اعترفت وزارة العدل: هيئة المحلفين الكبرى لم تفحص لائحة الاتهام النهائية بحق كومي أخبار دونالد ترامب

أقرت وزارة العدل الأميركية بأن هيئة المحلفين الكبرى التي راجعت ملف جيمس كومي، المدير السابق لمكتب التحقيقات الفدرالي (إف بي آي)، لم تطّلع على نسخة من لائحة الاتهام النهائية ضده.

جلسة الاستماع ومحاولات إلغاء الاتهام
جاء هذا الكشف يوم الأربعاء خلال جلسة استماع استمرت حوالى 90 دقيقة في محكمة اتحادية بألكسندريا بولاية فيرجينيا، حيث طالب فريق دفاع كومي برفض الدعوى لوجود مخالفات إجرائية جسيمة – وعلى رأسها تدخلات من الرئيس دونالد ترامب. رفع الدفاع دعوى تفيد بأن الإجراءات القضائية استُخدمت كأداة للانتقام السياسي.

قُدِّم الاتهام ضد كومي في فترة تزامنت مع توجيه اتهامات لنقديين بارزين لترامب بين أواخر سبتمبر ومنتصف أكتوبر، بينهم المدعية العامة في نيويورك ليتيتيا جيمس والمستشار السابق للأمن القومي جون بولتون.

انتقاد لإجراءات هيئة المحلفين الكبرى
نُظر الملف أمام القاضي الفدرالي مايكل ناحمانوف، وادّعى محامو كومي أن الرئيس استعمل الجهاز القانوني لتحقيق أهداف سياسية. قال محامي الدفاع مايكل دريبن: «هذه قضية استثنائية وتستحق علاجًا استثنائيًا»، ووصف لائحة الاتهام بأنها «استخدام فاضح للعدالة الجنائية لتحقيق غايات سياسية».

ممثل وزارة العدل، المدعي تايلر ليمونز، أصر على أن لائحة الاتهام تلبّي المعايير القانونية اللازمة للمحاكمة، لكنه أقر تحت الضغط بأن هيئة المحلفين الكبرى لم تطّلع على المسودة النهائية للاتهام. وعندما سأل القاضي ناحمانوف ليمونز إن لم تكن الهيئة قد رأت النسخة النهائية، أجاب المدعي: «هذا ما أفهمه».

هذه ليست العقبة الأولى في مساعي الأدارة لمقاضاة كومي بتهمتي obstruction والتزوير تحت القسم أمام الكونغرس: كومي نفى التهمتين وكرر فريق دفاعه جهوده الطلائعية لإسقاط القضية بسبب سلسلة من الشوائب الإجرائية.

مخاوف سابقة وتدقيق أوسع
كانت التساؤلات حول ما اطلعت عليه هيئة المحلفين أو لم تطله قد ظهرت منذ الأسبوع السابق. في 13 نوفمبر أثار قاضٍ فيدرالي آخر، كاميرون مكجوان كاري، تساؤلات بشأن فترة بدا فيها أنه «لم يكن هناك كاتب محكمة حاضر» أثناء إجراءات هيئة المحلفين. ثم قرر قاضٍ آخر، ويليام فيتزباتريك، اتخاذ خطوة غير اعتيادية بطلب الإفراج عن مواد هيئة المحلفين إلى هيئة دفاع كومي، مستشهداً بـ«نمط مقلق من الأخطاء التحقيقية الجسيمة».

يقرأ  ترامب يبدو مؤكداً: أذن لعمليات وكالة الاستخبارات المركزية في فنزويلا

الانتهاكات المذكورة شملت تصريحات مضللة من النيابة، واستخدام مذكرات تفتيش تتعلق بقضية منفصلة، واحتمال أن الهيئة لم تطّلع على نص الاتهام النهائي كاملاً. في جلسة الأربعاء ضغط القاضي ناحمانوف أيضًا على المدعية العامة بالإنابة ليندزي هاليغان بشأن هوية من شاهدوا النص النهائي للائحة الاتهام؛ واعترفت أخيرًا بأن شخص الرئيس (foreperson) ومُحلف آخر فقط تواجدا عند إرجاع الاتهام.

هاليغان أشرفت على توجيه ثلاث لوائح اتهام ضد منتقدي ترامب؛ كومي، ولِتيتيا جيمس، وجون بولتون. جميعهم نفوا ارتكاب أي مخالفات واعتبروا ملاحقتهم جزءًا من حملة انتقام سياسي.

بروز الخلاف بين ترامب وكومي
ركزت جلسة الأربعاء على إبراز هذا السياق السياسي، مع إشارة دفاع كومي إلى تصريحات ترامب التي ضغت من أجل توجيه الاتهامات. استحضر الدفاع العلاقة المتوترة بين كومي وترامب التي تعود إلى إقالة كومي من منصبه عام 2017، وبعدها أصبح كومي ناقدًا بارزًا للإدارة.

هاجم ترامب سابقًا كومي بوصفات مثل «متسخ» و«مزوَّر» و«شخص مختل»، وقال في مايو 2017 إن مدير مكتب التحقيقات الفدرالي أعطى هيلاري كلينتون «ممراً سهلاً» في قضايا عدة. من جهته قال كومي في مقابلة مع شبكة ABC عام 2018: «لا أعتقد أنه غير صالح طبيًا لأن يكون رئيسًا؛ أعتقد أنه غير صالح أخلاقيًا»، مضيفًا أن الرئيس ينبغي أن «يجسد الاحترام» ويلتزم بفضائل أساسية مثل الصدق: «هذا الرئيس غير قادر على ذلك».

وتتبع دفاع كومي سلسلة أحداث سبقت توجيه الاتهام؛ ففي سبتمبر نشر ترامب رسالة على مواقع التواصل موجهة إلى المدعية العامة بام بوندي وصف فيها كومي وجيمس بأنهما «مذنبان حتى النخاع» وحثها على ألا «تتأخر أكثر» في طلب توجيه اتهامات ضدهما. وصف دريبن ذلك بأنه بمثابة اعتراف فعلي بأن هذه ملاحقة سياسية. بعد وقت قصير من تلك التغريدة تُعيّنت هاليغان مدعية عامة بالإنابة للمنطقة الشرقية لفيرجينيا، لتحل محل مدعٍ، إريك سيبرت، الذي أبلغ بأنه امتنع عن توجيه اتهام لعدم كفاية الأدلة، وقد شتمه ترامب ووصمه بـ«RINO المستيقظ» (Republican in name only).

يقرأ  الدانمارك تستدعي كبير الدبلوماسيين الأمريكيين على خلفية مزاعم بعملية نفوذ

رغم ذلك قال ليمونز أمام القاضي ناحمانوف إن كومي «لم يُتهم بأمر من الرئيس الولايات المتحدة ولا بأمر من أي مسؤول حكومي آخر».

أضف تعليق