احتجاز رجل سيخي يعاني من ورمٍ دماغيّ على يد سلطات الهجرة الأمريكية

لفَّقَت السلطات الأميركية احتجاز بارامجيت سينغ، البالغ من العمر 48 عامًا وحامل بطاقة الإقامة الدائمة (الجرين كارد)، في مركز احتجاز منذ أكثر من شهرين، بالرغم من معاناته من ورم دماغي ومشكلات قلبية خطيرة.

سينغ، الذي يحمل جواز سفر هنديًا، يقيم في الولايات المتحدة منذ 1994 مع أسرته في ولاية إنديانا، حيث تمتلك العائلة سلسلة محطات وقود. زوجته وطفلاه مواطنان أميركيان.

إلا أن سينغ يواجه الآن خطر الترحيل. في 30 يوليو تم توقيفه لدى وصوله إلى مطار أوهير في شيكاغو قادمًا من الهند، وما يزال محتجزًا لدى سلطات الهجرة منذ ذلك الحين.

أوضحت إدارة الهجرة والجمارك الأميركية (ICE) أنها استندت في احتجازه إلى قضايا قديمة تعود لعقدين، بينما يؤكد محاموه وعائلته عدم وجود قضايا نشطة ضده. يتهمون السلطات باستغلال هذه القضايا القديمة كذريعة لتمديد احتجازه، وبالتقصير في توفير الرعاية الطبية اللازمة لحالته الصحية الحرجة.

قال محاميه، لويس أنجلِس، لـBBC: “بارامجيت سينغ لا يتلقَّى العلاج الطبي الذي يحتاجه؛ كل ما يحصل عليه مجرد فحوصات طبية”. وقد طلبت الـBBC رداً من ICE على هذه الادعاءات.

تذكر ابنة أخيه، كيران فيرك، أن سينغ كان يزور الهند بانتظام دون مشكلات على صعيد الهجرة، وأن العائلة انتظرت سبع ساعات في مطار شيكاغو لوصوله قبل أن تبلّغ باعتقاله. وأضافت أن السلطات أخبرتهم أن الاحتجاز مرتبط بقضية تعود إلى 1999، وأنه ظل محتجزًا في المطار خمسة أيام رغم استجداءات العائلة، قبل نقله إلى مركز احتجاز بمقاطعه كلاي.

تعود إحدى القضايا إلى اتهام باعتداء بسيط يتعلّق باستخدام هاتف عمومي دون دفع الرسوم، وسجَّلت المحكمة أنه قضى عشرة أيام في السجن ودفع غرامة قدرها 4,137.50 دولارًا؛ بحسب السجلات، أدت تلك الإدانة إلى منع حصوله على الجنسية الأميركية. وتقول العائلة إن في جلسة استماع زعمت السلطات أن على سينغ عقوبة متبقية مدتها سنة ونصف، وأن الحكم أُلغيت منه عشرة أيام فقط.

يقرأ  صور مزيفة بالذكاء الاصطناعي تُروَّج على أنها قوارب مساعدات متجهة إلى غزة

كما تزعم السلطات أنه مدان بجريمة تزوير في إلينوي عام 2008، بينما تنفي العائلة وجود أي تهم من هذا النوع ضده. واستعانت العائلة بمحقق خاص لم يعثر على سجلات جنائية لشخص باسم بارامجيت سينغ في الولاية، ما يثير احتمال وقوع خطأ في الهوية. وقد طالبت الـBBC رداً من ICE على نفي العائلة لوجود قضية تزوير في إلينوي.

أعلن محاميه أنه سيعترض قانونيًا على الاحتجاز واصفًا إياه بـ”غير الأخلاقي”، وقال: “نقوم أيضاً باتخاذ خطوات قانونية لمنعه من الترحيل من الولايات المتحدة”.

تزداد مخاوف العائلة على صحته، إذ أُجّلت عملية جراحية ثانية لاستئصال الورم الدماغي بسبب الاحتجاز، وفقًا لكيران فيرك. وتضيف أن التواصل مع سينغ في مركز الاحتجاز صعبٌ للغاية بسبب قلة الهواتف المتاحة وسوء حالته الصحية.

من المقرّر أن تُعقد جلسة قضيته في 14 أكتوبر. يندرج احتجازه في سياق تشدد أوسع في سياسة الهجرة خلال إدارة الرئيس دونالد ترامب، التي شدت الخناق خصوصًا على المهاجرين غير الشرعيين، رغم تصريحات ترامب بأنه يريد ترحيل “أسوأ المجرمين” بينما يقول منتقدون إن أفرادًا بلا سجلات جنائية الذين استوفوا إجراءات القانون طالتهم الإجراءات أيضاً.

في سبتمبر أُعيدت إلى الهند هارجيت كور، جدة تبلغ من العمر 73 عامًا أمضت أكثر من ثلاثة عقود في الولايات المتحدة، ما أثار استياءً في المجتمع السيخي.

تابعوا أخبار BBC News India عبر منصات التواصل الاجتماعي.

أضف تعليق