احتدام الخلاف حول تصاريح العمل للفلسطينيين في الضفة الغربية بعد هجوم إرهابي في القدس

أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، عن إلغاء تصاريح عمل لـ750 عاملاً فلسطينياً وهدم مساكن بعد هجوم استهدف القدس، ما أثار اعتراضات وصدامات داخل المؤسسة الأمنية.

اندلعت خلافات حادة داخل جهاز الدفاع يوم الثلاثاء، بعدما أعلن كاتس إلغاء تصاريح عمل محددة وهدم منازل فلسطينية بعينها رداً على الاعتداء الذي وقع يوم الاثنين. أوضح أن الإلغاء سيطال 750 عاملاً من قريتي قطنة والقبية، اللتين ينتمي إليهما المنفذان الاثنين للهجوم، كما أمر بهدم مساكن اعتُبرت «بُنيت بشكل غير قانوني» في تلك المناطق.

أثارت تصريحات الوزير ارتباكاً لأن كاتس أشار إلى أنه يحظى بدعم قائد «التنسيق والارتباط» المغادر، اللواء راسان إليان، لكنه لم يذكر بقية الأجهزة الدفاعية. جهاز الأمن العام (الشاباك) وقائدتا القيادة المركزية اللتان تولاها خلال الحرب، اللواء يهودا فوكس واللواء آفي بلوت، ضغطا بقوة من أجل إعادة أكثر من 200 ألف تصريح عمل للفلسطينيين في الضفة الغربية كانت صالحة قبل اندلاع الحرب، بعدما خفّضت الحكومة عددها إلى نحو 10 آلاف فقط.

وبرغم تأكيد النخبة السياسية أن تقليص تصاريح العمل كان ضرورياً لمنع تسلل عناصر إرهابية بعد هفوة 7 أكتوبر، لم تظهر حتى الآن أدلة تُثبت وجود نسبة معتبرة من الإرهابيين بين حاملي تلك التصاريح. بالعكس، يعتقد الشاباك والقيادة المركزية أن قرار الحكومة بإلغاء التصاريح دفع شريحة واسعة من الأشخاص العاديين نحو التطرف بفعل فقدان فرص العمل وغياب بدائل مشروعة للانشغال.

لا دلائل حتى الآن على أن موقف الشاباك أو قيادة المنطقة الوسطى تغير بعد هجوم الاثنين؛ فالمصادر تفيد بأنهما لا يزالان يفضّلان توسيع عدد تصاريح العمل للفلسطينيين في الضفة بدلاً من تقليصها، مقارنة بموقفهما تجاه قطاع غزة.

في المقابل، تؤكد المصادر أن إليان يؤيد تغيّر سياسة كاتس. فمع أنه يدعم عموماً زيادة تصاريح العمل للفلسطينيين في الضفة، فإنه يرى أن عقوبات تصريحية مستهدفة ومحدودة ضد قرى أنتجت عناصر إرهابية قد تكون فعّالة في ردع اعتداءات مستقبلية.

يقرأ  مقتل خمسة صحفيين محليين في غزة بغارة إسرائيلية وسائل الإعلام تعتمد على تغطيتهم الميدانية

عند مواجهة إليان بحجة أن سياسة العقاب الجماعي قد تضر قرى كانت هادئة في الأساس ويقيناً بها «نزر يسير» من الخارجين عن القانون، قال إن تجارب سابقة للعقوبات المستهدفة أظهرت العكس: فالقُرى السوية فهمت أنها تُعاقَب بسبب حوادث منعزلة، فتولَّدت لديها ضغوط محلية على العناصر المتطرفة لمنعهم من ارتكاب أعمال عنف بغية استعادة تصاريح العمل.

لم تُستبعد المصادر إمكانية إعادة تصاريح العمل إذا حافظت القرى على الهدوء، لكن لم يحدد جدول زمني لذلك. كما تشير المعلومات إلى أن إعلان هدم المساكن لم يُنسق مع الجهات القانونية في الجيش، مما أثار تساؤلات حول الصلاحية القانونية لتنفيذ هدم مساكن في مناطق (أ) أو (ب) التي تخضع للسلطة الفلسطينية، إذ إن السلطة هي التي تقرّر ما يُعدّ بناءً قانونياً أو غير قانوني في تلك المناطق. تستطيع إسرائيل هدم مساكن مبنية في المنطقة (ج) دون موافقات إضافية، أو هدم مساكن مرتبطة بإرهابيين محدّدين بشرط الحصول على موافقات قضائية وإجراءات قانونية إسرائيلية، لكن هذا الاستنفال لا ينطبق على قاعدة عامة ضد فلسطينيين لم يرتكبوا أعمال عنف.

حتى الآن لم يحدد كاتس أين أو كم بيتاً قد يُهدم، وتستمر الخلافات السياسية والأمنية حول جدوى هذه الإجراءات وشرعيتها، ومع من تتحالف أصوات القرار داخل المؤسسة الدفاعية والحكومة.

أضف تعليق