الأمم المتحدة: الصراع يجبر ٣٠٠٬٠٠٠ شخص على الفرار من جنوب السودان في عام ٢٠٢٥

تجدد القتال بين قادة متنافسين يفضي إلى نزوح جماعي عبر حدود جنوب السودان مع تزايد المخاوف من اتساع رقعة الحرب.

نُشر في 13 أكتوبر 2025

حذّرت الأمم المتحدة من أن نحو 300 ألف شخص فرّوا من جنوب السودان حتى الآن في 2025، في ظل تصاعد الصراع المسلح بين قادة متناحرين الذي يهدد بتحويل البلاد إلى حرب أهلية شاملة.

أفادت لجنة الأمم المتحدة المعنية بحقوق الإنسان في جنوب السودان، في تقرير صدر يوم الاثنين، بحدوث نزوح جماعي وحذّرت من أن الصراع بين الرئيس سلفا كير ونائب الرئيس الأول الموقوف ريك مشار قد يعيد البلاد إلى مواجهة شاملة الدمار. ودعت اللجنة إلى تدخل إقليمي عاجل لمنع انزلاق البلاد نحو هذا المصير المأساوي.

تُعاني جنوب السودان من حالة عدم استقرار سياسي وعنف عرقي منذ استقلالها عن السودان عام 2011. وتدهورت الأوضاع إلى حرب أهلية عام 2013 عندما أقال كير مشار من منصبه، واتفق الطرفان على وقف إطلاق نار في 2017، لكن اتفاق تقاسم السلطة الهش تآكل خلال الأشهر الماضية وتمّ تعليقه الشهر الماضي مع تجدد اندلاع أعمال عنف بين قوات موالية لكل طرف.

وُضِع مشار تحت الإقامة الجبرية في مارس بعد اشتباكات بين الجيش وميليشيا من عرقية النوَر في بلدة نصير أسفرت عن مقتل عشرات الناشطين ونزوح أكثر من 80 ألف شخص. وفي سبتمبر وُجّهت إلى مشار تهم الخيانة والقتل وجرائم ضد الإنسانية، رغم أن محاميه قال إن المحكمة تفتقر إلى الاختصاص، ثم علق كير منصب مشار أوائل أكتوبر.

رفض مشار التهم واعتبرها، وفق متحدث باسمه، “مطاردة سياسية”. وقد دفعت المواجهات المتجددة نحو 150 ألف شخص إلى السودان، الذي تشهده حرب أهلية مستمرة منذ عامين، ورقماً مماثلاً إلى دول الجوار مثل أوغندا وإثيوبيا وصولاً إلى كينيا.

يقرأ  الاحتفاظ بأفضل المواهب عبر مسارات تطوير مهني أقوى

يعيش الآن أكثر من 2.5 مليون جنوب سوداني كلاجئين في الدول المجاورة، بينما يبقى نحو مليوني شخص نازحين داخلياً.

ربطت اللجنة الأزمة الحالية بالفساد وانعدام المساءلة بين صفوف القيادات الجنوبية. وقال المفوض بارني أفاكو إن “الأزمة السياسية المستمرة، وتصاعد القتال، والفساد المنهجي غير المرضوخ كلها أعراض لفشل القيادات”. وأضافت رئيسة اللجنة ياسمين سوكا أن “الأزمة نتجت عن اختيارات متعمدة اتخذها القادة لوضع مصالحهم فوق مصالح شعبهم.”

وأشار تقرير أممي صدر في سبتمبر إلى فساد كبير، وزعم أن 1.7 مليار دولار من برنامج نفط-من أجل-الطرق لم تُحسم حساباتها، في وقت تواجه ثلاثة أرباع البلاد نقصاً حاداً في الغذاء. وحذّر المفوض أفاكو من أن غياب تدخل إقليمي فوري قد يفضي إلى عواقب كارثية، قائلاً: “ينتظر الجنوب سودانيون من الاتحاد الافريقيا والمنطقة أن ينقذوهم من مصير كان يمكن تجنبه.”

أضف تعليق