اشتباكات بين محتجين مناهضين للحكومة وقوات مكافحة الشغب في العاصمة ليما أدمت مقتل رجل يبلغ من العمر 32 عاماً وإصابة أكثر من مئة شخص، بينهم عدد كبير من عناصر الشرطة.
جاءت هذه الاحتجاجات بعد أقل من أسبوع على أداء خوسيه جيري اليمين كرئيس مؤقت، إثر عزل سلفته دينا بولوارتي من منصبها.
نظمت تظاهرات الأربعاء في أغلبها شبان بيروفيون يطالبون الطبقة السياسية بفعل المزيد لمواجهة مستويات الجريمة والفساد المتصاعدة.
صرح الرئيس جيري بأن الاحتجاجات تم اختراقها من قبل عناصر إجرامية تهدف إلى زرع الفوضى، وأمر بفتح تحقيق للكشف عن ملابسات وفاة أحد المتظاهرين.
كتب على منصة X أنه “اعرب عن أسفه” لوفاة إدواردو رويز ساينز، ولم يُدلِ بتفاصيل إضافية حول الأسباب التي أدت إلى الوفاة.
من جهتها، قالت النائبة اليسارية روث لوكي إن “معلومات أولية” تشير إلى أن فنان الهيب هوب قُتل نتيجة إصابة رصاصة في الصدر.
نشرت لوكي صورة لها على وسائل التواصل تُظهرها وهي تتحدث مع أحد العاملين بالمستشفى الذي نُقل إليه عدد كبير من المصابين جراء الاشتباكات.
نقلت وسائل إعلام محلية عن شهود عيان أنهم شاهدوا الموسيقي يُستهدف بطلق ناري على يد رجل اتهموه بأنه كان يرتدي زي مدني ويعمل كشرطي سري.
أعلن الرئيس أن تحقيقاً سيُجرى “لتحديد ما حدث وبمن تقع المسؤولية” بشكل موضوعي.
جيري، المنتمي إلى حزب “سوموس بيرو” المحافظ، أدّت اليمين يوم الجمعة الماضي بعد أن تمت إقالة دينا بولوارتي بدعوى “العجز الأخلاقي الدائم”.
أصبح جيري بذلك الرئيس السابع الذي يتولى قيادة بيرو خلال ثمانية أعوام فقط.
بصفته رئيساً للبرلمان، كان في المرتبة التالية لتولي المنصب الشاغر بعد إقالة بولوارتي، ليُكمل ما تبقى من ولايتها حتى الانتخابات الرئاسية المقررة في نيسان/أبريل من العام المقبل.
لكن غضب الشباب الذي يواجه ما يسمّونه “الطبقة السياسية” انتشر خلال أيام قليلة، وخرج الآلاف إلى الشوارع مطالبين بـ”طَي صفحة” ما سبق.
كما طالب المتظاهرون الحكومة ببذل جهود أكبر لردع الفساد والجريمة، لا سيما موجة الابتزاز التي تعرض لها سائقو الحافلات وسيارات الأجرة على يد عصابات مسلحة.
نظم ناشطون صغار تظاهرات في عدة مدن كبرى، وطلبوا من جيري التنحّي لصالح نائب مستقل قادر على كسب ثقة الشارع.
في تسجيل على تيك توك، اتهم أحدهم الذي يعرف نفسه باسم “لاندو” حزب جيري بأنه سبق وأن دعم بولوارتي، التي كانت نسبة شعبيتها متدنية قبل عزلها.
حزب “سوموس بيرو” الذي دعَم بولوارتي في السابق غيّر موقفه الأسبوع الماضي وانضم إلى الأصوات المطالبة بإقالتها.
يرى محللون أن الهجوم المسلح على فرقة موسيقية في الثامن من أكتوبر والصدى الشعبي الذي تبعه دفع نواباً كانوا يدعمون بولوارتي إلى استنتاج أن موقفها لم يعد قابلاً للاستمرار.
لا تزال الرئيسة السابقة موجودة في بيرو، وقالت في وقت سابق هذا الأسبوع إنها ستبقى في البلاد في انتظار نتائج تحقيقات متعددة تتعلق بتهم بسوء استغلال السلطة تنفيها بشدة.