إيطاليا تُسلّم إلى ألمانيا مشتبهًا بضلوعه في تفجير خط أنابيب

أصدرت أعلى محكمة استئناف في إيطاليا قراراً يقضي بتسليم رجل أوكراني مشتبه بتورطه في تفجير أنابيب الغاز «نورد ستريم» بين روسيا وألمانيا، إلى السلطات الألمانية. تمتد أنابيب نورد ستريم تحت بحر البلطيق، وتعرّضت لتفجيرات عام 2022.

المدعى عليه، الضابط الأوكراني السابق سيرهي كوزنتسوفف، سيواجه في برلين تهمة «التخريب المناهض للدستور»، ومن المتوقع أن تُنَقل إليه إيطالياً بمرافقة عناصر من الشرطة الألمانية خلال الأيام المقبلة.

يرى المدعون أن كوزنتسوف قاد مجموعة نسّقت وزرعت عبوات ناسفة على خطوط الأنابيب في أعماق بحر البلطيق عام 2022، لكن السلطات لم تكشف عن أدلة ملموسة علناً حتى الآن. للقضية تداعيات سياسية ودبلوماسية خطيرة على العلاقات بين أوكرانيا وألمانيا، وهي الأخيرة أكبر مصدر مساعدات عسكرية لكييف في أوروبا.

قال محاميه نيكولا كانيستريني إن موكله «يشعر وكأنه كبش فداء» وإنه «حزين للغاية» لعدم صدور أي دفاع رسمي من حكومته أو حتى لتأكيد وضعه العسكري وقت الانفجارات. وأضاف: «إذا كان قد نفّذ الهجوم، ففعل ذلك لأنّه تلقى أوامر، ولأنه كان حتماً ضابطاً برتبة نقيب في الجيش الأوكراني».

اطلعت هيئة إعلامية على بطاقة هوية عسكرية تخص كوزنتسوف ضمن ملفات المحكمة، فيما لم يَدُلّ الرجل بأي تصريح علني يؤكد أو ينفي مشاركته في الحوادث. وأكد محاميه أن «الحكومة الأوكرانية تعرف بدقة أين كان موكلنا في كل يوم من أيام سبتمبر 2022. فإذا كان بريئاً فلماذا لا يقولون ذلك؟ وإذا كان مذنباً فلماذا لا يقولون ذلك؟ هذا هو سؤالنا».

حاولت جهات تحقيقية التواصل مع مصادر حكومية وأمنية في كييف لكن لم يصدر عنها رد.

أُلقي القبض على كوزنتسوف نهاية أغسطس في شمال إيطاليا أثناء إقامته مع زوجته واثنين من أطفالهما في موقع إقامة فاخرة من نوع «غلامبينغ» قرب مدينة ريميني. جرى إدخال بيانات جواز سفره إلكترونياً عند تسجيل الوصول، وتُنقل هذه البيانات تلقائياً إلى كارابينييري الشرطة المحلية في إيطاليا، فطرق عناصر الأمن باب العائلة في وقت لاحق من تلك الليلة.

يقرأ  بعد غياب دام أربع سنوات، جيف كونس يعود إلى غاغوسيان

بعد شهر، اعتُقل مذكور أوكراني ثانٍ بناءً على مذكرة توقيف ألمانية، وكان ذلك في مسكنه قرب وارسو، حيث يعيش فولوديمير زورافليوف، وهو غواص هاوٍ في أعماق البحار استقر مع أسرته في بولندا قبل الغزو الروسي الشامل لأوكرانيا عام 2022. احتُجز 17 يوماً، قبل أن يرفض قاضٍ تسليمه؛ وألقى هذا القاضي خطاباً حماسياً اعتبر فيه أن لا مجرماً أوكرانياً يمكن محاكمته عن فعل اعتبره عمل دفاع شرعي عن النفس ضد «العدوان الروسي الدموي والإبادي».

تختلف الأجواء السياسية في إيطاليا، البعيدة نسبياً عن أوكرانيا، اختلافاً ملحوظاً عن بولندا في هذه القضية. وصف كانيستريني قرار محكمة الاستئناف الإيطالية بأنه «خيبة أمل كبيرة»، وأكد أن المعركة القانونية ستنتقل الآن إلى ألمانيا سعياً لبراءة موكله استناداً إلى ذات الحجج.

يرى كثير من الأوكرانيين من قاموا بتفجير نورد ستريم أبطالاً لأنهم ضربوا مصدر دخل مهم لروسيا، ويجدون صعوبة في فهم سبب متابعة ألمانيا هذه الملاحقة القضائية رغم كونها حليفاً أساسياً لكييف.

على أبواب مبنى المحكمة الفاخر في روما وقف يوم الأربعاء شخص ملفوفٌ بعلم أوكرانيا وحاملٌ لافتة كتب عليها: «سيرهي كوزنتسوف مدافع، لا مجرم».

أضف تعليق