ابنتهما ساره بدت متأثرة بوضوح وهي تتحدث إلى الصحفيين في الدوحة قبيل لم الشمل.
ابن زوجين بريطانيين احتجزتهما طالبان في أفغانستان لنحو ثمانية أشهر عبّر عن شعوره بأنه «مغمور بالإحساس» بعد إتمام الإفراج عنهما.
بيتر رينولدز (80 عاماً) وزوجته باربي (76 عاماً)، اللذان أقاما في أفغانستان قرابة عقدين، من المقرر أن يسافرا إلى المملكة المتحدة يوم السبت بعد أن تم لم شملهما مع ابنتهما في قطر.
جوناثان رينولدز قال لبرنامج Today على راديو BBC 4 إنه «في غاية الفرح وممتن جداً» لكل من ساهم في تأمين إطلاق سراحهما.
السلطة التي اعتقلتهما في الأول من فبراير زعمت أنهما خالفا قوانين أفغانستان وأطلقت سراحهما بعد إجراءات قضائية، إلا أنها لم تكشف أبداً السبب الحقيقي للاحتجاز.
شهدت الدوحة مشاهد عاطفية يوم الجمعة حين التقت ابنتهما ساره بوالديها لدى نزولهما من الطائرة.
قالت باربي لوكالة فرانس برس في مطار كابول، بعد مفاوضات توسطت فيها قطر لإطلاق سراحهما: «نتطلع للعودة إلى أفغانستان إن أمكن. نحن مواطنان أفغان».
جوناثان كرر هذه الرغبة، مشيراً إلى أن «أمنيتهما أن يواصلا العيش هناك وإتمام العمل الذي كانا يقومان به».
أشاد رئيس الوزراء البريطاني، السير كير ستارمر، بالدور «الحيوي» الذي لعبته قطر في تأمين الإفراج عنهما.
تزوج بيتر وباربي رينولدز في كابول عام 1970، وقضيا الثمانية عشر عاماً الماضية في إدارة برنامج تدريبي خيري كان معتمداً من قبل مسؤولين محليين في ولاية باميان حين استعاد تنظيم طالبان السلطة عام 2021.
قال جوناثان للـBBC إن والديه «لا يملكان قلباً محباً لشعب أفغانستان فحسب، بل لديهما استراتيجية أيضاً، والعمل الذي أنجزاه كان مثمراً وله أثر إيجابي كبير».
وأضاف أنه قبل أسابيع تمكن من مشاركة نتائج تقارير «مشجعة فعلاً» حول برامجهما مع والديْه عبر الهاتف، وأن رد فعل باربي الأول كان أنها ترى أن «هنالك المزيد من العمل الذي ينبغي القيام به».
وتساءل جوناثان: «ولكن كيف تنجز ذلك في بلد لا تكون مرحباً فيه؟»
تجلّت محبتهما لأفغانستان في قرارهما البقاء في إقليم باميان بعد سيطرة النظام الاستبدادي في أغسطس 2021، بينما غادر كثير من الغربيين البلاد.
يأتي إطلاق سراحهما بعد أشهر من الحملات العامة التي قادتها العائلة، والتي وصفت ظروف احتجازهما المؤلمة.
وفي تموز/يوليو قال جوناثان إن والده كان يعاني من نوبات شديدة بينما كانت والدته «مخدرة» نتيجة فقر الدم وسوء التغذية.
أخبر مسؤول قطري الـBBC أن الزوجين نُقلا من سجن كابول المركزي إلى مرفق أكبر ذو ظروف أفضل خلال المرحلة النهائية من مفاوضات إطلاق سراحهما.
وقالت مصادر طالبان إنهما تلقيا عناية طبية مناسبة خلال الاحتجاز وإن حقوقهما الإنسانية احترمت.
كان الزوجان يخضعان لفحوص طبية في العاصمة القطرية الدوحة قبل المغادرة إلى لندن، ومن المقرر أن يصلا على متن رحلة تجارية صباح السبت بحسب وكالة فرانس برس.
المملكة المتحدة لا تعترف بحكومة طالبان وأغلقت سفارتها في كابول عندما استعاد التنظيم السلطة، وتقول وزارة الخارجية إن دعم المواطنين البريطانيين في أفغانستان «محدود بشدة» وتوصي بعدم السفر إلى ذلك البلد.