الأصول الأرجنتينية ترتفع مع احتفال حزب ميلي بنصر انتخابي وتجمع جماهيري ضخم — أخبار الأسواق المالية

سجلت سندات الأرجنتين وأسهمها وعملتها ارتفاعات حادة بعد فوز حزب الرئيس خافيير ميلي بأغلبية ساحقة في انتخابات منتصف الولاية يوم الأحد — نتيجة تعتبر حاسمة للحفاظ على زخم الإصلاحات الاقتصادية وضمان مواصلة الدعم المالي من الولايات المتحدة.

في يوم الإثنين ارتفعت السندات الدولية بين 9 و13 سنتاً، وقفزت الأسهم المحلية بأكثر من 20%، بينما تقوّى البيزو بما يقرب من 6% مقابل الدولار، ما قلّص نصف مكاسبه الأولية.

النتائج الرسمية أظهرت أن الناخبين أبَوا على الإصلاحات القائمة على السوق الحر وتدابير التقشف الصارمة، مع تراجع حاد في معدل التضخم منذ توليه المنصب قبل قرابة عامين. الأداء الأقوى من المتوقع جاء بعد تعهد الولايات المتحدة بدعم بقيمة إجمالية تبلغ 40 مليار دولار، شملت خط مبادلة بقيمة 20 ملياراً ومرفق قرض محتمل بقيمة 20 ملياراً آخر — مع تلويح بأن الدعم مرتبط بالتزام ميلي بأجندته الإصلاحية.

«انتصاره جاء أكبر بكثير مما كان متوقعاً»، قال تييري لاروز، مدير المحفظة في Vontobel لإدارة الأصول. «كان في السابق في حالة صراع من أجل البقاء، والآن أصبح في موقع قوي للاستحواذ على تحالفات تكتيكية ودفع إصلاحات كانت سابقاً بعيدة المنال».

التعافي السوقي

حصل حزب “لا ليبرتاد أفانزا” على 41.5% من الأصوات في مقاطعة بوينس آيرس مقابل 40.8% للائتلاف البيرونيني المعارض وفق النتائج الرسمية — وهي مقاطعة كانت طويلاً معقلًا للبيرونيين، ما يشير إلى تحول سياسي جذري. وعلى الصعيد الوطني تجاوز الحزب نسبة 40% من الأصوات، وهو ما فاق التوقعات بشكل كبير.

أشارت كريستين ريد، مديرة محفظة الدخل الثابت في الأسواق الناشئة لدى Ninety One، إلى أن خطاب النصر لميلي كان معتدلاً وتعاونياً، ما بعث برسالة استعداده للعمل مع نواب من خارج حزبه بشأن الإصلاحات.

يقرأ  واشنطن ترفع دعوى قضائية لعرقلة أمر ترامب بنشر الحرس الوطني

السندات الدولية المقومة بالدولار اقتربت من أعلى مستوياتها التاريخية المسجلة في وقت سابق من العام، مع ارتفاع سندات استحقاق 2038 بنحو 13 سنتاً لتصل إلى 73 سنتاً مقابل الدولار. كما قفزت أسهم الشركات الأرجنتينية المدرجة في بورصات الولايات المتحدة، حيث صعدت أسهم القطاع المالي حتى 50%، وأضاف صندوق تتبُّع مؤشر MSCI للأرجنتين نحو 20% بعد أن كان قد تراجع 10% منذ بداية العام حتى يوم الجمعة. وارتفعت الأسهم المتداولة في البورصات الأميركية بنسبة 34%.

البيزو تقوّى مبدئياً حتى 13% عند 1,320 بيزو للدولار ثم استقر ليكون أقوى يومياً بنسبة 5.8% عند 1,410. قوة العملة تبدو منطقية في ظل خلفية الدعم الأميركي، بحسب ماثيو جريفز، مدير محفظة سندات الأسواق الناشئة في PPM America.

«الحكومة تملك الآن هامش تنفس ويمكنها اتخاذ خطوات تالية من موضع قوة نسبية»، قال جريفز. «نعتقد أن نطاقات سعر الصرف يمكن استخدامها كأداة لتسهيل الانتقال نحو إطار عائم مدار أكثر واقعية. والمستثمرون سيرغبون في فهم ملامح هذا المسار وكيف سيسهم في تسريع عملية تراكم وإعادة بناء احتياطيات النقد الأجنبي.»

آفاق أطول للمستثمرين الأجانب

شهدت أصول الأرجنتين تقلبات حادة منذ هزيمة حزب ميلي غير المتوقعة في اقتراع إقليمي ببوينس آيرس الشهر الماضي. فقد تراجع البيزو بنحو 25% منذ منتصف أبريل عندما تم جزئياً إلغاء ضوابط الصرف، وبما يقرب من 30% منذ بداية العام، ولامس يوم الجمعة أدنى إغلاق قياسي عند 1,491.50 مقابل الدولار.

كانت سندات الأرجنتين الدولية من بين أسوأ أدوات الدخل المرتفع في أسواق الناشئة هذا العام حتى يوم الجمعة، بعد أن منحت المستثمرين عوائد تفوق 100% في 2024. وأما مؤشر الأسهم المحلي فلامس أدنى مستوى له منذ عام الشهر الماضي؛ وعلى الرغم من ارتفاعه أكثر من 20% منذ ذلك الحين، فإنه لا يزال أقل بنحو 30% عن أعلى مستوى سجل في يناير.

يقرأ  خطة خلافة جاغوسيَنوالمزيد من أخبار الفن

الموقع التشريعي الأقوى لحزب ميلي سيسهم، بحسب مستثمرين، في تشجيع مزيد من الاستثمارات مع تراجع مخاطر الانتخابات، كما يعزز الآمال بمرور مرشحين مؤيدين للإصلاح حتى في الاقتراع العام المقبل 2027. «منحت انتخابات منتصف الولاية أفقاً زمنياً أطول للاستثمارات الأجنبية المحتملة، سواء في الأصول المالية أو الحقيقية»، قال غراهام ستوك، كبير محللي الديون السيادية لدى RBC BlueBay.

بين المستثمرين توقعات بتعديل إطار سوق الصرف الأجنبي لتشجيع تراكم الاحتياطيات، عبر توسيع نطاق التعويم أو السماح بعوم حر للبيزو، وثقة أكبر في آفاق إصلاحات ميلي قد تقوّي العملة تلقائياً. كارمن ألتنكريخ، محللة الدين السيادي في أسواق ناشئة لدى Aviva Investors، رأت أن النتائج قد تُطلق دائرة فاضلة يديرها المحليون يبدأون من خلالها ببيع الدولار مجدداً.

«أرى أن سعر صرف أقوى أمر ممكن»، قال ستوك، مشدداً على أن الاحتياطيات الدولارية المستنزفة تمثل نقطة ضعف رئيسية. وأضاف: «عليهم الاستفادة من قوة البيزو لشراء الدولارات وبناء تلك الاحتياطيات — وهو ما يمكن القيام به في ظل النظام القائم».

(ملاحظة صغيرة مطبعية: كلمة “الاحتياطيات” واردة أعلاه غير معتادة)

أضف تعليق