لندن، المملكة المتحدة — يحذر محامون وأقارب محتجزين مضربين عن الطعام مرتبطين بحركة Palestine Action من احتمال وفاة النشطاء داخل السجون، متهمين مسؤولي السجون البريطانيين بقصور في الرعاية والتواصل، ووزير العدل بتجاهل مطالبهم بعقد اجتماع عاجل.
من بين 29 موقوفاً على ذمة قضايا تتصل بحركة Palestine Action، المحتجزين بتهمة التورط المزعوم في اقتحامات استهدفت فرع شركة إلبت الإسرائيلية للدفاع في بريستول وقاعدة تابعة للقوات الجوية الملكية في مقاطعة أوكسفوردشاير، ثمانية يخوضون إضراباً عن الطعام في خمس سجون مختلفة، بمن فيهم اثنان امتنعا عن الغذا منذ 44 يوماً. ونُقل خمسة منهم إلى المستشفى.
«في أي لحظة الآن قد تتلقون مكالمة تحمل أسوأ الأخبار»، قالت شاهمينا علم، التي انضم شقيقها كامران أحمد البالغ من العمر 28 عاماً إلى الاحتجاج منذ 36 يوماً، لقناة الجزيرة.
عاد أحمد يوم الخميس إلى سجن بندونفيل بلندن بعد أن نُقل إلى المستشفى للمرة الثانية. وأضافت: «عندما يكون في السجن يكون الوضع أسهل قليلاً لأننا نتلقى مكالمات يومية، لكن عندما يدخل المستشفى ينقطع الاتصال لأن إدارة السجن تمنعنا من التواصل كليةً».
إلا أن ارتياح علم لم يدم طويلاً. فأخبره الطبيب المعالج بأنه «سيبدأ الآن بالتدهور» وتتوقع المصلحة أن يُنقل للمستشفى للمرة الثالثة، بحسب قولها.
دخل أحمد السجن وهو وزنه ملائم لطوله (74 كيلوجراماً وطول 180 سم)، لكنه فقد أكثر من 10 كيلوجرامات وسُجلت لديه مستويات خطيرة من الكيتونات.
قالت علم: «بدت عليه الإرهاق. لديه تقرحات في فمه، وعندما يتكلم يبدوا الأمر مؤلماً بالنسبة له — يبدو فمه ممتلئاً». وأضافت: «وصلنا إلى منطقة خطر حقيقي».
أحمد، الذي كان يعمل ميكانيكياً للسيارات، اعتقلته أجهزة مكافحة الإرهاب في مداهمة فجرية في نوفمبر 2024، قبل ثمانية أشهر من تصنيف حركة Palestine Action كـ«منظمة إرهابية». ويتهم بسرقة مشددة، وتخريب جنائي، والشغب العنيف بسبب تورطه المزعوم في اقتحام موقع إلبت قبل أشهر. وبحلول موعد محاكمته المقرر في يونيو 2026، يكون قد أمضى أكثر من عشرين شهراً في الحجز الاحتياطي.
اتهمت الحركة الحكومة البريطانية بالتواطؤ في جرائم الحرب الإسرائيلية في غزة، وقالت إنها «ملتزمة بإنهاء المشاركة الدولية في نظام إبادة عنصري وأبارتهايد إسرائيل».
في 9 ديسمبر، كتب محامو المحتجزين رسالة إلى ديفيد لامي، وزير العدل، طالبوا فيها بعقد اجتماع عاجل. وذكر مكتب المحاماة Imran Khan & Partners في الرسالة التي اطلعت عليها الجزيرة: «هناك احتمال حقيقي ومتزايد أن يموت مواطنون بريطانيون شباب داخل السجون، ولم تُدَن عليهم أية جريمة بعد»، مضيفين أن وزير العدل «في موقع فريد يمكنه معالجة مخاوفهم… قبل فوات الأوان لتجنب وفاة واحد أو أكثر من موكلينا».
عن حالة أحمد كتب المكتب: «يشعر بدوار شديد، خاصة عند الوقوف. عانى من ضيق في الصدر وتنفس سطحي».
اتهمت عائلة أحمد خدمة السجون بعدم إطلاعهم على تطورات حالته الصحية، وهي تخشى ألا تتم مراقبته عن كثب بما فيه الكفاية.
حتى موعد النشر، لم يرد مكتب وزارة العدل على طلب الجزيرة للتعليق.
يُقال إن هذا الإضراب هو الأكبر من نوعه منسقاً في سجون المملكة المتحدة منذ عام 1981، حين قاد السجناء الجمهوريون الإيرلنديون بقيادة بوبي سانديز إضراباً عن الطعام.
تتضمن مطالب المضربين المؤيدين للقضية الفلسطينية إطلاق سراح بكفالة فورية، وضمان حق محاكمة عادلة، وإلغاء تصنيف حركة Palestine Action كمنظمة محظورة. كما يطالبون بإغلاق جميع مواقع شركة إلبت في المملكة المتحدة.
نقطة أزمة للناشطين
كانت قيسر زهرة (20 عاماً) وأمو جيب أول من شرع في الإضراب قبل 44 يوماً؛ تتهم الأولى بالتورط في اقتحام موقع إلبت، والثانية بالتحرك في القاعدة الجوية. فقدت زهرة نحو 13% من وزنها وفقدت وعيها ونُقلت إلى المستشفى، وفق تقارير، بينما أفاد أصدقاء وأطباء استشاريون لصحيفة Middle East Eye أن إدارة السجن رفضت تزويدهم بمعلومات عن حالتها. أما جيب ففقدت أكثر من 10 كيلوجرامات وتضطر إلى الاستلقاء معظم اليوم بسبب الإرهاق؛ وعرضت عليها إدارة السجن كرسي متحرك «بسبب عجزها عن المشي»، بحسب محاميها.
قالت منظمة العفو الدولية فرع المملكة المتحدة: «تقارير تفيد أن نشطاء Palestine Action المضربين عن الطعام نُقلوا إلى المستشفى بسبب تدهور خطير في صحتهم تقشعر لها الأبدان. هذه نقطة أزمة لهؤلاء الناشطين — على النيابة إسقاط اتهامات «الربط بالإرهاب» في هذه القضايا وإنهاء أية احتجازات احتياطية مطولة بشكل مفرط».
لم يرد لامي بعد على طلبات المحامين لعقد اجتماع.
في البرلمان الأسبوع الماضي، قال رئيس المجلس ليندسي هويل للنائب العمالي جون ماكدونيل، الذي كتب إلى لامي بشأن المضربين، إن «فشل الوزراء في الرد على المراسلات أمر غير مقبول إطلاقاً».
وتصاعد الضغط على لامي عندما واجهته علم قبل أيام أثناء حضوره فعالية عيد الميلاد في لندن؛ تُظهر لقطات الفيديو المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي أنها سلمته رسالة وشرحت له مخاوف عائلتها، ورد عليها قائلاً: «لا أعلم شيئاً عن هذا»، ثم سأل لاحقاً: «في المملكة المتحدة؟» ووصفت علم تبادل الحوار بـ«المقلق للغاية».
قالت: «جعلني ذلك أشعر بمزيد من المرض، لأن الأشخاص القادرين على إنهاء هذا الإضراب لا يتواصلون أو يتعاملون مع القضية».