إيقاف البث العام إثر خفض تمويل اتحادي بقيمة 1.1 مليار دولار

نظرة عامة:

أعلنت مؤسسة البث العام (CPB) أنها ستتوقف عن العمل وتقوم بتسريح أغلب موظفيها بحلول 30 سبتمر، بعد أن أقدم الكونغرس على شطب تمويل اتحادي مقدارُه 1.1 مليار دولار تحت ضغوطٍ من الرئيس السابق. وفي بيانٍ صحفي يوم الجمعة، قالت المؤسسة إنها ستبدأ «تصفيةً منهجيةً للعمليات» مع تقليصٍ كبير للوظائف، مع الإبقاء فقط على فريق انتقالي صغير يعمل حتى يناير 2026 لضمان إغلاقٍ مسؤول ومنظّم للأنشطة.

تأسست المؤسسة عام 1967 بقرارٍ من الكونغرس كمؤسسة خاصة غير ربحية، وتعمل وصيّةً على استثمار الحكومة الفيدرالية في البث العام. تدعم CPB تشغيل أكثر من 1500 محطة تلفزيون وإذاعة محلية مستقلة، كما تُعد أكبر مصدر وحيد للتمويل في مجالات البحث والتكنولوجيا وتطوير البرامج للبث الإذاعي والتلفزيوني والخدمات الإلكترونية المرتبطة به.

قالت باتريشيا هاريسون، رئيسة ومديرة المؤسسة التنفيذية، في البيان إنّ «جهود الملايين من الأميركيين الذين اتصلوا وكتبوا ووقّعوا عرائض للحفاظ على التمويل الفيدرالي كانت استثنائية، ومع ذلك نواجه الآن واقعاً صعباً يتمثل في إغلاق عملياتنا». وأضافت أن المؤسسة ستُنفّذ التزاماتها الائتمانية وتساند شركاءها خلال الانتقال بشفافية وعناية.

على مدار قرابة ستين عاماً، حققت CPB مهمتها التي كلفها بها الكونغرس لبناء نظام إعلام عام موثوق يعلّم ويُعلِم ويخدم المجتمعات في أرجاء البلاد. ومن خلال شراكاتها مع المحطات والمنتجين المحليين، دعمت المؤسسة محتوىً تعليمياً، وصحافةً محليةً ذات صلة، واتصالات الطوارئ، وبرامج ثقافية، وخدمات أساسية لأميركيين في كل مجتمع.

جاء قرار إغلاق المؤسسة بعد أن أقرّ الجمهوريون حزمةً ألغَت نحو سنتين من التمويل — أي 1.1 مليار دولار — كجزء من مطلب الرئيس ترامب باسترجاع 9 مليارات دولار من الميزانية الفيدرالية ضمن مشروعه المعروف بـ «القانون الكبير الجميل». وهدد ترامب بسحب دعمه أو تأييده عن أي جمهوري يصوّت ضدّ مشروعه، ووجّه دعوات علنية لقطع التمويل عن CPB ووسائل عامة مثل PBS وNPR.

يقرأ  هجومٌ بطائراتٍ مُسَيَّرةٍ مُحمَّلةٍ بالمتفجِّراتِ يودي بحياةِ ثلاثةِ جنودٍ كولومبيين

كانت PBS وNPR، كأبرز مؤسسات الإعلام العام، هدفَ انتقاداتٍ جمهوريةٍ منذ إعادة انتخاب ترامب، واستعدّتَا لاحتمال خفضات التمويل. وفي مارس مثلاً، مثُلَت مديرة PBS باولا كيرغر ورئيسة ومديرة NPR كاثرين ماهر أمام لجنة فرعية في مجلس النواب للدفاع عن مؤسساتهما من تهم التحيز.

على منصاته الاجتماعية في 10 يوليو، دعا ترامب صراحةً الجمهوريين للالتزام بمشروعه وكتب أنه من المهم حجب التمويل عن «مؤسسة البث العام (PBS وNPR)»، مكررًا تهديده بعدم تقديم الدعم لمن يخالف ذلك.

وصفت هاريسون الإعلام العام بأنه «واحد من أكثر المؤسسات موثوقية في الحياة الأميركية، حيث يوفر فرصاً تعليمية وإشعارات طوارئ وحواراً مدنياً وصلات ثقافية إلى كل ركنٍ من البلاد»، مؤكدةً امتنانها لشركاء النظام الإعلامي على صمودهم وقيادتهم وتفانيهم في خدمة الجمهور الأميركي.

وحذرت كاثرين ماهر، رئيسة ومديرة NPR، من أن آثار القرار ستمتد «عبر كل مؤسسة من مؤسسات الإعلام العام، والأهمّ من ذلك، عبر كل مجتمع يعتمد على البث العام». وتعهدت ماهر بتخصيص نحو 8 ملايين دولار من ميزانية مؤسستها لمساعدة المحطات المحلية على دعم المحطات الإذاعية المحلية غير الربحية والصحافة المحلية، والعمل على الحفاظ على وعد الإعلام العام بالخدمة الشاملة ورفع معايير الاستقلالية الصحفية والبرمجة الثقافية.

يعمل مجلس إدارة CPB والإدارة التنفيذية عن كثب لمعالجة المتطلبات القانونية والمالية والتشغيلية لعملية الإغلاق، وستستمر المؤسسة في تزويد المحطات والمنتجين بتحديثاتٍ وإرشاداتٍ منتظمة أثناء تنقّلهم عبر التحديات العميقة المقبلة.

أضف تعليق