متحدث غوتيريش يدعو إلى الإفراج الفوري عن موظفي الامم المتحدة — 69 محتجزاً
أدان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش اعتقال عشرة موظفين إضافيين من فريق الامم المتحدة على يد جماعة الحوثي في اليمن، ليرتفع بذلك عدد العاملين المحليين المحتجزين إلى 69، وفق ما أكد ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم غوتيريش، الذي طالب بالإفراج عنهم فوراً.
وقال دوجاريك إن هذه الاعتقالات تجعل إيصال المساعدات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة إلى المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين أمراً غير قابل للاستمرار، مؤكداً أن ذلك يؤثر مباشرة على ملايين المدنيين المحتاجين ويقيد حصولهم على المساعدات المنقذة للحياة.
تسيطر جماعة الحوثي على معظم شمال غرب اليمن، بما في ذلك العاصمة صنعاء، وقد كثفت عمليات توقيف موظفي الامم المتحدة منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على غزة في أكتوبر 2023، ونتيجة لذلك تتهم الحوثيين هؤلاء الموظفين بالتجسس لصالح الولايات المتحدة وإسرائيل. ونفت الامم المتحدة مراراً وتكراراً هذه الاتهامات، التي قد تُعاقَب عليها في اليمن بعقوبة الإعدام.
وأكدت المنظمة يوم الخميس أن جميع المحتجزين من الجنسية اليمنية. وجاءت الاعتقالات الأخيرة بعد أيام من مناقشات أجراها غوتيريش مع السلطان هيثم بن طارق عُمان، التي تلعب دور الوسيط في النزاع اليمني، بشأن موظفي الأمم المتحدة والدبلوماسيين والعاملين في المنظمات غير الحكومية المحتجزين.
وأضاف غوتيريش هذا الأسبوع تعليقاً على إحالة ثلاثة من موظفي الامم المتحدة المحتجزين إلى محكمة جنائية، مشيراً إلى أن التهم الموجهة إليهم زعمت أنها مرتبطة بـ«أداءهم لواجباتهم الرسمية لدى الأمم المتحدة»، ودعا إلى إسقاط هذه التهم فوراً.
تحول في ميزان القوى
أوضح غوتيريش أن عقداً من الحرب الأهلية قد دفع اليمن إلى واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، مشيراً إلى أن نحو 19.5 مليون شخص — أي ما يقرب من ثلثي السكان — بحاجة للمساعدة الإنسانية.
دخل الصراع أخيراً مرحلة جديدة مع تمدد المجلس الانتقالي الجنوبي في جنوب شرق اليمن، وهو تحرك يُعد واحداً من أكبر التغيرات في ميزان القوى منذ اندلاع الحرب. ويدّعي المجلس سيطرته على محافظات شرقية غنية بالنفط مثل حضرموت والمَهْرة، إضافة إلى مدينة عدن الساحلية.
يسعى المجلس الانتقالي إلى إقامة دولة مستقلة في جنوب اليمن، وقد حارب في فترات سابقة إلى جانب الحكومة المعترف بها دولياً والمدعومة من السعودية، والتي تتخذ عدن مقراً لها، ضد الحوثيين. لكن تقدم المجلس في الجنوب وضعه في مواجهة مباشرة مع الحكومة القائمة في عدن، الممثلة بمجلس القيادة الرئاسي، التي أدانت الاستيلاء على الأراضي بوصفه «انفرادياً وانتهاكاً صارخاً».
يتولى عيدروس الزبيدي، زعيم المجلس الانتقالي، مقعداً في مجلس القيادة الرئاسي بصفة أحد نوابه رسمياً، غير أن العلاقات بين الطرفين بقيت متوترة، خصوصاً وأن الحكومة واجهت ضغوطاً كبيرة هذا العام في مناطق نفوذها بسبب انقطاعات التيار الكهربائي وأزمة العملة. وقد خاض الطرفان مواجهات سابقة، لا سيما في أعوام 2018 و2019 في عدن والمحافظات المجاورة.
وختم غوتيريش هذا الأسبوع بدعوة جميع الأطراف إلى التحلي «بأعلى درجات ضبط النفس، وتهدئة التوترات، وتسوية الخلافات عبر الحوار».