الأمم المتحدة: جميع أطراف النزاع في جمهورية الكونغو الديمقراطية مشتبه بارتكاب جرائم حرب أخبار الصراع

مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك، يدعو إلى محاسبة تضمن إنصاف ضحايا الفظائع.

نُشر في 5 سبتمبر 2025

خلص محققو الأمم المتحدة إلى أن انتهاكات جسيمة، قد ترقى إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، ربما ارتكبتها ميليشيا “إم23” المدعومة من رواندا والقوات المسلحة الكونغولية وجماعاتها المتحالفة في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية.

أفادت بعثة تقصي الحقائق التابعة لمكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، يوم الجمعة، بأنها خلصت إلى أن جميع أطراف النزاع ارتكبت انتهاكات منذ أواخر 2024، شملت إعدامات موجزة، وعنفاً جنسياً منهجياً واسع النطاق في محافظتي شمال كيفو وجنوب كيفو.

شرق الكونغو، الواقع على حدود رواندا، يشهد منذ أكثر من ثلاثين عاماً نشاط جماعات مسلحة غير دولة وعنفاً متواصلاً أدى إلى دمار هائل. منذ استئناف جماعة إم23 حمل السلاح أواخر 2021، استولت على مساحات واسعة في المنطقة بخ backing رواندا، مما أشعل نزاعاً مسلحاً مع الجيش الكونغولي وأسفر عن أزمة إنسانية متفاقمة أودت بحياة آلاف ووَزَحت ما لا يقل عن سبعة ملايين شخص.

ورغم أن هيئات حقوق الإنسان والأمم المتحدة سبق وأن اتهمت أطرافاً في النزاع بارتكاب فظائع جسيمة، فإن هذا هو أول تقرير أممي يبين أن تلك الانتهاكات قد تشكل جرائم ضد الإنسانية.

وقال تورك في بيان إن “الفظائع الموصوفة في هذا التقرير مروعة”، داعياً إلى محاسبة تضمن عدالة وكرامة للضحايا. وأكد التقرير أن النتائج “تُبرز خطورة وطبيعة الانتهاكات الواسعة النطاق التي ارتكبتها جميع أطراف النزاع، بما في ذلك أعمال قد تشكل جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية”.

استولت حركة إم23 على غوماا، أكبر مدن شرق الكونغو، في يناير، ثم حققت المزيد من المكاسب عبر محافظتي شمال كيفو وجنوب كيفو (الجزيرة).

يقرأ  مراهق يُحكم عليه بالسجن سبع سنوات بعد أن أطلق النار على السيناتور الكولومبي ميغيل أوريبي تورباي

خلص التقرير إلى أن إم23، التي يقودها أفراد من أصل توتسي، ارتكبت إعدامات موجزة وتعذيباً وعمليات اختفاء قسري — ما قد يرقى إلى جرائم ضد الإنسانية. كما استخدمت المجموعة عنفاً جنسياً منهجياً، شمل اغتصاباً جماعياً استهدف إلى حد كبير النساء، بنية “إذلال ومعاقبة وكسر كرامة الضحايا”.

أشار التقرير إلى أن إم23 تلقت تدريباً ودعماً عملياً من قوات الدفاع الرواندية، وأن هناك ادعاءات موثوقة بشأن وجود عناصر رواندية بشكل سري داخل صفوف الحركة. وردت رواندا بنفي الدعم لإم23، وقالت إن قواتها تتصرف دفاعاً عن النفس ضد جيش الكونغو ومليشيات هوتو المرتبطة بإبادة عام 1994. كما أن إم23 نفت في مرات سابقة ارتكاب فظائع.

كما بيّن التقرير أن القوات المسلحة الكونغولية والجماعات الموالية لها، مثل مقاتلي ميليشيات موالية للحكومة المعروفين باسم “وازاليندو”، ارتكبت انتهاكات جسيمة أيضاً، من بينها اغتصاب جماعي، وقتل متعمد للمدنيين، ونهب.

في تقرير منفصل صدر في أغسطس، وثقت الأمم المتحدة أن مقدمي الرعاية الصحية في شرق الكونغو عالجوا أكثر من 17 ألف ضحية للعنف الجنسي بين يناير ومايو 2024.

بعد وساطة قطرية، وقعّت حكومة الكونغو والمتمردون إعلان مبادئ في 19 يوليو اتفقا فيه على بدء التفاوض على اتفاق سلام في أغسطس، غير أن الطرفين أخفقا حتى الآن في الالتزام بموعد التوصل إلى اتفاق نهائي.

أضف تعليق