اعتُقل نحو 540 شخصاً خلال احتجاجات مناهضة للتقشّف في فرنسا فيما أدى رئيس الحكومة الجديد اليمين الدستورية

تجمّعات مناهضة لسياسات التقشّف اجتذبت نحو 200 ألف مشارك وأدّت، بحسب وزارة الداخليّة الفرنسية، إلى احتجاز نحو 540 شخصًا يوم الأربعاء، فيما تسلّم رئيس الحكومة الجديد مهامه وسط أزمة سياسية حادّة.

أدى سيباستيان ليكورنو اليمين الدستورية ودعا إلى تغيير في الممارسة السياسية، محذّرًا عند تسلّم السلطة في باريس من أنّ “لا بدّ أن تكون هناك انقطاعات، ليس في الشكل فحسب، ولا في الأسلوب فحسب، بل في المضمون أيضًا”.

ليكورنو خلف فرانسوا بايرو الذي استقال الثلاثاء بعد خسارته تصويتًا بالثقة في الجمعية الوطنية بسبب خطط الميزانية التقشّفية.

أثارت المقترحات والغضب الشعبي تجاه الرئيس الشديد عدم الشعبية، إيمانويل ماكرون، موجة احتجاجات يوم الأربعاء تحت شعار “أوقفوا كل شيء”، تخلّلها احتكاكات عنيفة في أجزاء متعدّدة من البلاد.

مصدر الحركة اللامركزية غير واضح، لكن جدول أعمالها المناهض للتقشّف نال تأييد أحزاب يسارية ونقابات وأنصار حركة السترات الصفراء التي هزّت فرنسا عام 2018.

أعلنت نقابة CGT أن ما يصل إلى ربع مليون شخص شاركوا في الاحتجاجات الأربعاء.

وذكرت وزارة الداخليّة في ساعة متأخرة من مساء الأربعاء أن 23 من أفراد قوى الأمن أصيبوا وأن أكثر من 540 شخصًا تمّ توقيفهم، من بينهم 211 في باريس.

تصاعدت حجم التظاهرات خلال النهار وشارك فيها عدد كبير من النشطاء المتطرّفين. وشهدت الشوارع العامة حرائقًا واضطرابات في النظام العام، في حين حاول متظاهرون اقتحام محطة قطارات غار دو نور في باريس.

نشب حريق في واجهة مبنى بالعاصمة، كما أُغلق مركز تسوّق كبير في وسط المدينة بسبب الأوضاع المشحونة.

أظهرت تسجيلات فيديو اشتباكات عنيفة بينما أقام المتظاهرون حاجزًا وعرقلوا ثانويات ومستودعات حافلات وشوارع في مدن مثل مرسيليا وليون وبوردو وتولوز.

يقرأ  تأجيل قرعة دوري أبطال أفريقيا بسبب مشاكل تقنية في البث

قال وزير الداخليّة برونو ريتيلو إن الحركة ليست مبادرة شعبية أصيلة وإنما جرى اختطافها من قبل متطرّفين من أقصى اليسار.

وأضافت الوزارة أن الأوضاع كانت متوترة بشكل خاص في باريس ومدينتي نانت ورين في شمال غرب البلاد، حيث وقعت اعتداءات على عناصر الأمن.

ليكورنو يعد بحلول “مبدعة”

كانت التظاهرات على مستوى البلاد إشارة واضحة على الاستياء العام من القيادة في فرنساا، التي تمرّ بمرحلة اضطراب منذ أن دعا ماكرون إلى انتخابات نيابية مبكرة الصيف الماضي وفشلت في مواجهة أزمةٍ مالية وشيكة.

قال رئيس الحكومة الجديد، الذي رشّحه الرئيس إيمانويل ماكرون يوم الثلاثاء، إنه يعتزم لقاء ممثلي الأحزاب والنقابات في الأيام المقبلة.

ليكورنو، الذي شغل سابقًا منصب وزير الدفاع ويُعتبر مقربًا من الرئيس، يواجه مهمة عسيرة في بناء أغلبية في الجمعية الوطنية المنقسمة بين معسكر ماكرون الوسطي، وحزب التجمع الوطني اليميني المتطرّف بقيادة مارين لوبان، والأحزاب اليسارية.

مع ذلك، طمأن ليكورنو الفرنسيين قائلاً: «سننجح»، مضيفًا أنه «لا طريق مستحيل».

كانت تصريحاته مقتضبة بفعل الاحتجاجات. وقال: «هذه اللاستقرار والأزمة السياسية والبرلمانية التي نعيشها تستدعي التواضع والرصانة».

ومع ذلك أكّد أنّ الفجوة بين تطلعات المواطنين والوضع السياسي يجب أن تُسدّ. وأضاف: «لكي نفعل ذلك سنحتاج أيضًا إلى أن نغيّر، وأن نكون أكثر إبداعًا، وأحيانًا أكثر تقنية، وأكثر جدّية في طريقة تعاملنا مع خصومنا».

أشخاص يحملون شعاعًا وأعلامًا أثناء احتجاجهم في محطة غار دو ليون للمطالبة باستقالة الرئيس إيمانويل ماكرون.

أشخاص يحملون شعاعًا أثناء احتجاجهم في محطة غار دو ليون يطالبون باستقالة الرئيس إيمانويل ماكرون.

أضف تعليق