عرب البرغوثي: إسرائيل تسعى لإسكات صوت والدي بعد تقارير عن اعتداء الحراس عليه
أعرب عرب البرغوثي، نجل القيادي الفلسطيني البارز مروان البرغوثي، عن خشيته على حياة والده في السجون الإسرائيلية، مستندا إلى شهادات شهود أفادوا بتعرضه للضرب على يد حراس الشهر الماضي. وفي مقابلة مع قناة الجزيرة يوم الخميس، اتهم عرب السلطات الإسرائيلية بأنها تستهدف والده لأنه يمثل رمزًا موحِّدًا للشعب الفلسطيني.
وقال عرب من رام االله: «نخشى على حياة والدي». وأضاف أن العائلة تلقت هذا الأسبوع شهادات من معتقلين فلسطينيين أُفرج عنهم بموجب اتفاق تهدئة غزة تفيد بأن البرغوثي تعرَّض للضرب في منتصف سبتمبر أثناء نقله بين سجنين إسرائيليين. وأكد أن هذه الحادثة تمثل الاعتداء الرابع عليه منذ اندلاع حرب غزة في أكتوبر 2023.
وشرح عرب أن إسرائيل تعتبر والده «خطرًا» لقدرته على جمع الفلسطينيين حول رؤية وطنية موحدة، وأن هناك نية واضحة لإسكات صوته. وبرز اسم مروان البرغوثي كقيادي بارز داخل حركة فتح، التي تهيمن على السلطة الفلسطينية في أجزاء محدودة من الضفة الغربية المحتلة؛ وهو يقضي عقوبات شديدة منذ أوائل الألفية الثانية، تشمل خمس مؤبدات إضافة إلى أربعين عامًا بتهم تتعلق بالقتل ومحاولة القتل ينفيها باستمرار.
استطلاعات رأي أظهرت شعبية واسعة
أظهر استطلاع لمركز القدس للبحوث أو لمركز السياسات والاستطلاعات الفلسطينية في مايو أن البرغوثي يحظى بشعبية أكبر من قيادات فلسطينية أخرى مثل خالد مشعل ورئيس السلطة محمود عباس، مما يفسر لماذا يراه البعض تهديدًا لدى صانعي القرار الإسرائيليين.
طلب بالإفراج وعوائق أمام الزيارات
خلال اتفاق التهدئة الأخير بين إسرائيل وحماس طالب الفلسطينيون بإدراج البرغوثي ضمن من يُفرَج عنهم، لكن إسرائيل رفضت ذلك. كجزء من الاتفاق أطلقت إسرائيل سراح نحو 250 أسيرًا محكومين بأمد طويل، وأُرسل بعضهم إلى المنفى خارج البلاد، كما أُفرِج عن نحو 1700 معتقل ممن نُقِلوا من غزة إلى مرافق اعتقال إسرائيلية أثناء الحرب.
من بين المفرج عنهم قال محمد العردة لقناة الجزيرة إن قوات الاحتلال كانت تجري «مداهمات همجية» داخل السجون بصورة أسبوعية وتتعمد ضرب المعتقلين المعتقلين الفلسطينيين بشكل مبرح. وذكر العردة أن آخر التقارير التي وردتهم تفيد بأن البرغوثي «انكسرت له ثلاث ضلوع».
السلطات الإسرائيلية تنفي والابن يرفض مصداقيتها
من جهتها نفَت السلطات الإسرائيلية تعرض البرغوثي للضرب في سبتمبر، وقال جهاز السجون لإذاعات متعددة إنه «يعمل وفق القانون مع ضمان سلامة وصحة جميع النزلاء». غير أن عرب اعتبر أن تصريحات السلطات لا تتمتع بالمصداقية.
وأشار أيضًا إلى تسجيل مصور في أغسطس يظهر وزير الأمن القومي الإسرائيلي من اليمين المتطرف إيتامار بن غفير يهدد البرغوثي داخل السجن، ويستعرض أمامه ما وصفه بعربة كهربائية ويقول «هذا مصيرك»، وهو ما اعتبره تهديدًا واضحًا لحياة والقيادي. وقال عرب: «إذا لم يكن ذلك تهديدًا لحياته فماذا يكون؟».
وأضاف أن العائلة طالبت مرارًا بالسماح لمحامين دوليين ولللجنة الدولية للصليب الأحمر بزيارة المروان البرغوثي داخل السجن، لكن الطلبات قوبلت بالرفض. وختم بالقول إن إسرائيل «ترى فيه خطرًا لأنه يريد أن يضع حدًا لدورة العنف، ويرغب في رؤية فلسطينية موحدة مقبولة من الجميع وحتى من المجتمع الدولي. هم يعرفون ما يمثله والدي، ولا يريدون ذلك؛ لا يريدون شريكًا للسلام».