ارتياح وتوجس من وقف إطلاق النار في غزة خلال تظاهرة مؤيدة لفلسطين في لندن — أخبار غزة

شارك عشرات الآلاف من المتظاهرين المؤيدين لفلسطين في مسيرة حاشدة بلندن، معبرين عن مزيج من الشك والأمل الحذر بعد دخول وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس يومه الثاني.

قال بن جمال، مدير حملة التضامن مع فلسطين، لوكالة فرانس برس: «نحن نشاطر الشعب الفلسطيني شعور الارتياح»، لكنه أضاف أن الكثيرين «يأتون أيضاً وهم مغمورون بالقلق لأن لديهم خبرة سابقة بأن إسرائيل انتهكت كل اتفاقيات وقف إطلاق النار التي وقعتها».

رغم المخاوف من خطة الرئيس دونالد ترامب لإنهاء الحرب على غزة، التي تقترح سلطة انتقالية قد يقودها الزعيم الأميركي، قال بن جمال إن هناك «إحساساً هائلاً بالراحة». لكن الشك يظل سائداً حول مدى دوام الهدنة.

على ضفاف نهر التايمز في وسط لندن، غطّت الأعلام والأوشحة الحمراء والخضراء — ألوان العلم الفلسطيني — مساحة واسعة من الجسر والرصيف، وانطلق المسير سلميًا إلى حد كبير. ارتدى المتظاهرون كوفية سوداء وبيضاء، ورفعوا لافتات مكتوب عليها «أوقفوا تجويع غزة» و«أوقفوا الإبادة الجماعية»، ورددوا هتافات «حرروا فلسطين» و«من النهر إلى البحر، ستكون فلسطين حرة».

قامت الشرطة بإخراج عدد من المتظاهرين المؤيدين لإسرائيل من الحشد. وأكد مراسل الجزيرة روري تشالاندس أن الاحتجاجات لم تتوقف في بريطانيا، وأن هذا التجمع، وهو واحد من 32 احتجاجاً سابقاً، كان «هائلاً» إذ حضر إليه متظاهرون من مدن عدة مثل بريستول وكامبريدج وشيفيلد.

وأشار تشالاندس إلى تشديد الحكومة البريطانية القيود على تظاهرات مؤيدي فلسطين والسعي لمنح الشرطة صلاحيات أوسع لتقييد هذه التجمعات. وفي نهاية الأسبوع الماضي، اعتقلت شرطة لندن نحو 442 شخصاً خلال تجمع مؤيد لمجموعة «فلسطين أكشن» المحظورة.

تزامناً مع ذلك، تكبدت الحرب الإسرائيلية على غزة خلال عامين أكثر من 67 ألف قتيل بحسب وزارة الصحة الفلسطينية، وتسببت بأزمة إنسانية حادة؛ فقد أُعلن عن ظروف المجاعة في أجزاء من القطاع الشهر الماضي، ووصفت لجنة أممية ما حصل بأنه اتهام بإبادة جماعية في حق إسرائيل.

يقرأ  منشورات تزعم زوراً أن سيارة وزير نيجيري سابق رُشِقَت بالحجارة خلال الحملة

أبدى كثيرون تشككهم في أن تستمر الهدنة لفترة «معتبرة» من الزمن، مشيرين إلى خشيتهم من موقف الرئيس ترامب واستمراريته. وقالت كاترينا سكيلز، طالبة علم الاجتماع وعلم النفس البالغة 23 عاماً، إن وقف إطلاق النار «ليس كافياً» وأنها ستستمر في حضور المسيرات لتذكير الناس بوجود غزة حتى في ظل الهدنة.

وعبر منظمون ونقابيون عن الحذر نفسه؛ قال ستيف هيدلي، العامل النقابي في الخمسينيات من عمره، إنه لا يزال غير مقتنع، وأضاف أن الخطوات الحالية قد تكون بداية نحو السلام لكن «سبق أن مررنا بمثلها». كما تساءل عن خطط ترامب لتحويل غزة إلى ما أسماه «الريفيرا» في إطار إعادة إعمارها.

ومن بين المشاركين مجموعة حملت شعار «أحفاد الناجين من الهولوكوست ضد إبادة غزة»؛ وصفت ميراندا فينش، البالغة 74 عاماً، الهدنة بأنها «قليلة جداً»: «الفلسطينيون لا يعودون إلى لا شيء؛ هم يعودون إلى أقل من لا شيء. أنقاض فوق جثث وفوق مياه الصرف».

قال فابيو كابوغريكو، الذي حضر المسيرة مع زوجته وطفليه للمرة الخامسة، إن الهدنة «قليلة ومتأخرة»، وأن المسؤولين المتواطئين في الحرب يجب محاسبتهم. وأضاف: «نأمل أن تكون هذه إحدى المرات الأخيرة التي نضطر فيها للخروج إلى هنا»، لكنه شدد على أنه من السابق لأوانه القول إن الأمور طبيعية.

كانت هناك مخططات لمظاهرات مماثلة في مدن أوروبية أخرى، بينها برلين، كما يتوقع انطلاق مسيرة في سيدني بأستراليا يوم الأحد، بعد أسابيع من شوارع مليئة بتظاهرات داعمة لفلسطين.

أضف تعليق