابيع.
وذكرت وزارة الصحة التابعة لحماس أن ما لا يقل عن 440 فلسطينيًا توفوا لأسباب متعلقة بسوء التغذية منذ بداية الحرب، منهم 162 توفوا منذ إعلان المجاعة.
طالبت الأمم المتحدة إسرائيل بالسماح باستجابة إنسانية واسعة النطاق وغير معوقة قادرة على إنقاذ الأرواح، وبيّنت أنه بصفتها السلطة المحتلة تقع عليها بموجب القانون الدولي مسؤولية ضمان وصول الغذاء والإمدادات الطبية الكافية إلى جميع سكان غزة.
ومن جانبها تصر إسرائيل على أن تصرفاتها تتوافق مع القانون الدولي وتسهيل دخول المساعدات، وقد شكّكت في نتائج تصنيف الأمن الغذائي وأرقام وزارة الصحة، ونفت بشدة، بما في ذلك أمام لجنة تحقيق أممية مؤخرًا، ارتكاب قواتها جريمة إبادة جماعية ضد الفلسطينيين في غزة.
شُنّت الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة ردًا على هجوم قادته حماس على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، الذي أسفر عن مقتل نحو 1,200 شخص وأُسر 251 آخرون. ومنذ ذلك الحين، أعلنت وزارة الصحة في القطاع مقتل ما لا يقل عن 65,419 شخصًا في الهجمات الإسرائيلية.