بعد مداهمات واسعة نفّذت يوم الاثنين، عاودت الرئيسة الموالية للغرب مايا سندو اتهام موسكو بالتدخل في شؤون مولدوفا الداخلية.
اعتُقل ما لا يقل عن 74 شخصًا بمزاعم التخطيط لتنظيم «أعمال شغب جماعية» في البلاد، فيما اتهمت سندو روسيا بأنها تحاول التأثير على انتخابات البرلمان المقررة نهاية الأسبوع المقبل. وأعلنت الشرطة أن المشتبه بهم أُوقِفوا بعد أكثر من 250 مداهمة شُنت في أنحاء البلاد. وقالت في بيان: “عمليات التفتيش تتعلق بقضية جنائية حول التحضير لأعمال شغب جماعية وزعزعة الاستقرار، التي تم تنسيقها من الاتحاد الروسي عبر عناصر إجرامية.”
أوضح فيكتور فروتونا، أبرز مدّعٍ عام مولدوفي، أن المعتقلين تتراوح أعمارهم بين 19 و45 عامًا ومعظمهم خضع لتدريبات في صربيا.
وصفت سندو، التي وصفت تصويت الأحد سابقًا بأنه «الأهم» في تاريخ البلاد، الكرملين بأنه ضخ «مئات الملايين من اليوروهات» في محاولة للتأثير على الانتحبات. وقالت بعد المداهمات: «الناس يتسمّمون يوميًا بالأكاذيب. مئات الأفراد يتقاضون أموالًا لاستفزاز الفوضى والعنف ونشر الخوف». وأضافت: «أناشد جميع المواطنين: لا يجوز أن نسلم بلدنا لمصالح أجنبية».
ونفت موسكو مرارًا التدخل في الشؤون الداخلية لمولدوفا. كما اتُهم الكرملين بالتدخل في سياسة جارة مولدوفا، رومانيا؛ ففي العام الماضي فاز السياسي اليميني المتطرف كالين جورجسكو بالجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية في رومانيا قبل أن تبطل محكمة دستورية النتائج متهمة روسيا بالتدخل، وهو ما نفته موسكو. وحُرم جورجسكو، الناقد الشديد لحلف الناتو، من الترشح في الإعادة التي نظمتها هيئة الانتخابات المركزية الرومانية هذا العام.
حزب العمل والتضامن الحاكم بزعامة سندو حاول تأطير انتخابات مولدوفا على أنها حاسمة ليس فقط للبلاد بل لأوروبا بأسرها، محذرًا من أن وصول حكومة موالية لروسيا سيحوّل مولدوفا إلى «منصة لشن هجمات هجينة على الاتحاد الاورووبا». وفي ظل اتهامات غربية متواصلة بالتدخل الروسي، زار قادة من ألمانيا وفرنسا وبولندا البلاد مؤخرًا. وتجدر الإشارة إلى أن مولدوفا تقدمت بطلب انضمام إلى الاتحاد الأوروبي عام 2022 عقب الغزو الشامل الذي شنته روسيا على أوكرانيا.
رغم تقدم الحكومة الحاكمة في معظم استطلاعات ما قبل الانتخابات، يعتقد المحلّلون السياسيون أن النتيجة قد تكون متقاربة. ويحاول تحالف «البلايك الوطني» الموالي لروسيا استغلال استياء الناخبين من الضائقة الاقتصادية والوعود الإصلاحية غير المنفذة. وعلّق إيغور دودون، الرئيس السابق والمشارك في قيادة هذا التحالف، عبر قناة تلغرام بأن بعض أعضاء التحالف كانوا من بين المستهدفين في مداهمات الاثنين، متهمًا الحكومة بأنها «تحاول ترهيبنا وتخويف الناس وإسكاتنا».
قبل شهر، عرض رجل الأعمال الهارب إيلان شُور—الذي جُرِّد من أصوله ويفرض عليه عقوبات من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بوصفه عميلًا مزعومًا لروسيا—مبلغ 3000 دولار على كل من ينضم إلى احتجاجات مناهضة للحكومة.
مع وجود أكثر من مليون مولدوفي يعيشون في الخارج، قد يلعب تصويت المغتربين دورًا حاسمًا في اقتراع الأحد؛ فقد أدلى ما يقارب 300 ألف مولدوفي من المغتربين بأصواتهم في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية العام الماضي، مما ساهم في إعادة انتخاب سندو في بلد يبلغ عدد سكانه نحو 2.4 مليون نسمة.