الابتكار غالبًا ما يتطلب تدريسًا يخالف التيار

18 نوفمبر 2025 | تحديث: 15 نوفمبر 2025

بواسطة فريق TeachThought

مؤخرًا وقعت على مقال مثير للاهتمام حول التحول من البيداغوجيا إلى الهيوتاغوجيا، وفيما أوافق تقريبًا على كل ما طرح فيه، دفعني ذلك للتفكير في المخاطر الواقعية التي تصاحب تبني هذا النمط وغيرِه من أساليب التدريس التقدّمي. إن الانحراف عن المألوف قد يكون تجربة منعزلة، ونظرًا لأن النظرية السليمة والحدس تمنحاننا بطانية دفء أمام البرد، يبقى أن يحتاج المعلم إلى دليل عملي للبقاء والنجاح أثناء تطبيق الممارسات الجديدة. على المعلمين أن يتهيأوا لواقع ما ينتظرهم عند محاولة إعادة تشكيل صفوفهم، وأن يعزِّزوا إرادتهم للحفاظ على الإبستمولوجيا التي اختاروها.

انظر أيضًا: 7 اختلافات بين المعلم الجيد والمعلم العظيم

بشكل عام، تسعى معظم نماذج التدريس التقدّمي—من الهيوتاغوجيا، والبنائية، إلى التعلم القائم على المشاريع—لوضع عملية ونتائج التعلم في يد المتعلّم قدر الإمكان. لكن لنصل إلى صلب الموضوع: تطبيق هذه النماذج فوضوي إلى حد بعيد، يتطلب صبراً هائلاً، ودرجة من البراغماتية، وقبل كل شيء معلماً ذا مهارة فائقة يستطيع “فك تأديب” طلابه حتى يندمجوا فيها.

1. فك الأسلمة التعليميّة (de‑schooling) يعني إعادة التأهيل الأدواتي

عند تحويل أسلوبك إلى نهج يُمَركز المتعلّم بدلًا من المُعلّم، كن مستعدًا لردات فعل عنيفة من طلاب (وأولياء أمور) قد يتهمونك بأنك لا تُعلّمهم. هذه التهم قادرة على تقويض ثقتك بسرعة، وتزداد وطأتها حين يبدأ طلاب ذوو قدرة جيدة بالشكوى، إذ قد يبدو الأمر كأنك تسرق من أحد لإعطاء الآخر. لمواجهة ذلك، جهّز خطة محكمة ومبررًا واضحًا تستطيع الدفاع عنه أمام الإدارة، والأهم أن يكون لديك مسار منطقي تراجعه مع نفسك في لحظات الشك المتوقعة. تذكّر دائمًا ما الذي يعدّ تعلّمًا حقيقيًا—وستكون على ما يرام.

يقرأ  ما الذي على المحك في التحالف الأمريكي—الكولومبيمع تأزم الخلاف بين ترامب وبيترو؟

2. كن براغماتيًا

مع ذلك، من الحكمة أن تُدخِل الطلاب تدريجيًا إلى الأسلوب الجديد بجرعات صغيرة، لأن كثيرين سيجدون المجال غير مريح. تخيل وجه الطلاب لو فتحت وحدة دراسية بقولك: «هذه نتائج التعلم المطلوبة بنهاية الوحدة، وأنتم تضعون طرق التعلم لتحقيقها». ليست مجرد قفزة إلى النهاية، بل أشبه بقفزة من مروحية في وسط المحيط. عليك أن تهيئ المساحة والثقافة لنجاحهم: كيف يبحثون، كيف يعملون تَعاوُنيًا، كيف يضعون أهدافًا متدرجة، كيف يديرون الوقت، وكيف يعملون باستقلالية. تذكر أن الطلاب في نهاية المرحلة الثانوية قضوا حتى 11+ سنة في تعلّم يقوده المعلم، ومع تقدّمهم في العمر يُكرَّر عليهم آلاف المرات أهمية الحصول على درجة معينة قد تبدو مهدّدة بلا قيادة قوية من المعلم.

هذا المزج هو ما أجده أطبقه دائمًا: أبدأ الوحدة بنهج قوي مرتكز على المتعلّم، وأدرج تدريجيًا توجيهًا أكثر قربًا من التقييم عند الاقتراب من نهاية الوحدة. في نهاية المطاف علينا أن نكون واقعيين: سيُختبر الطلاب على نواتج تعلم محددة، وما على المحك كثير بالنسبة لي كمعلم إن لم تُحقَّق. الهدف العام هو تحريك النسبة لصالح التعلم المتمركز حول المتعلّم بشكل مستمر.

3. الصبر فضيلة مع الفوضى الكبيرة

هنا يحتاج الأمر إلى قدر كبير من الصبر. مع بعض المجموعات قد يستغرق الأمر وقتًا أطول بكثير لتصبح الممارسة معيارًا. النجاح في التعلم المتمركز ليس من السهل تحقيقه، لذا يجب أن تكون صبورًا مع نفسك أثناء محاولتك ضبط الأمور، وصبورًا جدًا مع فوضى العملية. قد تبدو الفوضى ساحقة أحيانًا، لا سيما مع متعلّمين كانوا منفصلين عن التعلّم لوقت طويل؛ بالنسبة لهم قد تبدو التجربة كركوب مجاني وفرصة للكسل، وإغراء العودة إلى الأساليب القديمة قوي. في مثل هذه المواقف قد يكون توجيه الطالب أو إجباره بطريقة ما هو السبيل الوحيد للحفاظ على الحلم. لكن ذلك لا يعني بالضرورة أن القيادة تكون كليًا من المعلم؛ ضمان وصول الطلاب إلى نتيجة نهائية لا يلزم أن يكون طريقها واحدًا فقط.

يقرأ  ما الذي يمنع نيوزيلندا من الاعتراف بدولة فلسطين؟غزة في قلب النقاش

استراتيجيات الجسر المعقولة ليست تنازلات بل قرارات ذكية للبقاء طافية.

4. لا ألم، لا مكسب

إن بدا ذلك متقشّفًا فذلك لأنه كذلك؛ لا ينبغي أن نتوقع أقل من ذلك لأننا نتحدث عن تحسين أنماط تدريس ترتقي بالمعلم إلى قمّة المجال. عدد المرات التي خرجت فيها عن المسار لا تُحصى، لكني أعود دائمًا لأني أعلم أن التعلّم يتقوّى، وأن الامتحانات الرسمية غالبًا ما تظهر نتائج أفضل في نهاية المطاف. وأكثر من ذلك، أعود لأن رؤية الطلاب يتعلّمون بأنفسهم ويتحمّلون مسؤولية تجربتهم تمنحني فرحًا محضًا وتُجدد حبي للمهنة.

الصورة مقتبسة من مستخدم Flickr: Dan — Innovation Often Means Teaching Against The Grain

(ملاحظة بسيطة: العملية صعبة لكنها مجزية جدًا، وستتطلّب وقتًا وصبرًا وتعديلات تدريجية كي تنجح مع معظم الطلاب، خصوصًا مع المتعليمن الذين تعودوا على أساليب تقليدية.)

أضف تعليق